خطبة عن : الله يخلق ويملك ويختار ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ )
ديسمبر 12, 2020خطبة عن مراقبة الله ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا )
ديسمبر 12, 2020الخطبة الأولى ( خَيْرُ النَّاسِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى في محكم آياته : (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) (197) البقرة ،وقال الله تعالى : (فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (184) البقرة ، وقال الله تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (110) البقرة ، وقال الله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (215) البقرة ،وقال الله تعالى : (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) (272) البقرة ،وقال الله تعالى : (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (20) المزمل ، وروى البيهقي في سننه : (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ عَامَ تَبُوكٍ خَطَبَ النَّاسَ وَهُوَ مُضِيفٌ ظَهْرَهُ إِلَى نَخْلَةٍ فَقَالَ : « أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ وَشَرِّ النَّاسِ إِنَّ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ رَجُلاً عَمِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ أَوْ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ أَوْ عَلَى قَدَمَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ وَإِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ رَجُلاً فَاجِرًا جَرِيئًا يَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ لاَ يَرْعَوِى إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ ».
إخوة الإسلام
إن أعمال الخير ، والتي يصير بها المسلم من خيار عباد الله كثيرة، فمن جمعها، فقد جمع الخير كله ، ومن تحلى ببعضها ، فقد جمع من الخير بقدر ما عمل وتحلى به ، ويظهر ذلك جليا من خلال تدبرنا للآيات المباركات التي تليت عليكم ، وكذلك المتتبع لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يجد أنها قد زخرت بالكثير من الأحاديث، التي ذكر فيها خيار الناس ، بذكر أعمال صالحة يعملونها، وبذلك نالوا هذا الوسام الكريم، ووصلوا بها إلى هذا الشرف العظيم، وتلك الدرجة الرفيعة . وما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعمال الصالحة ، التي حاز بها بعض الناس قصب السبق ، لإحراز الخيرية ، يتفرق في ميادين الحياة المختلفة ، فقد ذكر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم خير الناس في مجلات عديدة ومتنوعة ، ومنها : ففي مضمار الحياة الإنسانية على جهة العموم ، جاء في سنن الترمذي بسند صححه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَفَ عَلَى أُنَاسٍ جُلُوسٍ فَقَالَ : « أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ ». قَالَ فَسَكَتُوا فَقَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ رَجُلٌ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا بِخَيْرِنَا مِنْ شَرِّنَا. قَالَ : « خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ وَشَرُّكُمْ مَنْ لاَ يُرْجَى خَيْرُهُ وَلاَ يُؤْمَنُ شَرُّهُ ». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وخير الناس أنفعهم للناس) رواه الدارقطني وغيره ،ألا وإن أعظم المنافع : منافع الدين التي بها هداية من ضلالة، أو تعليم من جهالة، أو إعانة على فعل طاعة، أو تجنب معصية، أو كشف شبهة، وتنوير محجة ، تثبِّت المسلم على طريق الحق والصواب. ومن أعظم منافع الدنيا والدين : ولاية إمام عادل ، يسوس الدنيا بالدين، ويراعي مصالح المسلمين، فيوصل إليهم ما استطاع من النعم، ويدفع عنهم ما في استطاعته من النقم. وفي مضمار الحياة السلوكية يقول ، روى البخاري في صحيحه : (عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يُحَدِّثُنَا إِذْ قَالَ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا ، وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ « إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقًا »، فخيار الناس تعاملاً : من حسنت أخلاقهم، فبذلوا المعروف ، من لين جانب، وبشاشة وجه، وسهولة مخالطة، وتودد ورحمة، وصبر وحلم، وكفوا أذاهم عن الناس، فلم يحدث منهم للمؤمنين فحش ، ولا بذاء، ولا فظاظة، ولا ظلم ولا أذية، ولا كِبر ، ولا احتقار . فخيار الناس يألفون ويُؤلفون، ويُحِبون، ويحَبون، ويتواضعون ولا يتيهون، فإنعامهم مبذول، وفضلهم بالاستمرار بين الناس موصول، فيحسنون إلى المخلوقين، ويحسنون عبادة رب العالمين. وفي مضمار الحياة الاجتماعية، ومخالطة عموم الناس وخصوصهم ، روى مسلم في صحيحه : أن (عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ : إِنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ قَالَ « مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ». وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ قَالَ : « كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ ». قَالُوا صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ قَالَ : « هُوَ التَّقِىُّ النَّقِيُّ لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْىَ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ ». رواه ابن ماجه ، وفي مسند أحمد 🙁..فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ « خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَرَدَّ السَّلاَمَ » ، وهذا من أعظم ما تقوى به رابطة الأخوة الإسلامية، وتشتد بهما محبة المسلمين؛ فإن إطعام الطعام-خاصة في أوقات الشدة- من أعظم أعمال الخير؛ لأن فيه حياة الأبدان، والعون على عبادة الله، وفي رد السلام نشر للسلام والأمن، والحب والإخاء، ونبذ للكراهية والتدابر ، فمن فعل ذلك كان من خيار الناس. وروى الترمذي في سننه بسند حسنه : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ » ، فمن كان أكثر نفعًا في الحق لصاحبه، وأكثر إيصالاً للخير إليه، ودفعًا للشر عنه، فهذا أفضل الأصحاب؛ فخيرُ الصاحب لصاحبه برهانٌ على صدق صحبته ومحبته. ومن كان أكثر إحسانًا لجاره، وأكثر صبراً على أذاه، وأحرص على أداء حقوقه، وصرف الشرور عنه ، كان أفضل الجيران عند الله تعالى، وعند خلقه، قال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].
أيها المسلمون
وفي مجال الولايات والمسؤوليات في الوظائف العليا ، ففي الصحيحين : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه – عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُوا ، وَتَجِدُونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيَةً » ، فبين الرسول صلى الله عليه وسلم : أن خير الناس في الولايات ، هم الذين يكرهونها؛ خوفًا من التقصير فيها، أو الفتنة بها، كيف لا ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ » رواه مسلم.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( خَيْرُ النَّاسِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ونواصل الحديث عن : (خَيْرِ النَّاسِ ) ، ففي مجال حقوق الناس المالية ، يحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خير الناس في اقتراض الأموال أحسنهم قضاء، ففي مسند أحمد وغيره : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ جَاء أَعْرَابِيٌّ يَتَقَاضَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- بَعِيراً فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « الْتَمِسُوا لَهُ مِثْلَ سِنِّ بَعِيرِهِ ». قَالَ فَالْتَمَسُوا لَهُ فَلَمْ يَجِدُوا إِلاَّ فَوْقَ سِنِّ بَعِيرِهِ. قَالَ « فَأَعْطُوهُ فَوْقَ بَعِيرِهِ ». فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ أَوْفَيْتَنِي أَوْفَاكَ اللَّهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- : « إِنَّ خَيْرَكُمْ خَيْرُكُمْ قَضَاءً » ، وفي صحيح البخاري : (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ – رضى الله عنهما – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ ، وَإِذَا اشْتَرَى ، وَإِذَا اقْتَضَى »، فمن اقترض من إنسان شيئًا ، فإنَّ من حسن القضاء : أن يسارع في رده إلى صاحبه، وفي وقته ، ومن غير مماطلة، وبصفته ، من غير نقصان ، أو تشويه، فإن زاد على الدين عند قضائه شيئًا من غير اشتراط الدائن ، فذلك إحسان وفضل، وليس بربا، فقد روى البخاري : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَتَقَاضَاهُ بَعِيرًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « أَعْطُوهُ » . فَقَالُوا مَا نَجِدُ إِلاَّ سِنًّا أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ . فَقَالَ الرَّجُلُ أَوْفَيْتَنِي أَوْفَاكَ اللَّهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « أَعْطُوهُ فَإِنَّ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ أَحْسَنَهُمْ قَضَاءً » ، وفي مجال التعلم والتعليم ، ففي صحيح البخاري : (عَنْ عُثْمَانَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ : « خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ » ، فمن تعلم القرآن مخلصًا لله تعالى، وقرأه وتدبره ،وعمل بما فيه، ثم علّمه الناس ،فهذا خير الناس في ميدان العلم النافع، والسبب: أنه اشتغل بأعظم كلام، وصرف جلَّ وقته وجهده على علمٍ من أعظم علوم الإسلام. وفي فرصة الحياة يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خير الناس ، ففي سنن الترمذي : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ قَالَ : « مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ » ، وفيه : (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ قَالَ « مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ ». قَالَ فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ قَالَ « مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ ». وفي مجال الحياة الأسرية، والرابطة الزوجية يذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الأقارب لأقاربهم، وخير الأزواج لزوجاتهم، وخير الزوجات لأزواجهن، (فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي ..) ( رواه الترمذي بسند صحيح.) ، و (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا » ( رواه الترمذي وابن حبان، وهو صحيح. ويقول رسول الله عليه الصلاة والسلام : (خَيْرُ النِّسَاءِ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ وَإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِي مَالِكَ وَنَفْسِهَا ” . قَالَ : ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) النساء 34) (رواه ابو داود وغيره)
الدعاء