خطبة عن ( عيد الفطر ) 4
أبريل 17, 2022خطبة عن (فرحة عيد الفطر) مختصرة
أبريل 17, 2022الخطبة الأولى : عيد الفطر ( العيد فرحة ، وسعادة ، وسرور )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (58) يونس
إخوة الإسلام
لا توجد فرحة للقلب أجمل من فرحة ينال بها المؤمن رضا رب العالمين، فطلاب الفضيلة أشدّ فرحاً بثمرة أعمالهم من غيرهم ، مع فضل الله تعالى ورحمته، وحُق لأهل الإيمان أن يفرحوا ويهللوا بعدما أطاعوا الله ، وتقربوا إليه بما يرضيه في العشر المباركات ، فهي خير أيام الدنيا، وذاق فيها المحبون طعم السعادة والهناء، فكان بعدها هذا الفرح بالعيد.فالعيد فرحة وسعادة وسرور ، فرحة بفضل الله ورحمته ، وكريم إنعامه ، ووافر عطائه ، فرحة بالهداية يوم أن ضلت فئام من البشر عن صراط الله المستقيم ، فأيُّ نعمةٍ أعظم ، وأيّ منٍّ أمنُّ وأفضل من أن الله هدانا للإسلام، فلم يجعلنا مشركين ، نجثو عند أصنام ، ولا يهود نغدو إلى بيعة، ولا نصارى نروح إلى كنيسة ، وإنما اجتبانا على ملة أبينا إبراهيم ، ودين نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (78) الحج ، والعيد فرحة ببلوغ شهر رمضان يوم تصرّمت أعمارٌ عن بلوغه ، وفرحٌ بتوفيق الله وعونه على ما يسر من طاعته ، فقد كانت تلك الأيام الغرّ ، والليالي الزُّهْر ، متنـزل الرحمات ، والنفحات ، اصطفت فيها جموع المسلمين في سبْحٍ طويل ، تُقطعُ الليل تسبيحاً وقرآنا ، فكم تلجلجت الدعوات في الحناجر ، وترقرقت الدموع في المحاجر ، وشفت النفوس ورقت ، حتى كأنما يعرج بها إلى السماء ، تعيش مع الملائكة ، وتنظر إلى الجنة والنار رأي عين ، في نعمة ونعيم ، لا يعرف مذاقها إلا من ذاقها ، فحُقَّ لتلك النفوس أن تفرح بعدُ بنعمة الله بهذا الفيض الإيماني الغامر . والعيد فرحة بإكمال العدة واستيفاء الشهر ، وبلوغ يوم الفطر ،بعد إتمام شهر الصوم، فلله الحمد على ما وهب وأعطى ، وامتن وأكرم ، ولله الحمد على فضله العميم ورحمته الواسعة ، قال الله تعالى : (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (58) يونس ، فهذا العيد موسم الفضل والرحمة ؛ وبهما يكون الفرح ، ويظهر السرور ، قال العلماء: “إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين”، ومن شَرع النبي – صلى الله عليه وسلم- وتقريره إظهار الفرح ، وإعلان السرور في الأعياد ، ففي سنن أبي داود ،ومسند أحمد : (عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ :« مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ». قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ ». وفي الصحيحين واللفظ لمسلم : (عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثٍ فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « دَعْهُمَا » فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ فَإِمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَإِمَّا قَالَ « تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ ». فَقُلْتُ نَعَمْ فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ خَدِّى عَلَى خَدِّهِ وَهُوَ يَقُولُ « دُونَكُمْ يَا بَنِى أَرْفَدَةَ ». حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ « حَسْبُكِ ». قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ « فَاذْهَبِي ». وفي رواية في الصحيحين : (عَنْ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – قَالَتْ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ – قَالَتْ وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ – فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا ، وَهَذَا عِيدُنَا » وفي مسند أحمد : (إِنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَئِذٍ :« لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ ». فهذه مشاهد الفرح بالعيد ومظاهر السرور والبهجة تقام بين يدي النبي – صلى الله عليه وسلم – فيقرها ويحتفي بها .
أيها المسلمون
وعندما يقبل العيد يبدو الكون في أزهى الحلل، وتشرق الشمس في أبهى الصور، فالسرور يعلو وجه المسلم ، شكراً وثناء وحمداً للواحد الأحد ربّ السموات والأرض ، فتلك بهجة النفس مع صفاء العقيدة، إيمان للقلب مع متعة الجوارح، تأكيد لترك الهموم والأحزان وإعلاء البشاشة والسرور، فرحة ينعم بها الغني والفقير، والكبير والصغير، المقيم والغريب، تجري في دماء الجميع روح المحبة والإخاء، تذهب عنهم الضغائن وتسودهم المودة.
العيد فرحة وسعادة وسرور ، فتتصافى القلوب، وتتصافح الأيدي، ويختفي من الوجوه العبوس، وتعلوها البسمة ،يتطهر المؤمن خلالها من درن الأخطاء، ويعلوه بياض الألفة ونور الإيمان، فإنّ العيد ليس لمن لبس الجديد، ولكن العيد لمن خاف يوم الوعيد. فهنيئاً لمن جمع بين فرح القلوب ، وسعادة النفوس ،وانشراح الصدور ،وتفريج الكروب ، وتنافس في الخير ،وعمل لأجل الآخرة، ومعها يفرح بهذا العيد، فهذا هدي الحبيب المصطفى والرسول المجتبى صلى الله عليه وسلم، فهذا يوم الفرحة ، فتٌبسط فيه الأيادي بالجود والسخاء، وتتحرّك النفوس بالشفقة والرحمة، وتسري في الدماء روح المحبة والإخاء، معاً يبنون أمة قوامها الاستقرار بعد الإيمان،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية : عيد الفطر ( العيد فرحة ، وسرور ، وسعادة )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
العيد فرحة وسعادة وسرور ، لذا ، فتعتبر أيام العيد فرصة كبيرة فيما بين الأزواج لتحقيق قسط كبير من مشاعر الحب والألفة والتفاهم ونبذ الخلافات. فالأسرة هي الركيزة الأساسية في قوة المجتمع واستقراره ، حيث يجمع العيد شمل الأسرة لتقديم التهاني وتوزيع الهدايا والعيديات فيما بينهم ، فتنشط العلاقات العائلية، ويحاول كل فرد في الأسرة أن يضفي على الأسرة جواً من الفرحة والمودة والرحمة. فالعيد مجال رحب ، واستثمار جيد لنشر بذور المحبة والاستقرار والأمن النفسي بين الزوجين، ومن خلال الرحلات إلى الأماكن العامة والترفيهية للترويح عن الأسرة، نرى الأطفال يلعبون ويمرحون، يلتفون حول آبائهم وأمهاتهم فرحين مسرورين يشاركونهم فرحة العيد، فنرى الأماكن السياحية والترفيهية مكتظة بآلاف الأسر مع أبنائهم يشاركونهم في اللهو والمرح، مما يكون له الأثر الطيب على نفسية هؤلاء الأبناء، وبالتالي يستعيد الأزواج ذكريات الماضي ويحاولون بشكل أو بآخر استثمار تلك الأوقات لنبذ الخلافات وقضاء أيام مرحة ملؤها الحب والحنان ، حقا ، فالعيد فرحة وسعادة وسرور
الدعاء