خطبة ( من أخلاق المؤمنين : العفو والتوبة والاستغفار من الفواحش)
مارس 20, 2016خطبة عن (الإيمان بالجنة ونعيمها يدفع للعمل)
مارس 20, 2016الخطبة الأولى من صفات المؤمنين ( كظم الغيظ والعفو عن الناس)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) آل عمران (134)
إخوة الإسلام
من صفات المتقين ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ) أي: إذا حصل لهم من غيرهم أذية توجب غيظهم – وهو امتلاء قلوبهم من الحنق، الموجب للانتقام بالقول والفعل- ، فهؤلاء لا يعملون بمقتضى الطباع البشرية، بل يكظمون ما في القلوب من الغيظ، ويصبرون عن مقابلة المسيء إليهم. ( وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ) ويدخل في العفو عن الناس، العفو عن كل من أساء إليك بقول أو فعل، والعفو أبلغ من الكظم، لأن العفو ترك المؤاخذة مع السماحة عن المسيء، وهذا إنما يكون ممن تحلى بالأخلاق الجميلة، وتخلى عن الأخلاق الرذيلة، وممن تاجر مع الله، وعفا عن عباد الله رحمة بهم، وإحسانا إليهم، وكراهة لحصول الشر عليهم، وليعفو الله عنه، ويكون أجره على ربه الكريم، لا على العبد الفقير، كما قال تعالى: ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) الشورى 40. ثم ذكر الله تعالى حالة أعم من غيرها، وأحسن وأعلى وأجل، وهي الإحسان، فقال [ تعالى ] : ( وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ، والإحسان نوعان: الإحسان في عبادة الخالق. والإحسان إلى المخلوق، ( فالإحسان في عبادة الخالق ) . . فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: « أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك »، وأما الإحسان إلى المخلوق، فهو إيصال النفع الديني والدنيوي إليهم، ودفع الشر الديني والدنيوي عنهم، فيدخل في ذلك أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وتعليم جاهلهم، ووعظ غافلهم، والنصيحة لعامتهم وخاصتهم، والسعي في جمع كلمتهم، وإيصال الصدقات والنفقات الواجبة والمستحبة إليهم، على اختلاف أحوالهم وتباين أوصافهم، ويدخل في ذلك بذل الندى وكف الأذى، واحتمال الأذى، كما وصف الله به المتقين في هذه الآيات، فمن قام بهذه الأمور، فقد قام بحق الله وحق عبيده.
أيها المسلمون
فما أجملها من صفات ، وما أحسنها من أخلاق ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.) ثلاث صفات رائعات يتدرج المتقي فيها ليصل إلى أفضلها .أولها: كظم الغيظ – حبسه ومنعه من الثوران والتصرف الهائج – فهو صابر ،والصبر نور في البصر والبصيرة كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ” صحيح مسلم، وقال تعالى ” وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ” آل عمران 146
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية من صفات المؤمنين ( كظم الغيظ والعفو عن الناس)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
فعلى المسلم أن يتجاوز عن إساءات الناس إذا أراد أن يصل إلى قلوبهم ، ويلج عقولهم ، وقد جبل الناس على الضعف والخطأ الذي يولد الأذى فقد قال صلى الله عليه وسلم : « الْمُؤْمِنُ الَّذِى يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الَّذِى لاَ يُخَالِطُهُمْ وَلاَ يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ » رواه أحمد “ولا ننس أن كظم الغيظ لا يعني نسيانه ، إنما تناسيه ، والفرق بينهما واضح جليّ . فإذا نجح المسلم في السيطرة على نفسه فحبس غيظه دخل في المرتبة الثانية :وهي العفو عن الناس والعفو نسيان ما كان منهم ، ومسامحتهم، وكأن شيئاً لم يكن . فقد كان الرسول الكريم يعفو عمّن ظلمه ، والسيرة مليئة بهذه المواقف النبوية الرائعة في العفو والصفح عن المسيء، وتاريخ الصالحين من أسلافنا شاهد على ذلك . والعفو دليل سمو الأخلاق ورجاحة العقل
الدعاء