خطبة عن ( الإيمان بالجنة من أهم أركان الإيمان باليوم الآخر)
مارس 20, 2016خطبة حول قوله تعالى (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ )
مارس 20, 2016الخطبة الأولى ( (سَارِعُوا إِلَى الجَنَّة بفعل الطاعات)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) آل عمران (133) .
إخوة الإسلام
إنها دعوة مهيبة إلى كل مؤمن ، ورسالة كريمة إلى كل مشتاق ومشمر للجنة ،إنها دعوة ترغيب، إلى حيث الراحة والاطمئنان ،والأمن والأمان ، والروح والريحان. دعوة من الله جل جلاله لسكنى دار الخلد وجنة المأوى، صحتك فيها لا تقل ولا تفنى، وثيابك فيها لا تبلى، ووجهك فيها كالنجم في السماء أو هو أصفى، وسنك فيه الثلاثة والثلاثين لا يتعدى، والجمال والكمال عليك فيها قد استولى ،وحياتك فيها حياة رضية، وعيشك فيها سعادة أبدية، وأوقاتك فيها أوقات هنية، إنها دعوة تطير النفس في أجوائها ، وتحلق الروح في سمائها ويستروح القلب في قسماتها ، بعيدا عن الحياة الدنيا التي أكثر عيشها كدر ، وصفوها ممزوج بالمرر، إن سعد فيها المرء يوما شقى أياما، وإن تنعم ساعة تألم ساعات ، بل أعواماً. لا يخلو فيها فرح من ترح، ولا بهجة من حزن، ولا سرور من ألم. فإن كان فيها الإنسان فقيرا تعب في تحصيل قوته وقوت عياله، وإن رزقه الله المال فيها شقى في حفظه وإنمائه ،وإن ذاق فيها ما لذ وطاب ضاق بعدها بإخراج فضلاته، فما أحقر نعيم الدنيا الزائف أمام النعيم الحقيقي في الجنة، وما قيمة نعيم الدنيا من نعيم دار يقول الله عز وجل في كرامة أهلها : ( وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ). الانسان 12 ، 22، ها هي ذي الهيئة العامة لجنة الخلود، وتلك هي صورتها المرهفة اللطيفة وظلالها الوارفة الأليفة ،فأهل الجنة جزاهم الله تعالى بصبرهم عن المعاصي وصبرهم على الطاعات جنة عظيمة يسكنونها، وحريرا جميلا يلبسونه، ثم ها هم يجلسون على الأسرة بين القطوف الدانية والثمار المتدلية يتنسمون هواء مناخ لطيف وأجواء صافية لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا، فالجو حولهم رخاء ناعم في غير حر، ندي لطيف في غير برد، ودانية عليهم ظلالها وذلل الله لهم ثمارها وقطوفها تذليلا. قال مجاهد: إن قام العبد ارتفعت معه الثمار بقدر وإن قعد تذللت له، وإن اضطجع تذللت له، يطوف عليهم الخدم بأنواع من الشراب في آنية من فضة وأكواب صافية كالقوارير الزجاج، وهي بأحجام مقدرة تقديرا يحقق المتاع والجمال وتمزج كؤوس خمرهم بالزنجبيل كما مزجت مرة بالكافور كذلك تملأ من عين جارية في الجنة تسمى سلسبيلا ، قال مجاهد: سميت بذلك لسلاسة سيلها، وحدة جريها، ويطوف على أهل الجنة الولدان المخلدون لا تزيد أعمارهم ولا يتغيرون، إذا رأيتهم وهم منتشرون يخدمون أهل الجنة وهم صباح الوجوه وضيئوا الأوان والحلي والثياب .. حسبتهم لؤلؤا منثوراً وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً أي إذا رأيت يا محمد – صلى الله عليه وسلم – هناك في الجنة رأيت مملكة لله عظيمة وسلطاناً باهراً،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (سَارِعُوا إِلَى الجَنَّات بفعل الطاعات)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ثم ها هم أولاد أهل الجنة يرفلون وينعمون في ثياب تبعث على النفس البهجة والانشراح فهي ثياب من السندس الأخضر وهو الحرير الرقيق الرفيع أو من الإستبرق وهو الحرير السميك الغليظ. وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكوراً .وفي البخاري ومسلم واللفظ له (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ». مِصْدَاقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِىَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وفي مسند أحمد وغيره (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِى عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنَازِلُ لاَ يَتَغَوَّطُونَ وَلاَ يَبُولُونَ وَلاَ يَتَمَخَّطُونَ وَلاَ يَبْزُقُونَ أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ وَمَجَامِرُهُمُ الأُلُوَّةُ أَخْلاَقُهُمْ عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى طُولِ أَبِيهِمْ سِتِّينَ ذِرَاعاً ». وفي المعجم الكبير للطبراني (عن سعيد بن عامر بن حذيم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم الله صلى الله عليه و سلم يقول : لو أن امرأة من أهل الجنة أشرفت إلى أهل الأرض لملأت الأرض ريح مسك ولأذهبت ضوء الشمس والقمر )
الدعاء