خطبة عن (جزاء من كظم غيظه، وحديث ( مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُنَفِّذَهُ)
نوفمبر 27, 2021خطبة عن (فضائل الأنصار، وحديث (مَا رَأَيْنَا قَوْمًا أَبْذَلَ مِنْ كَثِيرٍ وَلاَ أَحْسَنَ مُوَاسَاةً مِنْ قَلِيلٍ )
نوفمبر 27, 2021الخطبة الأولى ( الشعور بالملل والضيق والسآمة والضجر: أسبابه وعلاجه )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (97) :(99) الحجر، وقال الله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد 28 . وروى مسلم في صحيحه : أن (عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ قُلُوبَ بَنِى آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ».
إخوة الإسلام
في ظل اهتمام الحضارة المعاصرة بالناحية الجسدية من الإنسان ، وبسبب ضغوط الواقع المادي الذي يعيشه أكثر الناس اليوم ، ولضعف صلتهم بربهم وطاعتهم له ، شاعت ظاهرة : الملل والسآمة ، والشعور بالضيق والضجر، وصار كل واحد يريد أن يهرب من حالة الملل والسآمة ، والشعور بالضيق والضجر بطريقته الخاصة ، فمنهم من يلجأ إلى سماع الاغاني والموسيقى، أو ممارسة التدخين، أو مشاهدة القنوات الفضائية ، أو الهروب إلى الاستراحات ، أو الخلود إلى النوم المتواصل ، أو الثرثرة بالهاتف ، أو الإسراف في ممارسة الرياضة وقراءة جرائدها ومجلاتها ، أو كثرة الأسفار والرحلات للترفيه البريء وغير البريء. وقد نتج عن ظاهرة : الملل والسآمة ، والشعور بالضيق والضجر الكثير من الآثار السلبية ، ومنها : أولا : ضياع الكثير من الوقت والعمر ،في غير العمل المثمر والطاعة الواجبة : فالذي يشعر بالملل والسآمة والضيق والضجر، تراه لا يستطع القيام بالواجبات من دينه ودنياه ، وهو على تقصير وتفريط فيها، بينما تجده بالمقابل عندما تتهيأ له برامج الترفيه والتسلية ، ومناسبات الطعام والشراب ، فإنه يكون أول المسارعين والمشاركين فيها ،ثانيا : حدوث الفشل أو بعضه في تحقيق الآمال والطموحات : حيث إن هذه الآفة تجعل صاحبها ينصرف عن الجد والاجتهاد، والحرص والمتابعة، والاهتمام بتحقيق كثير من الطموحات العلية التي يسعى لها كل إنسان فمثلاً : إن كان طالباً قصر في دراسته، وإن كان موظفاً أهمل في أداء واجبه، وإن كانت زوجة فرطت في حق زوجها وأولادها وبيتها .. ثالثا : الوقوع في المعاصي والذنوب : فتجده مثلأ : يدمن سماع الاغاني الهابطة والموسيقى الماجنة، ومشاهدة القنوات الفضائية الخليعة ، وشرب الدخان والشيشة ، ومصادقة الصحبة المنحرفة ، وممارسة الفواحش والمنكرات ، إلى أن يصل به ذلك إلى استعمال المخدرات وترك الصلاة – وهكذا ينحدر من سيئة إلى سيئة أسوأ منها، كل ذلك حدث لأنه لم يفكر جدياً بعلاج هذه الآفة في بدايتها بالطرق الصحيحة ،والأساليب السليمة التي تتفق مع الدين والعقل ، وإنما تساهل في صدها إلى أن أوصلته إلى هذه الأثار السيئة .
أيها المسلمون
والملل والسآمة ، والشعور بالضيق والضجر : لا تكون إلا من الفراغ الروحي ، ونقصٍ في الغذاء الروحي ، فجسم الإنسان خلق من تراب الأرض وغذائهُ ، مما ينتج منها من لحوم وخضار وفاكهه وغيرها ، والروح من الله عز وجل ، وأتت من السماء فمزجت مع الجسد فأصبحت إنساناً ، وغذائها لا يأتي إلا من الله جل جلاله ، وبما جاء عنه ، فلذلك بعث الله الرسل للدلالة عليه ، فالروح تشتاق للمكان الذي أتت منه ، والجسد الذي خُلقَ من تراب يشتاق إلى الغذاء الذي خـُلقت منه ،وهو الطعام والشراب والشهوات ، ولا تؤثر المسليات والمرفهات الدنيوية بالروح إلا قليلاً ، فهي أكثر ما تؤثرُ بالجسد ، ولكن تبقى الروح تحن وتشتاق وتتوق إلى موطنها ، وكل خبر يأتي منه عن طريق الرسل والأنبياء ، وهذه الروح التي يتحكم بها الجسد ، فيلغي دورها بغمسها في الملذات الدنيوية ، موهماً إياها بأن هذه هي مُنتهى السعادة ، ويكون الشيطان عوناً لها ، وإلا لمَ يشعر بالملل والسآمة ، والشعور بالضيق والضجر إلا من عاش وذاق الملذات الجسدية ، والشهوات بشتى أنواعها ، وملك الملايين والمليارات؟ ، وليس ذلك إلا لأنهُ غذى الجسد ولم يُغذي الروح ، فلذلك نجد أنَّ من أعلى نسب الإنتحار هي في دول العالم الغنية ،ممن عاشوا الرفاهية ،وانغمسوا في الملذات والشهوات ، ونسوا أو تناسوا غذاء الروح الذي هو من رب البريات ،فالملل والسآمة ، والشعور بالضيق والضجر لا تنتج إلا عن مرضٍ وفراغٍ في القلب والروح ، فكل ما تشعر بهِ من ملل وشقاء ، أو سعادة وسرور ، هو من مكنونات الصدر، وبالتالي فالقلب والروح المُسببانِ لها ،والعلاج يبدأ بمعالجةٍ للقلب والروح معاً ، واللذان هما صندوقا المشاعر والأحاسيس : قال الله تعالى 🙁 الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد 28 . فطمأنينة القلب لا تكون إلا بذكر الله ،وتعلقهٌ بهِ، فإذا تعلقتَ بالله ، بلغكَ الأمل ،وأبعدَ عنكَ الملل الذي هو مخلوق لله ، فقلوبنا بين إصبعين من أصابع الرحمن ، يُقلبها حيث يشاء ، فإذا كنت مع ربك عز وجل ، كان معك ،ورفع عنك ما تـُعاني من مللٍ ، وهمٍ ،وغمٍ ، وحزنٍ وضيق ، لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ما يدعو ربه كما في صحيح مسلم : « اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ». فالقلب الذي هو صندوق الأحاسيس ومنها الملل ، فإذا دعوت بهذا الدعاء ، ودعوت رب القلوب أن يصرف عنكَ الملل والسآمة ، والشعور بالضيق والضجر الذي تشعرَ بهِ ، صرفه عنك مهما كان ، ومهما عظـُم ، وفي صحيح مسلم : (أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : « إِنَّ قُلُوبَ بَنِى آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ».
أيها المسلمون
فتثبيت القلب لا يكون إلا بالذكر والدعاء المستمران لمن قلبكَ وروحكَ بيدهِ ، قال الله تعالى : ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) آل عمران 8 .وفي صحيح مسلم : (عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :« ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِىَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً ». فمن ذاق طعم وحلاوة الإيمان ، فهل يشعر بالملل ؟، ومن وسائل علاج الملل والسآمة ، والشعور بالضيق والضجر : كثرة الدعاء والإلحاح على الله بالثبات على الهداية والاستقامة، ففي سنن أبي داود :(عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ « يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ ». فَقَالَ « أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لاَ تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِنِّى عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ». ومما يعين على علاج الملل والسآمة ، والشعور بالضيق والضجر : قراءة القرآن بتدبر وتعقل، فالقرآن يهدي للتي هي أقوم، وعلو الهمة من جملة ذلك؛ فالقرآن هو الذي ربى الأمة وأدبها ،وزكى نفوسها وأعلى هممها ، وغرس الإيمان في قلوبها. ومما يعين على البعد عن الملل والفتور: قِصر الأمل وتذكر الآخرة، وهذا من أعظم الموقظات للهمة، ومن أكبر البواعث على الإقبال على الله، فإذا تذكر المرء قِصر الدنيا وسرعة زوالها، أدرك أنها مزرعة للآخرة وفرصة لكسب الأعمال الصالحة. ومن الأمور التي تعين على علاج الملل والسآمة ، والشعور بالضيق والضجر : زيارة القبور، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّ فِي زِيَارَتِهَا تَذْكِرَةً » رواه أبو داود. وقال ابن الجوزي رحمه الله: “من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر، ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر”. ومما يعين على طرد الملل والسآمة: قراءة السيرة النبوية؛ فحياة النبي – صلى الله عليه وسلم – مليئة بالأحداث العظام التي تبعث الهمة وتوقظ العزيمة، جهاد وصبر ومصابرة، وصدق وعزيمة وعلو همة، وهو سيد البشر، وخيرة الله من خلقه، وقدوة الناس أجمعين. ومن الأمور التي تعين على علاج الملل والسآمة ، والشعور بالضيق والضجر : مصاحبة الصالحين والأخيار، وأهل الهمم العالية، فهذا من أعظم ما يبعث الهمة، ويربي الأخلاق الرفيعة، ويزكي النفوس؛ لأن الإنسان مولع بمحاكاة من حوله، وشديد التأثر بأصحابه وأقرانه.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الشعور بالملل والضيق والسآمة والضجر: أسبابه وعلاجه )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (97): (99) الحجر، لقد كان النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يتأذى من استهزاء المشركين وإعراضهم عن الحق، فواساه الله بهذه الآية الكريم ، وأخبره عن العلاج.. فضيق الصدر أمر طبيعي، يقع في نفوس البشر، وكان العلاج من رب العالمين يتلخص في ثلاثة أمور ، نستقيها من هذه الآيات الكريمة : فالعلاج الأول ” فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ” : فكأن تسبيح الله -وهو تنزيهه ذاتا وصفات وأفعالا-، إنما يكون سلوة المؤمن حين تضيق به أسباب الحياة، فحين يفزع الإنسان إلى ربه من قسوة الخلق معه ،يجد الواحة النفسية التي تريحه ،لأنه يأوي إلى ركن شديد، فعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى .وفي مسند أحمد : (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ قَالَ « لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ». ثُمَّ يَدْعُو ، فبتسبيح الله العلي القدير وذكره تطمئن القلوب وينشرح الصدر، وتنزل السكينة.. أما العلاج الثاني الذي ذكرته الآيات لضيق الصدر هو: “وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ” : فالسجود هو المظهر الواسع للخضوع ، فلحظات السجود بين يدي الله سبحانه وتعالى لا تعوض، لأن الانسان يكون فيها في مقام القرب من الله تعالى ،وعندما يخشع العبد يستشعر حلاوة السجود ومعناه ، يجد أثر ذلك في روحه وقلبه، وتتنزل على قلبه معان وأذواق لم يكن يعرفها من قبل، لأنه في مقام القرب من رب العالمين. أما العلاج الثالث الذي ذكرته الآيات فهو: “وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ” : فالعبادة هي إطاعة العابد لأوامر المعبود إيجابًا أو سلبًا، وليست فقط الالتزام بالأوامر الظاهرية في الأركان مثل الصلاة والصيام والزكاة والحج فقط، ولكنها هي الأسس التي بنيت عليه العبادة، فحركة الحياة كلها ـ حتى كَنْس الشوارع، وإماطة الأذى عن الطريق ـ هي عبادة، فكل ما يُقصد به نَفْع الناس عبادة، وأخيرا : أوصيك أخي المسلم بالتفاؤل؛ فإن التفاؤل يبعث الهمة، ويدعو النفس إلى محاربة الفتور والملل، ويحثها على الإقبال على الجد والعمل. فإذا عمل المرء ما في وسعه، واستنفد جهده وطاقته، فليثق بأن الله لن يخذله، ولن يضيع عمله، واحذروا اليأس والقنوط والتشاؤم؛ فإنها من أشد المثبطات وأكبر المعوقات.
الدعاء