خطبة عن: الوصية (ومن وصايا الرسول)
أكتوبر 5, 2019خطبة عن (لماذا لا يهلك الله الظالمين؟ أين رحمة الله بالمستضعفين؟)
أكتوبر 6, 2019الخطبة الأولى ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) (14) ،(15) الرعد
إخوة الإسلام
لقد دعا الله عز وجل عباده إلى تدبر القرآن ، فقال الله تعالى : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، وفي نفس الوقت ،فقد أنكر الله على من أعرض عن تدبر القرآن ، فقال الله تعالى :{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون: 68]، واليوم إن شاء الله موعدنا مع آيات من كتاب الله ، نتدبرها ، ونسبح في بحار معانيها ، ونرتشف من رحيقها المختوم ، مع قوله تعالى : (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ) (14)الرعد ، فقوله تعالى : ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ) جاء في تفسير الوسيط لطنطاوي : أنه لله – تعالى – دعوة المدعو الحق ، وهو الذى يسمع فيجيب . وقيل : المراد بدعوة الحق ها هنا : كلمة التوحيد والإِخلاص والمعنى : لله من خلقه أن يوحدوه ، ويخلصوا له العبادة . وقيل : دعوة الحق ، دعاؤه – سبحانه – عند الخوف ، فإنه لا يدعى فيه سواه ، كما قال الله تعالى : ( وَإِذَا مَسَّكُمُ الضر فِي البحر ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ ) الاسراء 67، وقيل : دعوة الحق ، أي العبادة الحق ،فإن عبادة الله هي الحق والصدق .فدعوة الحق : هي الدعوة الصحيحة الصادقة ،التي يرجى قبولها، لأنها موجهة إلى القادر على الاستجابة لها . وهنالك دعوة باطل وزور : وهي الدعوة الموجهة إلى المخلوق، أمثال هذه الدعوات ذائعة شائعة في البيئات الجاهلة ،والجماعات المعرضة عن قبول الهداية ،والمستكبرة عن الحق بعد ما تبين لهم . وقوله تعالى : ﴿ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ﴾ أي أن الدعوة الصحيحة الصادقة ،التي تثمر ثمرتها، وتعود بجدواها؛ وتأتي بالمراد منها، وتفتح لها أبواب القبول، وتنتظرها الاستجابة، وتظفر بالرضا، فدعوة الحق هي الدعوة التي توجه إليه سبحانه وتعالى، لأنها دعوة الحق وقد قال تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام ﴿ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [ابراهيم: 39]، وقال تعالى ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186]، وقال تعالى ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].
قل صدق الله ، فدعوة الحق هي التي وجهت إلى سميع يسمعها، ومجيب يستجيب لها، وقادر يملك أن يؤتي السائلين سؤلهم، ويحقق لراجين رجاءهم، ويجيب المضطرين إذا دعوه مخلصين له الدين. وأما الدعوة التي توجه إلى غيره : فهي دعوة ضالة باطلة ،لا تفتح لها أبواب السماء، ولا يسمعها المدعو، ولو سمع ما استجاب؛ لأنه لا يملك الإجابة قال تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ ﴾ [لأعراف: 194-195]، وقال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ * وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ﴾ [لأعراف : 197-198]. ثم بين تعالى أن غيره عاجز ضعيف ، لا يملك شيئاً ،ولا يقدر على شيء، ولا يستجيب لمن يدعوه، ولا يحقق له أملا، ولا يصدق له رجاء، ولا يسمع له دعاء، والمعتمد عليه كالمعتمد على جدار مائل؛ والواثق به كالواثق بظل زائل، فقال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ ﴾ [الرعد: 14]. وكيف يستجيب الذي لا يسمع الدعاء؛ ولا يبلغه النداء، قال تعالى : ﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ [الأنعام: 36]. فقوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ ) أي: لا تجيب هذه الآلهة التي يدعوها هؤلاء المشركون آلهةً بشيء يريدونه من نفع أو دفع ضرٍّ ،ثم ضرب الله مثلاً لهذه الدعوة الضالة الطائشة التي يوجهها الجاهلون الغافلون؛ والأغبياء المفتونون إلى غير الله تعالى ،ليصور لأذهانهم الكلية ،وعقولهم الجامدة ،انقطاع الأسباب بينهم وبين الذين يدعون من دون الله، وليوضح ضلال الداعين وعجز المدعوين، فقال تعالى : ﴿ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ﴾ [الرعد: 14]. فهو سبحانه يمثل الذي يدعو غير الله بمن قام على شفير بئر، أو ضفة غدير، أو شاطئ نهر وهو ظامئ، يكاد يقتله الظمأ، ثم بسط كفيه إلى الماء، وأخذ يدعوه ويلح في الدعاء، ويرجوه ويسرف في الرجاء، ويبتهل إليه ويمعن في الابتهال؛ عسى أن يجري الماء من مكانه بغير إناء، ويرتفع بغير وعاء ،حتى يصل إلى فيه، فينقع غلته، ويروي أوامه، ويبل صداه؛ والماء في مكانه لا يتحرك، ولا يستجيب وهيهات هيهات، ما هو ببالغه، فقد ضل الطالب ، وعجز المطلوب.
أيها المسلمون
إن الإسلام هو دين التوحيد الخالص ،الذي لا تشوبه شائبة أمل في مخلوق ،ولا تمازجه ذرة رجاء في غير الخالق القادر جل شأنه ،وتقدست أسماؤه. ونصوص القرآن الكريم وآياته البينات تقطع كل أمل في التعلق بغير الله تعالى ،وتقضي على كل رجاء في سواه، وتنص بأجلى بيان على أن الأمر يرجع إلى الله وحده، وعلى أن سواه ليس له من الأمر شيء ، وحسبك دليلاً على ذلك قول الله تعالى لنبيه الكريم خاتم النبيين وإمام المرسلين : ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ [آل عمران: 128]، وقوله تعالى : ﴿ قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ﴾ [لأعراف: 188]. وعلى الرغم من أن الفطرة السليمة تؤمن بذلك إيماناً لا يسموا إليه الشك ،ولا تطير بجنباته الظنون والأوهام ، وعلى الرغم من نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة ، ترى كثيراً من الناس يتوجهون إلى المخلوقين في حاجاتهم ،ويطلبون منهم من الأمور ما لا يقدر عليه إلا الواحد القهار ، القائم على كل نفس بما كسبت ، فالعاقل الحازم المستبصر يقبل على ربه، ويدعوه وحده لا شريك له؛ ولا يدعو معه أحداً من خلقه؛ فالله كاف عبده وبالغه أمره. ﴿ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ ﴾ [غافر: 50]. أجل إنه دعاء ضال لا يتصل بسمع، ولا يرجى له نفع، فهل للمسلمين أن يباعدوا الشبه بينهم وبين الكافرين والمشركين؟، ويدعوا الله وحده مخلصين له الدين حنفاء؟ ، فهل لهم إلا أن يتخلصوا من تلك العادات الذميمة التي ألفوا عليها آباءهم وأجدادهم؟ ، وهل لهم إلا أن يصغوا إلى داعي الحق، ويستجيبوا لله ورسوله إذا دعاهم لما يحييهم؟ ، فإن الحق قديم، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل. فدعوا الهتاف بأسماء المخلوقين في قيامكم وقعودكم وحركتكم وسكونكم، وادعوا الله مخلصين له الدين، يقبل عليكم برحمته وإحسانه، ويتغمدكم بكرمه وإنعامه، واسألوه من فضله العظيم، إنه كان بكم رحيما.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وفي قوله تعالى : (إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ )، أي : لا ينفع داعي الآلهة دعاؤه إياها ،إلا كما ينفع باسط كفيه إلى الماء بسطُه إياهما إليه من غير أن يرفعه إليه في إناء, ولكن ليرتفع إليه بدعائه إياه وإشارته إليه وقبضه عليه ، والعرب تضرب لمن سعى فيما لا يدركه مثلا بالقابض على الماء، وفي معنى هذا المثل ثلاثة أوجه : أحدها : أن الذى يدعو إلها من دون الله كالظمآن الذى يدعو الماء إلى فيه من بعيد يريد تناوله ولا يقدر عليه بلسانه ، ويشير إليه بيده فلا يأتيه أبدا لأن الماء لا يستجيب ، وما الماء ببالغ إليه ، قاله مجاهد .الثاني : أنه كالظمآن الذى يرى خياله في الماء ،وقد بسط كفه فيه ليبلغ فاه وما هو ببالغه ، لكذب ظنه وفساد توهمه . قاله ابن عباس .الثالث : أنه كباسط كفيه إلى الماء ليقبض عليه ، فلا يجد في كفه شيئا منه . فالطريق الذي يسير فيه هذا العطشان الأحمق لا يوصله إلى ما يريد، بل يوصله إلى الهلاك، لأنه أخطأ الوسيلة الصحيحة والطريق الصحيح، فالوسيلة الصحيحة أن يكون لديه الرشاد الذي يمكنه أن يغترف غرفة من ذلك الماء اللجي، كي يتسنى له أن يرتوي، بل أن يتضلع من الماء العذب النمير إن صنيع هذا العطشان، وهو يقف على شفير البئر باسطًا كفيه دليل العجز. إنه يدعو الماء الجماد الذي هو في حكم الأموات، بأن ينتقل من قاع البئر إلى كفيه يطفئ غلته، وهل يسمع هذا الجماد؟ ولو فرض أنه سمع هل يستطيع أن يجيب؟ وفي هذا المثل القرآني صور المشرك بصورة محسوسة مرئية، وجعل هذا الأمر المعقول أمرًا مجسما يرَى، فالمشرك الذي عبد غير الله فاتجه إليه، ودعاه وطلب منه النفع والخير، فلم يجبه ولم يستمع إليه، كان مثله كمثل هذا الذي وقف على شفير البئر، وبسط كفيه إلى الماء ليصل إليه ويبلغ فاه، وأنى للماء أن يستجيب، فالظمأ يحرق جوفه، والماء لا يسمع، والأيدي قد امتدت لتطلب، والماء لا يستجيب لطلبه فماذا تكون النتيجة؟.. النتيجة: الهلاك والضياع، فلا سمع ولا إجابة، فكذلك المشرك بالله. إنه تصوير في غاية الإبداع.
فلله – تعالى – العبادة الحق ، والتضرع الحق النافع ، أما الأصنام التي يعبدها هؤلاء المشركون من غير الله . فإنها لا تجيبهم إلى شيء يطلبونه منها ، إلا كإجابة الماء لشخص بسط كفيه إليه من بعيد ، طالبا منه أن يبلغ فمه وما الماء ببالغ فم هذا الشخص الأحمق ، لأن الماء لا يحس ولا يسمع نداء من يناديه . ففي هذه الجملة الكريمة تصوير بليغ لخيبة وجهالة من يتوجه بالعبادة والدعاء لغير الله – تعالى – .(وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ) (14) الرعد ، أي : ليست عبادة الكافرين الأصنام إلا في ضلال ، لأنها شرك ، وقيل : إلا في ضلال أي يضل عنهم ذلك الدعاء ، فلا يجدون منه سبيلا ; كما قال تعالى : ( قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا ) الأعراف 37، قال ابن عباس : أي أصوات الكافرين محجوبة عن الله فلا يسمع دعاءهم . {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ} لبطلان ما يدعون من دون الله، فبطلت عباداتهم ودعاؤهم؛ لأن الوسيلة تبطل ببطلان غايتها، ولما كان الله تعالى هو الملك الحق المبين، كانت عبادته حقًّا متصلة النفع لصاحبها في الدنيا والآخرة. وتشبيه دعاء الكافرين لغير الله بالذي يبسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه من أحسن الأمثلة؛ فإن ذلك تشبيه بأمر محال، فكما أن هذا محال، فالمشبه به محال، والتعليق على المحال من أبلغ ما يكون في نفي الشيء ، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} [الأعراف: 40] ، وهكذا تختم الآية بهذا الختم المجلجل؛ ليفهم الإنسان ويعقل، وليتنبه الغافل وليتوجه إلى الله الذي له دعوة الحق، ليجد كل أملٍ يتحقق، وكل خيبةٍ تمزق، وكل خوفٍ يمحق، ولينعم بالسعادة والسلام، مدى الأيام، وفي هذه الدنيا ويوم القيام، وذلك هو الأمل والمطمح الأعظم للأنام، ولن تجده ولن يتحقق؛ إلا عند الله الذي له دعوة الحق.
الدعاء