خطبة عن ( ذكر الله : صوره، وأهميته، وفوائده)
مارس 25, 2016خطبة عن ( عقوبة قاطع الرحم ،ما يعين على صلة الرحم )
مارس 26, 2016الخطبة الأولى ( ذكر الله)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ..ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) (42) الاحزاب
إخوة الاسلام
إن ذكر الله عز وجل من أعظم القربات.. وأفضل الطاعات .وسبب لرفع الدرجات ،قال الله تعالى:( فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ) البقرة (239) ، وقال عز وجل:( وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ.. وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت ( 45) .. وذكر الله. هو أفضل ما يشغل به الإنسان نفسه ، فقد روى الإمام أحمد عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ ». قَالَ مَكِّىٌّ « وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ ..وَأَرْفَعِهَا فِى دَرَجَاتِكُمْ ..وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ ..وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ »… قَالُوا وَذَلِكَ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ »… وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا ».. قَالُوا وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ « حِلَقُ الذِّكْرِ »
إخوة الاسلام
فما هو الذكر؟…وما هي صوره وأشكاله ؟. وما أهميته وفوائده وفضائله ؟. وما جزاء من أعرض عن ذكر الله ؟. وما جزاء الذاكرين لله ؟ . هذه الأسئلة وغيرها .. سوف أحاول الإجابة عليها إن شاء الله … وأقول : للذكر معنيان : معنى عام ..ومعنى خاص .. أما المعنى العام : فكل ما يتقرب به العبد لربه.. فهو ذكر لله عز وجل ، وفي هذا يقول سعيد بن جبير ـ رحمه الله ـ: كل عامل لله بطاعة فهو ذاكر لله تعالى. . فالعبد المسلم يصحو وينام.. ويقوم ويقعد.. ويغدو ويروح.. وفي أعماقه إحساس بأن دقات قلبه.. وتقلبات بصره.. وحركات جوارحه.. كلها في قبضة الله وتحت قدرته.. في أعماقه إحساس وإيمان بأن ..حركات الأكوان.. وجريان الأفلاك .. كل ذلك بقدرة الله وأقداره… وهذا هو معنى قوله تعالى :( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَاواتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.) آل عمران ( 191) . هذا هو المعنى العام للذكر .. أما المعنى الخاص للذكر : فهو ما يجري على اللسان والقلب ..من تسبيح وتنزيه.. وحمد وثناء على الله عز وجل….في كل أحواله .. وفي ليله ونهاره.. وفي صحيح البخاري(قَالَتْ عَائِشَةُ كَانَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ )
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( ذكر الله )
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك…واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين..
أما بعد أيها المسلمون
وينبغي أن نعلم.. أن الوجود كله ذاكر لله..مسبح للخالق جل وعلا ،قال تعالى:( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) الاسراء (44) ، فالجمادات من جبال وبحار وغيرها.. تسبح … وقد سمع تسبيح الحصا في يد رسول الله .. والحيوانات تسبح ..: ففي مسند الإمام أحمد (عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ مَرَّ عَلَى قَوْمٍ.. وَهُمْ وُقُوفٌ عَلَى دَوَابَّ لَهُمْ وَرَوَاحِلَ.. فَقَالَ لَهُمُ « ارْكَبُوهَا ساَلِمَةً.. وَدَعُوهَا سَالِمَةً.. وَلاَ تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِىَّ لأَحَادِيثِكُمْ فِى الطُّرُقِ وَالأسْوَاقِ.. فَرُبَّ مَرْكُوبَةٍ ..خَيْرٌ مِنْ رَاكِبَهَا ..وَأَكْثَرُ ذِكْراً لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُ »…وهذه الطيور تسبح الله. قال تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا.. يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ.. وَالطَّيْرَ …وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ) سبأ (10) ،ومعنى أوّبي معه : أي سبحي معه …فكل المخلوقات تسبح إلا العبد الغافل … الذي حرم من ذكر الله … فأصبح في مجلس الشيطان .. قال تعالى ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ) الزخرف ( 36) : (39)،
الدعاء