خطبة عن (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)
سبتمبر 19, 2020خطبة عن حديث (قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ طُولُ الْحَيَاةِ وَكَثْرَةُ الْمَالِ)
سبتمبر 26, 2020الخطبة الأولى ( لَيْسَ لاِبْنِ آدَمَ حَقٌّ.. إلا.. بَيْتٌ يَسْكُنُهُ ، وَثَوْبٌ يُوَارِى عَوْرَتَهُ ، وَجِلْفُ الْخُبْزِ وَالْمَاءِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الترمذي في سننه (عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « لَيْسَ لاِبْنِ آدَمَ حَقٌّ فِي سِوَى هَذِهِ الْخِصَالِ بَيْتٌ يَسْكُنُهُ وَثَوْبٌ يُوَارِى عَوْرَتَهُ وَجِلْفُ الْخُبْزِ وَالْمَاءِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى(الترمذي) هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
إخوة الإسلام
مهما انهمك الانسان في الدنيا ، فسيكفيه من الدنيا الشيء القليل، فلا يكن في الدنيا نهماً ، ولا شرهاً في طلبها، وليحذر أن تفتنه ، ويضله الله عز وجل فيها، وفي هذا الحديث النبوي الكريم ، يحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الانهماك في طلب الدنيا ، والانشغال عن الدار الآخرة ، وبين صلى الله عليه وسلم الضروريات الأساسية ، التي إذا حصلها وامتلكها الانسان ، كان غنيا عن غيرها وهي كما قال صلى الله عليه وسلم : ( بَيْتٌ يَسْكُنُهُ ، وَثَوْبٌ يُوَارِى عَوْرَتَهُ ، وَجِلْفُ الْخُبْزِ وَالْمَاءِ ) ، ففي قوله صلى الله عليه وسلم :(لَيْسَ لاِبْنِ آدَمَ حَقٌّ) أي حاجة ، وقيل : أراد بالحق ما وجب له من الله ، من غير تبعة في الآخرة ، وسؤال عنه ، وإذا اكتفى بذلك من الحلال ، لم يسأل عنه ، لأنه من الحقوق التي لا بد للنفس منها ، وأما ما سواه من الحظوظ يسأل عنه ويطالب بشكره . وقال القاضي – رحمه الله – : أراد بالحق ما يستحقه الإنسان ، لافتقاره إليه ،وتوقف تعيشه عليه ، وفي قوله : (فِي سِوَى هَذِهِ الْخِصَالِ) في أي شيء سوى هذه ، والمراد بها ضروريات بدنه المعينة على دينه (بَيْتٌ يَسْكُنُهُ) أي محل يأوي إليه ، دفعا للحر والبرد (وَثَوْبٌ يُوَارِى عَوْرَتَهُ) أي يسترها عن أعين الناس (وَجِلْفُ الْخُبْزِ وَالْمَاءِ) ، والجلف هو الخبز وحده لا أدم معه ، وقيل : الخبز الغليظ اليابس ، فكسرة خبز وشربة ماء ، والمقصود غاية القناعة ونهاية الكفاية ، وروى ابن ماجة في سننه : أن (الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِيكَرِبَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : « مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ غَلَبَتِ الآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ ». كما روى مسلم في صحيحه : (عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَقْرَأُ (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) ، قَالَ « يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِي مَالِي – قَالَ – وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ ». ، والمعنى : أترى أيها الانسان أن كل الذي تجمعه من الدنيا ستنتفع به كله؟ ، إن ما ينتفع به العبد حقيقة هو ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، حيث قال: (وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ)، فالانتفاع الحقيقي لمالك طعام أكلته وأفنيته، (أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ ) ، وقد يكون عندك مائة ثوب ، ولكن عندما تلبس ، تلبس ثوباً واحداً منها ، فهو الذي انتفعت به من بين هذه الثياب، وقد تكون الثلاجة مليئة بالطعام، ولكن إذا أخذت الوجبة التي تكفيك فهي التي انتفعت بها، والباقي كله ليس لك. (أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ)، فإذا دفعت الصدقة للفقراء ، قدمتها لك في الدار الآخرة، فانظر إلى المال الذي أكلته فني ولم يبق منه شيء، والذي لبست بلي وما استفدت منه شيئاً ، ولكن عندما تصدقت ، فهذا هو الذي قدمته للدار الآخرة ، وظل باقياً . فالحرص على الدنيا مفسد للدين ، وفيه الخسران المبين ، ففي سنن الترمذي : (عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلاَ فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ ». فالإنسان عندما يحرص على المال، وعلى المنصب والرئاسة، فإن النتيجة من وراء ذلك الفساد الشديد، يريد المرء أن يكون عنده مال كثير، ويريد أن يكون أشرف الناس وأعلى الناس، ليظفر بهذا الحرص على المال والشرف، وسيعمل أي شيء على أنه يرضي الناس ،لأجل المنصب الذي يريده، فيصل إلى المنصب بالخيانة ،والغش والغدر والخداع، وحتى يصل إلى المال قد يتعامل مع الناس بالحرام، وأكل السحت والرشوة، وفي النهاية يقع في الربا صراحة، فهو في فساد من ناحية طلب المال، وفي فساد من ناحية طلب الشرف. وهؤلاء الذين يحرصون على امتلاك الدنيا ، نسوا أن الدنيا ظل زائل : وعارية مستردة ، ففي سنن الترمذي : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ نَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً . فَقَالَ : « مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا »
أيها المسلمون
إن التوسع في المآكل والمشارب من عادات الحكام والملوك والأمراء، فأحسن الأكل وأطيبه تجده بين أيديهم، وأفضل الشراب وألذه وتنوعه تجده عندهم، فهم يعيشون حياة ترف وبذخ ، لكن الرسول – صلى الله عليه وسلم- أسوة المسلمين ، سلك مسلكاً يختلف تماما عن هؤلاء الملوك، فقد اختار لنفسه أن يعيش في تقشف ،وتواضع ،وبساطة في الطعام والشراب ، فهذا خادمة أنس -رضي الله عنه- يصف لنا شيئاً من معيشته- صلى الله عليه وسلم- فيقول: (لَمْ يَجْتَمِعْ لَهُ غَدَاءٌ وَلاَ عَشَاءٌ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ إِلاَّ عَلَى ضَفَفٍ ) رواه أحمد ، وفي صحيح مسلم : (عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ ). وفي سنن الترمذي : (عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَأْتِينِي فَيَقُولُ : « أَعِنْدَكِ غَدَاءٌ ». فَأَقُولُ لاَ. فَيَقُولُ « إِنِّي صَائِمٌ ». قَالَتْ فَأَتَانِي يَوْمًا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ قَدْ أُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ. قَالَ « وَمَا هِيَ ». قَالَتْ قُلْتُ حَيْسٌ. قَالَ « أَمَا إِنِّي قَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا ». قَالَتْ ثُمَّ أَكَلَ ). وروى البخاري في صحيحه : (حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ كُنَّا نَأْتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ وَقَالَ كُلُوا فَمَا أَعْلَمُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا ، حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ ، وَلاَ رَأَى شَاةً سَمِيطًا بِعَيْنِهِ قَطُّ) ، ورى مسلم : (عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ يَخْطُبُ قَالَ ذَكَرَ عُمَرُ مَا أَصَابَ النَّاسُ مِنَ الدُّنْيَا فَقَالَ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِى مَا يَجِدُ دَقَلاً يَمْلأُ بِهِ بَطْنَهُ )
أيها المسلمون
وليس المقصود بالحذر من الحرص على الدنيا وتركها هو مجرد الإقلال في الملبس ،أو المأكل ، أو المسكن ,وإنما يكون هذا الترك ابتداء من القلب , ويكون الزهد انطلاقا من النفس , فلا معنى لجسد زاهد ونفسه طماعة ، ولا لسلوك معرض ،وقلبه راج متطلع . إن ترك الدنيا إذن هو الشعور بأن متاعها في طاعة الله ،ولذاتها في القربى إلى الله , والعلو فيها هو الذلة إلى الله , والجاه فيها هو الفقر إلى الله .., ومن ثم حتى لو ملك الدنيا كلها ، فلن تغر قلبه ، ولن تأسر نفسه . إن ترك الدنيا والزهد فيها إنما يتأتى بعدم التعلق بها ، وعدم انتظار متاعها, ولو جاء متاعها لم يبال به ، ولم يلتفت إليه, بل هو حاله لا يتغير إذا جاءه فقر أو غنى, فالمال في يده لا يمس قلبه, ويستوي عنده وجود المال وعدمه, ويستوي عنده مديح الناس وذمهم له, ويستوي عنده حصول الجاه أو عدمه. وللأسف فإننا نرى كثيرا من المتناقضات بين الناس في ذلك : فكثيرا ما نعلم رجلا قد تزهد في ملبسه ،وأمر الناس بالزهد فيها ، بينما هو مقيم على الصراع على جمع كل درهم , وآخر قد أهمل حال مسكنه طعامه وشرابه مدعيا الزهد ،بينما هو مقيم على امتلاك الأطيان والعقارات , وثالث ظاهره الزهد في الملبس والمأكل والمسكن ، لكنه طماع فيما في أيدي الناس من الخير, حاسد لهم كلما أصابتهم نعمة !! إن هذه الأمثلة وغيرها لا احسبها بحال تتفق مع زهد القلب الذي نتحدث عنه ،ولا مع حقيقة الأمر الإسلامي العظيم بالتقلل من الدنيا , إذ الطمع طمع القلب ، كما أن الغنى غنى القلب .. وعلى جانب آخر ، قد لا نجد معنى لما تحدث به البعض من معاني الزهد في الأعمال والوظائف , أو العلوم والدراسات , ولا التقدم والتكنولوجيا وغيرها , فكل هذا تتقوى به الأمة ،وتنتصر على أعدائها، فتكون الدعوة إلى تركها كباب للزهد نوع من جهل بالغ . كذلك فللمال الصالح في أيدي الصالحين من المسلمين أثر بالغ الاهمية , وليس هناك معنى للزهد يتفق مع أمرنا الأغنياء الصالحين بترك أموالهم زهدا أو ترك تجاراتهم تقللا , بل ندعو الله لهم أن يكبر تجارتهم ، وتزداد أموالهم الصالحة ، إذ بها يساعدون الفقراء ويرحمون الأيتام , ويكفلون طلبة العلم , ويرفعون من شأن أمتهم بين الأمم , إنما شرطنا ههنا أن يكون المال صالحا وفي يد صالحة تخشى الله وتعلم حقه .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( لَيْسَ لاِبْنِ آدَمَ حَقٌّ.. إلا.. بَيْتٌ يَسْكُنُهُ ، وَثَوْبٌ يُوَارِى عَوْرَتَهُ ، وَجِلْفُ الْخُبْزِ وَالْمَاءِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال يونس بن ميسرة: ليست الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال ،ولا إضاعة المال, إنما الزهادة في الدنيا أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك, وأن يكون حالك في المصيبة, وحالك إذا لم تُصَب بها سواء, وأن يكون مادحك وذامك في الحق سواء. وقيل لابن المبارك: أنت زاهد, فقال: الزاهد هو : عمر بن عبد العزيز ، إذ جاءته الدنيا راغمة فتركها. وقال الحسن البصري: أدركت أقوامًا ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل ،ولا يأسفون على شيء منها أدبر, ولهي في أعينهم أهون من التراب. وهذا كتاب كتبه الحسن إلى عمر بن عبد العزيز يوصيه وينصحه, قال : “أما بعد, فإن الدنيا دار ظعن – سفر – ليست بدار مقام, وإنما أنزل إليها آدم عقوبة فاحذرها يا أمير المؤمنين, فإن الزاد منها تركها, والغنى فيها فقرها, تُذل من أعزها, وتفقر من جمعها, كالسم يأكله من لا يعرفه وهو حتفه, فاحذر هذه الدار الغرارة الختالة الخداعة, وكن أسَرَّ ما تكون فيها أحذر ما تكون لها, سرورها مشوب بالحزن وصفوها مشوب بالكدر, فلو كان الخالق لم يخبر عنها خبرًا ولم يضرب لها مثلاً لكانت قد أيقظت النائم ونبهت الغافل, فكيف وقد جاء من الله عز وجل عنها زاجر وفيها واعظ. فما لها عند الله سبحانه قدر ولا وزن, ما نظر إليها – سبحانه – منذ خلقها, ولقد عُرضت على نبينا صلى الله عليه وسلم مفاتحها وخزائنها فأبى أن يقبلها, وكره أن يحب ما أبغض خالقه. زواها الله عن الصالحين اختيارًا, وبسطها لأعدائه اغترارًا, أفيظن المغرور بها أنه أكرم ونسي ما صنع الله بمحمد صلى الله عليه وسلم حين شد على بطنه الحجر..” ولقد كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وحياة أصحابه تطبيقًا عمليًا لهذا المعنى ، من ترك الدنيا ظاهرا وباطنا , فجمعوا بين التقلل منها ، وبين قصر الأمل فيها, ولم يكونوا يحرصون على متاع منها ، ولا مال ولا تشييد بناء, وإنما كان حرصهم منها على التزود بالتقى ، والعمل الصالح , مع ما ينفع الأمة الإسلامية من التقوى والبناء , وما ينفع أبناءها من دعم وعطاء . فقد كان بيته صلى الله عليه وسلم أقل البيوت متاعًا وأثاثًا ،وكان يفترش الحصير تارة ويفترش الأدم (الجلد) تارة, وكان عنده ركوة للوضوء ،وكساء ورداء أو كساءان ورداءان ،أحدهما للعيش والآخر للقاء الوفود. وكان صلى الله عليه وسلم معرضًا عن الدنيا, فلربما أهداه بعض الناس عباءة أو جبة أو ثوبًا فأهداه أسامة بن زيد أو غيره, وفي صحيح البخاري : (عَنْ أَبِى بُرْدَةَ قَالَ أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ – رضى الله عنها – كِسَاءً مُلَبَّدًا وَقَالَتْ فِي هَذَا نُزِعَ رُوحُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – )
الدعاء