خطبة عن ( أنواع الغضب ،ووسائل دفعه)
مارس 26, 2016خطبة عن (الغضب : أسبابه، ونتائجه، وعلاجه)
مارس 26, 2016الخطبة الأولى ( أسباب الغضب وعوامل تسكينه وعلاجه)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام ..ولك الحمد أن جعلتنا من امة محمد عليه الصلاة والسلام….. واشهد أن لا اله إلا لله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد انه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة .. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها لمسلمون
روى البخاري في صحيحه : ( عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ »
إخوة الإسلام
للغضب أسباب متعددة : فمن اسباب الغضب : طلب الكمال دائماً.. فالذي يريد الكمال دائماً ..إنما يطلب المستحيل. .ولذلك.. فهو يغضب لأدنى تقصير.. ويثورلأقل خطأ.. لدرجة أن بعضهم قد يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا لم يجد على المائدة ملعقة او ملح للطعام .. وقد يخرج الرجل غضبه عن الحق.. فيقول بما لا يعلم ..أو يتألّى على الله..فقد روى الامام احمد ان ابي هريرة رضي الله عنه قال (إِنِّى سَمِعْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « كَانَ فِى بَنِى إِسْرَائِيلَ رَجُلاَنِ كَانَ أَحَدُهُمَا مُجْتَهِداً فِى الْعِبَادَةِ وَكَانَ الآخَرُ مُسْرِفاً عَلَى نَفْسِهِ فَكَانَا مُتَآخِيَيْنِ فَكَانَ الْمُجْتَهِدُ لاَ يَزَالُ يَرَى الآخَرَ عَلَى ذَنْبٍ فَيَقُولُ يَا هَذَا أَقْصِرْ..فَيَقُولُ خَلِّنِى وَرَبِّى أَبُعِثْتَ عَلَىَّ رَقِيباً. قَالَ إِلَى أَنْ رَآهُ يَوْماً عَلَى ذَنْبٍ اسْتَعْظَمَهُ فَقَالَ لَهُ وَيْحَكَ أَقْصِرْ.. قَالَ خَلِّنِى وَرَبِّى أَبُعِثْتَ عَلَىَّ رَقِيباً. قَالَ فَقَالَ وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَوْ لاَ يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ أَبَداً. قَالَ أَحَدُهُمَا قَالَ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمَا مَلَكاً فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا وَاجْتَمَعَا عِنْدَهُ فَقَالَ لِلْمُذْنِبِ اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِى . وَقَالَ لِلآخَرِ أَكُنْتَ بِى عَالِماً أَكُنْتَ عَلَى مَا فِى يَدِى خَازِناً اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ » ، فكان أبو هريرة يحذر الناس أن يقولوا مثل هذه الكلمة في غضبه، ومن أسباب الغضب : الشعور بالنقص ..فمثلا الرجل الضعيف في بيته، يحاول أن يعوض هذا النقص بافتعال الغضب.. واستمرار التوتر ..حتى لا يجرؤ أحد على سؤاله.. ولا يقوى إنسان على مناقشته.. ومن أسباب الغضب : إثارة النعرات والعصبيات الجاهلية، فهذه من أهم الأسباب، ومن أعظم الدوافع لحصول الغضب، واستثارة الانتقام. ولقد كادت نار الفتنة تشب بين الصحابة من الأوس والخزرج حينما تشاجر رجلان، فقال هذا: يا للأوس، وقال الآخر: يا للخزرج، لولا أن أسرع إليهم النبي فوعظهم وذكّرهم وتلا عليهم القرآن حتى بكوا ورموا سيوفهم واحتضن بعضهم بعضاً. ومن أسباب الغضب : وهناك سبب خاص بالنساء .وهو: الغيرة وخاصة من تعدد الزوجات.. فإن المرأة التي يكون لزوجها امرأة أخرى تعظم غيرتها، وتتوتر أعصابها ويعظم قلقها، وتغضب لاتفه الاسباب
ايها المسلمون
وروي عن ذي القرنين – رحمه الله تعالى – أنه لقي ملكاً من الملائكة فقال: (علمني علماً أزدد به إيماناً، قال: لا تغضب فإن الشيطان أقدر ما يكون على ابن آدم حين يغضب، فرُدّ الغضب بالكظم، وسكّنه بالتؤدة، وإياك والعجلة فإنك إذا عجلت أخطأت حظّك.. وكن سهلاً ليّناً للقريب والبعيد، ولا تكن جبّاراً عنيداً). وقال عروة بن الزبير – رضي الله عنهما -: (مكتوبٌ في الحِكم: يا داود إياك وشدة الغضب فإن شدة الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم).
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبةالثانية ( أسباب الغضب وعوامل تسكينه وعلاجه)
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك…واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
هذا هو الغضب وتلك هي أسبابه ، فما هي أسباب تسكين الغضب وعلاجه ؟؟ ، فاقول : وسائل تسكين الغضب كثيرة اذكر لكم منها : أن يذكر الإنسان الله عز وجل وقدرته عليه...قال تعلى:(وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) . قال عكرمة: يعني إذا غضبت. ويروي أن الله تعالى أوحى إلى موسى:( اذكرني عند غضبتك أذكرك عند غضبي) ،ويحكى أن بعض الملوك كتب كتاباً وأعطاه وزيراً له، وقال: إذا غضبت فناولنيه، وكان فيه: (مالك وللغضب.. إنما أنت بشر، ارحم من في الأرض.. يرحمك من في السماء.)، ويروى أن أحد الملوك كان إذا غضب أُلقي عنده مفاتيح مقابر الملوك ..فيزول غضبه . وقال رجل لهارون الرشيد – وقد غضب عليه وكاد أن يعاقبه -: (يا أمير المؤمنين أسألك بالذي أنت بين يديه أذلّ مني بين يديك، وبالذي هو أقدر على عقابك منك على عقابي لما عفوت عني) فعفا عنه. ومن أسباب تسكين الغضب وعلاجه : أن يذكر ما أعده الله من الثواب لمن كظم غيظه وعفا وأصلح: قال تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) الشورى (40) ..وقال تعالى عن المتقين : (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) آل عمران (134) ، .وفي قصص السابقين (كانت جاريةٌ تصب الماء على يدي جعفر الصادق – رحمه الله – فوقع الإبريق من يدها فانتثر الماء عليه، فاشتد غضبُه، فقالت له: يا مولاي والكاظمين الغيظ، قال: كظمت غيظي، قالت: والعافين عن الناس، قال: عفوت عنك، قالت: والله يحب المحسنين، قال: أنت حرّة !! فانظر احترامهم لآيات القرآن وآدابه، وفي مسند الامام احمد قال (صلى الله عليه وسلم- « مَا تَجَرَّعَ عَبْدٌ جَرْعَةً أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ يَكْظِمُهَا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى » ، وغضب عمر بن عبد العزيز يوماً، فقال له ابنه عبد الملك: يا أمير المؤمنين مع ما أعطاك الله وفضّلك به تغضب هذا الغضب؟!، فقال له: أوما تغضب يا عبد الملك، قال وما يغني عني سعة جوفي إذا لم أردّد فيه الغضب حتى لا يظهر!، ومن وسائل تسكين الغضب وعلاجه تغيير الحالة ، والوضوء ، ففي سنن أبي داود : ( عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَنَا « إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلاَّ فَلْيَضْطَجِعْ ». وفيه أيضا : ( حَدَّثَنَا أَبُو وَائِلٍ الْقَاصُّ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّعْدِىِّ فَكَلَّمَهُ رَجُلٌ فَأَغْضَبَهُ فَقَامَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَجَعَ وَقَدْ تَوَضَّأَ فَقَالَ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ جَدِّى عَطِيَّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ ». وفي مسند أحمد : ( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ »، وعليه أيضا أن يذكر الله ويستعيذ به ، ففي صحيح مسلم : ( عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ اسْتَبَّ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا تَحْمَرُّ عَيْنَاهُ وَتَنْتَفِخُ أَوْدَاجُهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنِّى لأَعْرِفُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ الَّذِى يَجِدُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ». فَقَالَ الرَّجُلُ وَهَلْ تَرَى بِى مِنْ جُنُونٍ)
الدعاء