خطبة عن ( عقوبة قاطع الرحم ،ما يعين على صلة الرحم )
مارس 26, 2016خطبة عن ( أنواع الغضب ،ووسائل دفعه)
مارس 26, 2016الخطبة الأولى ( صلة الرحم )
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد حمدا يوافي النعم ويكافئ المزيد. واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له .واشهد أن محمدا عبده ورسوله ودعانا إلى الهدى وحذرنا من الردى اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : (وَاتَّقُواْ اللَّهَ الذي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ ) [النساء:1]
أي اتقوا الله بطاعتكم إياه، واتقوا الأرحام أن تقطعوها، ولكن بروها وصلوها ..وروى البخاري ومسلم، ( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ – رضى الله عنه – قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ رِزْقُهُ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ »)).
أيها المؤمنون
لقد اهتمّ الإسلامُ بتوثيق العلاقة بين الأرحام فجاء الأمر برعايةِ حقّ الأرحام والأقارب بعدَ توحيد الله وبرّ الوالدين، قال جلّ وعلا: ( وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَانًا وبذي الْقُرْبَى) [النساء:36]. وقُرِنَت صلة الأرحام مع إفراد الله بالعبادةِ والصّلاة والزّكاة، فعن أبي أيّوب الأنصاريّ رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبيّ فقال: أخبِرني بعملٍ يدخلني الجنّة، قال: ((تعبد الله ولا تشرِك به شيئًا، وتقيمُ الصلاة، وتؤتي الزكاةَ، وتصِلُ الرّحم)) متفق عليه كما أمرت الأمم قبلَنا بصِلة أرحامِها، قال سبحانه: ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِى إِسْرائيل لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَانًا وذي الْقُرْبَى) [البقرة:83]، ودَعا إلى صِلتها نبيّنا محمّد في مَطلع نبوّته، قال عمرو بن عبَسَة: قدمتُ مكّةَ أوّلَ بعثةِ النبيّ ، فدخلتُ عليه فقلت: ما أنت؟ قال: ((نبيّ))، قلت: وما نبيّ؟ قال: ((أرسَلَني الله))، قلت: بِمَ أرسلك؟ قال: ((بصلةِ الأرحام وكسرِ الأوثان وأن يُوحَّد الله)) رواه الحاكم ، وسأل هرقل أبا سفيان عن النبيّ : ما يقول لكم؟ قال: يقول: ((اعبُدوا الله وحدَه ولا تشركوا به شيئًا))، ويأمرنا بالصّلاة والصِّدق والعَفاف والصّلَة). متفق عليه .
أيها المسلمون
فمن هم الأرحام ؟؟ و كيف نصل أرحامنا و ماهي حقوقهم علينا ؟ و ما جزاء الواصل لرحمه ؟؟ وما الفرق بين الواصل والمكافئ ؟ وما جزاء قاطع الرحم ؟، وبداية أقول : “الأرحام هم أقارب الإنسان كأمه وأبيه وابنه وابنته وكل من كان بينه وبينهم صلة من قِبل أبيه أو من قِبل أمه أو من قِبل ابنه أو من قِبل ابنته”. وفي مسند الإمام أحمد وابن حبان عن أبي رتقة رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: ((أمك وأباك ثم أختك وأخاك ثم أدناك وأدناك)). يعني: ابدأ في البر بالأم والأب ثم من يليهم ثم من يليهم هكذا بالأقرب فالأقرب. وفي مسند الإمام أحمد وابن ماجه وصححه الحاكم قال عليه الصلاة والسلام: ((عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ الْكِنْدِيِّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالأَقْرَبِ فَالأَقْرَبِ ». ثم نأتي إلى السؤل التالي : كيف نصل الأرحام ؟ و ماهي حقوقهم علينا ؟ ،فأقول حقوق الأقارب : أولها الزيارة، والزيارة نوع من التقدير وهي تذهب ما في النفس وتقوي الصلة ولا تكلف الشخص مالاً ولا جهداً. ثانيها : الدعاء لهم بظهر الغيب. فهل رفعت يديك يوماً من الأيام تدعو لأقاربك، عندما دعوت لنفسك؟ ، ثالثها : من كان منهم فقيراً فيوصل بالمال، والله جل شأنه بدأ الأقارب قبل المساكين والفقراء قال سبحانه ( يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مّنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالاْقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ) [البقرة:215]، . أما إن كان القريب غنياً فلا تنس الهدية فإنها تشعر بالاحترام والتقدير، وتنمي الود، وتبقى الهدية تذكر بصاحبها أبداً . أما الرابع من حقوق الأقارب : الإكرام إذا قدموا من سفر، والتهنئة إذا نالوا خيراً، وحق الدعوة في المناسبات، الحق الخامس : التغاضي عن أخطائهم، و ان تتحمل منهم ما لا تتحمل من غيرهم. وإياك أن تحاسب أقاربك وتقاطعهم لخلاف وقع بينك وبينهم ،الحق السادس من حقوق الأقارب: النصيحة لهم ودعوتهم إلى ما ينفعهم وان تكف شرك عنهم هذه هي بعض حقوق ارحامنا علينا ، اما كيف نصلهم ؟ فأقول: تكون صلة الارحام بوسائل كثيرة وطرق عديدة منها : السلام والتحية ومنها الهدية والمعاونة والمجالسة والمكالمة والتعامل معهم بلطف والإحسان إليهم. وتكون كذلك بالتناسي عن الزلات والصفح عن الخطيئات وتفقد الأحوال والإنفاق عليهم بالمال وبالعون على الحاجة، وبدفع الضرر وبطلاقة الوجه وتحمل قطيعتهم ومداومة الصلة ولو قطعوا، والمبادرة بالمغفرة إذا أخطؤوا، والإحسان إليهم ولو أساؤوا، روى الترمذيّ وابن ماجه ( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ قَالَ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ وَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ « أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ » ))
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( صلة الرحم )
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه . واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ..واشهد ان محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدتا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين أما بعد ايها المسلمون
ونواصل حديثنا عن صلة الارحام فما جزاء الواصل لرحمه في الدنيا والاخرة ؟، الاجابة نسمعها من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد روى الحاكم والبزار عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من سرَّه أن يُمَدّ له في عُمُره ويوسَّع له في رزقه ويُدفع عنه ميتةُ السوء فليتَّق الله وليصِل رحمه)) ،وفي رواية البخاري (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ – رضى الله عنه – قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ رِزْقُهُ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِى أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ » ،وعند الترمذي : أَنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال : « تعلَّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صِلَة الرحم : مَحَبَّة في الأهل ، مَثْرَاة في المال، مَنْسَأة في الأثر». كما روى البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ » ، كما روى الحاكم والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنّ الله ليعمِّر بالقوم الديار، ويثمِّر لهم الأموال، وما نظر إليهم منذ خلَقَهم بُغضًا لهم))، قيل: كيف ذاك يا رسول الله؟! قال: ((بصِلَتهم أرحامَهم))، وهنا أسأل ،هل كل من زار قريبا له فهو واصل لرحمه ؟ وما الفرق بين الواصل والمكافئ؟، فأقول : إنّ مقابلةَ الإحسانِ بالإحسان هذه مكافأةٌ ومجازاة، ولكن الواصلَ من يَتفضَّل على اقاربه، ولا يُتَفضّل عليه، روى البخاري قال عليه الصلاة والسلام: ((ليسَ الواصل بالمكافئ، ولكنّ الواصلَ مَن إذا قطعَت رحمُه وصَلها)) ، وهناك كثير من الناس من يقول انا اصل قرابتي وهم يقطعونني؟؟ فماذا افعل معهم؟ ، والاجابة نسمعها من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِى وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَىَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَىَّ. فَقَالَ « لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ».هذه هي الرحم وتلك حقوقها وهذا هو جزاء من وصلها .
الدعاء