خطبة عن ( القرآن الكريم : إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ، وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ )
سبتمبر 11, 2021خطبة عن رحمة الله ( اللهم ربي : إِنِّي لَا أَثِقُ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ )
سبتمبر 18, 2021الخطبة الأولى : ماذا يريد الله لعباده؟ : ( تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا ، وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (67) الانفال
إخوة الإسلام
موعدنا اليوم -إن شاء الله- مع آية من كتاب الله ، نتدبرها ، ونسبح في بحار معانيها ، ونرتشف من رحيقها المختوم ، مع قوله تعالى : (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (67) الانفال ، فالقرآن الكريم زاخر بآيات كثيرة ترغِّب في الزُّهد، وتذمُّ المتعلِّقين بمتاع الدُّنيا الزَّائل، كما في قوله تعالى: ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ﴾ (16) ،(17) الأعلى، وقال تعالى في قصة قارون: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (83) القصص، وقال تعالى: ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ (77) النساء، وفي الآية الكريمة التي نتدبرها اليوم ، قال الله تعالى : (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (67) الانفال ،والأحاديث فِي ذَمِّ الدُّنيا وحقارتها عند اللَّه كثيرة ، ففي سنن الترمذي : (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ »، وفي مسند أحمد وغيره : (عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى ». فمن يسأل اللَّه الدُّنيا : إنَّما يسأل مُؤَن أوزارها، وعدم الاعتبار بقلَّة وفائها، وكثرة جفائها، وخِسَّة شركائها، ويتهيَّأ لطول الوقوف للحساب ،على ما فرَّط في الحقوق والواجبات، قال الحسن: (إِن كان أحدهم ليعيش عُمُرَه مجهودا شديد الجهد، والمال الحلال إِلى جنبه، يقال له: ألا تأتي هذا فتصيب منه؟ فيقول: لا واللَّه لا أفعل، إِنِّي أخاف أن آتِيه فأصيب منه، فيكون فساد قلبي وعملي) ، وَبُعِث إِلى عمر بن المُنْكَدِر بمال، فبكى واشتدَّ بكاؤه، وقال: (خشيت أن تَغْلِبَ الدُّنيا على قلبي، فلا يكون للآخرة فيه نصِيبٌ، فذلك الَّذي أَبْكاني ثم أمر به فتصدَّق به على فقراء أهل المدينة) ، فأشواق القلوب المعلَّقة بالدُّنيا الفانية لا تلبث أن تنقطع وتزول، وتشدُّ المفتونين والمُعَلَّقة قلوبهم بحبالها وحبائلها إلى الزُّهد فيها ، وخلع ثوب مفاتنها، ونبذ ما جُمِع في أيدي الناس من حطامها ، ومتاعها، بعد أن تبتليهم بفجائعها ، ومصائبها، وتُجافيهم بعد صحبة ومودَّة، وتنسى ما تقتضيه المحبة، وتقلِب لهم ظهر المِجَن بلا رحمة . وهؤلاء ممن أدركنهم السَّعادة، وانكشف عن بصيرتهم الغطاء، فعرفوا الحقَّ قبل فوات الأوان، واجتهدوا في أعمال القلوب والجوارح، فأعرضوا عما يشغلهم عن ذكر الله، ووضعوا يقينهم وثقتهم في الله، فصاروا بما في يد اللَّه أَوْثَق بما في أيديهم، وتمسكوا بالرَّجاء الموصول فاستغنوا عن الرَّجاء المقطوع . وهؤلاء هم المنعَّمون في سَرابيل الزُّهد، المطمئنُّون إلى تدبير الله لأحوالهم وشؤونهم، قد ذاقوا حلاوة القرب منه ولذَّة التَّعلق به، فانقطعوا عن التَّعلق بسواه، ورضوا بتدبيره رجاء وخوفا وطمعا، فأغناهم ، وكفاهم الأخذ بالأسباب المكروهة ،والمحرَّمة، وسَما بهم إلى مراتب الأطهار والأتقياء، فارتفعوا عن الاشتغال بما يوقع في الضَّنك والضِّيق والإعسار. قال أبو سلَيمان الدَّاراني : (كلُّ ما شغلك عن اللَّه من أهل ومال وولد، فهو مشئوم ) ، وقال: (ليس الزَّاهد من أَلْقى هموم الدُّنيا، واستراح منها، إنَّما الزَّاهد من زهد في الدُّنيا، وتعب فيها للآخرة) . ولا يدرك مراتب ومنازل الزُّهد الحقيقي إلا من خلا قلبه من الشَّهوات، وأشغَل الذِّهن والفكر بالعمل للآخرة، واستجمع القلب الفقيه الزَّاهد في الدُّنيا، الرَّاغِب في الآخرة، المسخِّر لجوارحه في السَّعيِ والعمل، والمستكفي باليقين غنى، والدَّائِب في العبادة شغلا، والبصير بدينه ودنياه، فأعرض عن الرَّكض وراء امتلاك الحظوظ الزَّائلة ،وأوثق الرِّباط بالحظوظ الخالدة، وحثَّ النفس على التَّزود بالطاعات، ومفارقة الحرام وذنوب الخلوات، ولا يتحقَّق الزُّهد الحقيقي إلا بالتوسط والاعتدال، مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (77) القصص ، ولا يتحقَّق الزُّهد الحقيقي إلا بالاستعداد الدائم للحظات الموت المفاجئة، فإنَّ لمعة الشعور بالتعلق بأهداب الحياة الفانية، تنطفئ في حدقة تودِّع الشروق، وتصهرها حرارةُ الموت وسكراته، وإن الحقيقة التي تتجلَّى أمام الأحياء تختلف عن تلك التي يتجرَّع غُصَصَها المودِّعون، والرَّاحلون عن ضفاف الحياة وشطآنها بلا رسائل ولا كلمات ..ويروى عن مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ؛ قَال: (أَرْسَلَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنْ يَكْتُبَ فِي دَارِهِ شَيْئًا ، فَلَمَّا دَخَلَ الدَّارَ؛ قَالَ: يَا غُلَامُ! اكُتُبْ: تَبْنُونَ مَا لَا تَسْكُنُونَ، وَتَجْمَعُونَ مَا لَا تَأْكُلُونَ، وَتَأْمَلُونَ مَا لَا تَبْلُغُونَ، وَاللهِ! لَا أَزِيدُكَ )
أيها المسلمون
والمتأمل والمتدبر لقوله تعالى :(تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (67) الانفال ،يتبين له جليا أن الله عز وجل يريد الخير لعباده، ويرضى لهم ما ينفعهم في معاشهم ومعادهم، لذلك شرع لهم من الدين ما فيه سعادتهم في الدنيا، وفوزهم في الآخرة، ودلهم على طريق عبادته، وبين لهم سبيل طاعته، قال الله سبحانه:(يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (26) النساء ، أي: يريد سبحانه أن يوضح لكم أمور دينكم، ومصالح دنياكم كما بين ذلك للأمم السابقة. فالله تعالى يريد لعباده أن يهتدوا إلى الصراط المستقيم، والسبيل القويم، فبعث إليهم رسله وأنبياءه عليهم السلام، قال تبارك اسمه لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (64) النحل ،وأنزل عز وجل القرآن الكريم، فقال سبحانه: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ) (16) الحج ،ومن أراد الله تعالى له الهداية؛ شرح صدره للإيمان به، ووفقه للعمل بشرعه، قال الله سبحانه 🙁 فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ) الانعام 125 ،والله سبحانه يريد منا أن نتفقه في دينه، ففي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ »، والله تعالى أراد أن يكون شرعه سمحا سهلا، لا حرج فيه ولا تضييق، ولا تعسير ولا تشديد، قال سبحانه 🙁 يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) البقرة 185. أي يريد أن يسهل عليكم أحكام شرعه الحنيف. ولا يريد عز وجل الشدة بكم، والمشقة عليكم؛ وقال تبارك وتعالى:( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ) المائدة 6. فالله عز وجل لا يكلف الناس إلا ما يطيقون. قال الله سبحانه: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (7) الطلاق ،وإن أحب الدين عند الله تعالى أيسره على عباده، ففي مسند أحمد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ » ، ففي التيسير في الدين؛ تخفيف من الله ورحمة، قال الله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) (28) النساء
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا ، وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
والله تعالى يريد لعباده الآخرة ، وذلك بإقامة العدل في الدنيا ، فالعدل من القيم النبيلة، والمبادئ الأصيلة؛ التي يريدها الله تعالى في أرضه، ويأمر بها جميع خلقه، قال عز وجل : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (90) النحل ، وروى الامام مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ « يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا.) ، فقد نهانا سبحانه عن الظلم، وأراد منا أن نعدل فيما بيننا، فأرسل إلينا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ليرسخ قيمة العدل، قال تعالى حكاية عن رسوله صلى الله عليه وسلم: (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ) الشورى 15. والله تعالى يريد من عباده أن يرجعوا إليه، ويقبلوا تائبين عليه، قال عز وجل: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) (27)، (28) النساء ،ويريد الله عز وجل لعباده أن تسود السماحة في مجتمعاتهم ، ويعم الرفق في بيوتهم، فإن ذلك من الخير؛ ففي مسند أحمد : (عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ ». فالرفق أقرب إلى القلوب، وأحب إلى النفوس، وهو خير كله، ففي سنن الترمذي : (عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ أُعْطِىَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِىَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ ». ومما يريده الله تعالى لعباده القناعة ؛ لينعموا براحة البال، وطمأنينة القلب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إذا أراد الله بعبد خيرا جعل غناه في نفسه، وتقاه في قلبه» رواه ابن حبان في صحيحه . والناس إذا اتجهت همتهم وإرادتهم؛ نحو تحقيق ما أراده الله تعالى لهم من طاعته، وفقهم عز وجل لعبادته، والإحسان إلى خلقه، وأعطاهم على قدر إرادتهم، وبحسب نياتهم، قال الله سبحانه:( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) (17) محمد ، فمن صدقت إرادته في الخير، وسعى لتحقيقه؛ عظم أجره، وكثر ثوابه. قال الله تعالى: (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا) (19) الاسراء ،وفي سنن الترمذي بسند صحيح : (عَنْ أَنَسٍ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ ». فَقِيلَ كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ )
الدعاء