خطبة عن ( من أهداف الجهاد في الاسلام )
سبتمبر 19, 2020خطبة عن (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)
سبتمبر 19, 2020الخطبة الأولى : في الفتنة (خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا ..رَجُلٌ فِي مَاشِيَتِهِ يُؤَدِّى حَقَّهَا وَيَعْبُدُ رَبَّهُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الترمذي بسند حسنه ، وصححه الألباني : (عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الْبَهْزِيَّةِ قَالَتْ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا قَالَ : « رَجُلٌ فِي مَاشِيَتِهِ يُؤَدِّى حَقَّهَا وَيَعْبُدُ رَبَّهُ وَرَجُلٌ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ يُخِيفُ الْعَدُوَّ وَيُخِيفُونَهُ »
إخوة الإسلام
موعدنا اليوم إن شاء الله مع هذا الحديث النبوي الكريم ، والذي ينصح فيه رسولنا صلى الله عليه وسلم أمته حين وقوع الفتن والبلايا ، ويرسم لهم طريق النجاة من الوقوع فيها ، ففي قول راوي الحديث : (ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا) أي فعدها قريبة الوقوع ، ووصفها للصحابة وصفا بليغا ، فإن من وصف عند أحد وصفا بليغا فكأنه قرب ذلك الشيء إليه ،قال:(رَجُلٌ فِي مَاشِيَتِهِ ) أي من الغنم ونحوها : والماشية تقع على الإبل والبقر والغنم والأخير أكثر (يُؤَدِّى حَقَّهَا) أي من زكاة وغيرها ،(وَرَجُلٌ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ) أي ماسك (يُخِيفُ الْعَدُوَّ وَيُخِيفُونَهُ) من الإخافة بمعنى التخويف أي يرتبط في بعض ثغور المسلمين يخوف الكفار ويخوفونه ، وقيل : أي: رجل هرب من الفتن وقتال المسلمين ، وقصد الكفار يحاربهم ويحاربونه ، يعني فيبقى سالما من الفتنة وغانما للأجر والمثوبة .
أيها المسلمون
هكذا حذَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أصحابَه مِن الفتنِ، وكان صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يوضِّحُ لهم سُبلَ النَّجاةِ؛ لئلَّا يقَعوا في فتنةٍ فيَهْلِكوا ، وفي هذا الحديثِ تقولُ أمُّ مالكٍ البَهْزيَّةُ رضِيَ اللهُ عَنها: “ذكَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فِتنةً”، أي: تَحدَّثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن فتنةٍ ستَكونُ وستقَعُ وتتحقَّقُ، والفتنةُ هي البلاءُ العظيمُ الَّذي يَختلِطُ فيه الخيرُ بالشَّرِّ، فلا يُعرَفُ الخيرُ مِن الشَّرِّ، “فقَرَّبها”، أي: قرَّب الفتنةَ، والمعنى أنَّه وصَفها لهم وصفًا دقيقًا، وفصَّلها وبيَّن تفاصيلَها، وقيل: بل المرادُ أنَّه أخبَرهم أنَّها قريبةُ الحدوثِ والتَّحقُّقِ. قالت أمُّ مالكٍ: “قلتُ: يا رسولَ اللهِ، مَن خيرُ النَّاسِ فيها”، أي: مَن أفضلُ النَّاسِ في تلك الفِتنةِ؟ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “رجُلٌ في ماشِيَتِه”، أي: رجلٌ معتزِلٌ النَّاسَ يَرْعى غنَمَه، “يُؤدِّي حقَّها”، أي: يؤدِّي حقَّ اللهِ في ماشِيَتِه فيُخرِجُ زكاتَها، “ويَعبُدُ ربَّه”، أي: يؤدِّي ما افترَض اللهُ عليه، “ورجلٌ آخِذٌ برَأسِ فرَسِه، يُخيفُ العدوَّ ويُخيفونه”، أي: ومِن خيرِ النَّاسِ في تلك الفتنةِ أيضًا رجلٌ مجاهِدٌ في سبيلِ اللهِ، مُمسِكٌ بعِنانِ فرَسِه لا ينفَكُّ عن مُحارَبةِ أعداءِ اللهِ، الواضِحِ عَداؤُهم للدِّينِ، وليسوا مِن المسلِمين، وهذا إنَّما يكونُ في زَمانٍ دونَ زَمانٍ، وفي بلَدٍ دون بلدٍ، فإنَّ الثُّغورَ وبِلادَ الظُّلمِ غيرُ مُحتمَلٍ فيها المشيُ في الجِبالِ بالغنَمِ؛ فإنَّها تُنهَبُ بين ظالمٍ ولصٍّ، ولكن يُمكِنُ للرَّجلِ الأَخْذُ بعِنانِ فرَسِه في الثُّغورِ، والفرارُ بدِينِه مِن بلادِ الظُّلمِ إذا لم يَجِدْ إمامًا عادلًا يُجاهِدُ تحتَ رايتِه. وفي هذا الحديثِ: الحثُّ على اعتزالِ الفِتنِ، والاعتصامِ باللهِ عزَّ وجلَّ. وفيه أيضا : فضلُ الجهادِ في سَبيلِ اللهِ وقْتَ الفتنِ، مع تبَيُّنِ ومعرفةِ مَواضِعِ الجهادِ.
أيها المسلمون
ونحن الآن نعيش واقعًا مليء بالفتن التي لا يعلمها إلا الله، فتن قتل وهرج، وفتن فضائيات وإعلام مضلل، وفتن إنترنت وشائعات ، وفتن انفتاح على العالم، وغيرها الكثير من الفتن التي نحتاج فيها عون الله تعالى أن يثبتنا ويبصرنا فيها بالحق، والسؤال : كيف نثبت عند الفتن ؟ ، وبماذا أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حلولها ؟ ففي سنن ابن ماجة : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « كَيْفَ بِكُمْ وَبِزَمَانٍ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ يُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً وَتَبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ فَاخْتَلَفُوا وَكَانُوا هَكَذَا ». وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ قَالُوا كَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ قَالَ: « تَأْخُذُونَ بِمَا تَعْرِفُونَ وَتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُونَ وَتُقْبِلُونَ عَلَى خَاصَّتِكُمْ وَتَذَرُونَ أَمْرَ عَوَامِّكُمْ ». ففي هذا الحديث الشريف ،يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كيفية النجاة من الفتن ، وحدد ذلك بعدة طرق وهي: أولًا : أن يأخذ الإنسان بما يعرف: والمقصود: أن يأخذ الإنسان بما يعرف أنه الحق ولا يدور في فلك الشبهات، ولا يصغي للبدع وأهل الأهواء ومصدره في ذلك الكتاب والسنة، فقد روى الامام مالك في الموطإ وحسنه الألباني: (عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ » ثانيًا : يدع ما ينكر: ففي صحيح مسلم : (عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ فَقَالَ « الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ». وفي سنن الترمذي بسند حسن صحيح : (عَنْ أَبِى الْحَوْرَاءِ السَّعْدِىِّ قَالَ قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ مَا حَفِظْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ ». ثالثًا : الإقبال على العلماء: فهم ورثة الأنبياء ومنارات الهدى فعن مُعَاوِيَةَ بْن أَبِى سُفْيَانَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « الْخَيْرُ عَادَةٌ وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ».(حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه). رابعًا : ترك أمر العوام : فقد قال علي رضي الله عنه: “الناس ثلاث: فعالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق”. خامسًا : التسلح بالإيمان والتقوى. وقال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الحديد:28]. سادسًا : التوكل على الله : فقد قال الله تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق : 3 ] . سابعًا : اعتزال الفرق والأحزاب : ففي الصحيحين واللفظ للبخاري : (أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِىَّ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – عَنِ الْخَيْرِ ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ ، مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِى جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ « نَعَمْ » . قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ « نَعَمْ ، وَفِيهِ دَخَنٌ » . قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ « قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْىٍ ، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ » . قُلْتُ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ « نَعَمْ ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا » . قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا . قَالَ « هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا » . قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِى إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ قَالَ « تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ » . قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ « فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا ، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ ، وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ » قال البيضاوي: “المعنى إذا لم يكن في الأرض خليفة فعليك بالعزلة والصبر على تحمل شدة الزمان والعض بأصل شجرة كناية عن مكابدة المشقة”، وقال الإمام الطبري: “وفي الحديث أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزابًا فلا يتبع أحد في الفرقة ويعتزل الجميع خشية من الوقوع في الشر
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية : في الفتن (خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا ..رَجُلٌ فِي مَاشِيَتِهِ يُؤَدِّى حَقَّهَا وَيَعْبُدُ رَبَّهُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ونواصل الحديث عن موقف المسلم عند الفتن : ثامنًا : الاستغفار واللجوء إلى الله والاستعانة بالصلاة: قال الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:87-88]. وروى البخاري في صحيحه : (عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْحَارِثِ الْفِرَاسِيَّةِ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَتِ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – لَيْلَةً فَزِعًا يَقُولُ « سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْخَزَائِنِ وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْفِتَنِ ، مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ – يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ – لِكَىْ يُصَلِّينَ ، رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا ، عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ » قال الشيخ مصطفى العدوي: “في الحديث الندب والإرشاد إلى التضرع والصلاة والدعاء واللجوء إلى الله تعالى وخاصة في الليل -ويستحب الثلث الأخير منه- رجاء موافقة وقت الإجابة لتكشف الفتنة أو يسلم الداعي ومن دعا له، والحديث دليل على أن الصلاة مخرج من الفتنة” تاسعًا : التعوذ بالله من الفتن : فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – كَانَ يَقُولُ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَغْرَمِ وَالْمَأْثَمِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ وَفِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا ، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ » رواه البخاري عاشرًا : الفرار من الفتن : فقد روى البخاري : (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ خَيْرُ مَالِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ الْغَنَمُ ، يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ » الحادي عشر : الحذر من الشائعات والروايات الواهية ونقل الأخبار المكذوبة . الثاني عشر : النهي عن المنكر: عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ ».(سنن الترمذي). الثالث عشر : النهي عن قتال المسلم أو تعريضه للهلاك، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة :2]. وعن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال: “إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله”. الرابع عشر : المخرج من فتنة الأمراء والأئمة : فعن أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّهُ سيَكونُ علَيكُم أئمَّةٌ تعرفونَ وتُنكِرونَ، فمَن أنكرَ فقد برِئَ ومَن كرِهَ فقد سلِمَ ولَكِن مَن رضيَ وتابعَ»، فقيلَ: يا رسولَ اللَّهِ أفلا نقاتلُهُم؟ قالَ: «لا، ما صلَّوا» رواه الترمذي قال الإمام النووي رضي الله تعالى عنه : “معنى ما سبق أنه لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم أو الفسق ما لم يغيروا شيئًا من قواعد الإسلام”.
الدعاء