خطبة حول قوله تعالى: ( إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ )
سبتمبر 17, 2022خطبة عن ( الانفاق فِي سَبِيلِ اللَّهِ )
سبتمبر 17, 2022الخطبة الأولى ( أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
رُوي في الصحيحين واللفظ للبخاري : (عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – بَعَثَ رَجُلاً عَلَى سَرِيَّةٍ ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِي صَلاَتِهِ فَيَخْتِمُ بِ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ « سَلُوهُ لأَىِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ » . فَسَأَلُوهُ فَقَالَ لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا . فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ » ، وفي رواية للبخاري : (عَنْ أَنَسٍ – رضى الله عنه – كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ ، وَكَانَ كُلَّمَا افْتَتَحَ سُورَةً يَقْرَأُ بِهَا لَهُمْ فِي الصَّلاَةِ مِمَّا يَقْرَأُ بِهِ افْتَتَحَ بِ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا ، ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً أُخْرَى مَعَهَا ، وَكَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ، فَكَلَّمَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا إِنَّكَ تَفْتَتِحُ بِهَذِهِ السُّورَةِ ، ثُمَّ لاَ تَرَى أَنَّهَا تُجْزِئُكَ حَتَّى تَقْرَأَ بِأُخْرَى ، فَإِمَّا أَنْ تَقْرَأَ بِهَا وَإِمَّا أَنْ تَدَعَهَا وَتَقْرَأَ بِأُخْرَى . فَقَالَ مَا أَنَا بِتَارِكِهَا ، إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ أَؤُمَّكُمْ بِذَلِكَ فَعَلْتُ ، وَإِنْ كَرِهْتُمْ تَرَكْتُكُمْ . وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْ أَفْضَلِهِمْ ، وَكَرِهُوا أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ ، فَلَمَّا أَتَاهُمُ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ فَقَالَ : « يَا فُلاَنُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ أَصْحَابُكَ وَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ » . فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّهَا . فَقَالَ « حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ »
إخوة الإسلام
لقاؤنا اليوم -إن شاء الله- مع هذا الأدب النبوي الكريم ، والذي يبين لنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضائل سورة الاخلاص ، فمن فضائل سورة الإخلاص كما جاء في الأحاديث المذكورة أنها توجب محبة الله ، كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم : « أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ » ،أي: جزاءً لمحبَّتِه تلك السُّورةِ، أو جَزاءً لصِحَّةِ اعتقادِه الذي دلَّ عليه كلامُه مِن مَحبَّتِه لذِكرِ صِفاتِ الله تعالى ، ومن فضائلها أنها توجب دخول الجنة، كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم : « حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ » ، وفي سنن الترمذي بسند صححه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَجَبَتْ ». قُلْتُ وَمَا وَجَبَتْ قَالَ « الْجَنَّةُ ».، وفي مسند أحمد : (عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ قَرَأَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْراً فِي الْجَنَّةِ ». فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذاً أَسْتَكْثِرَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ ». ، ومن فضائلها العظيمة أيضا أنها تضمنت ” صِفة الرَّحمنِ”، أي: بها ذِكْرَ الرَّحمنِ وما يتَّصِفُ به مِن صِفاتِ الكَمالِ والعَظَمةِ على سائرِ خَلْقِهِ، أو لأنَّه ليس فيها إلَّا صِفاتُ اللهِ سبحانَه وتعالى فاختُصَّتْ بذلِك دُونَ غيرِها من السور، وقدِ اشتمَلَتْ على تَوحيدِ اللهِ تعالى وإثباتِ صِفاتِه الواجبةِ له، وعلى نَفْي ما يَستحيلُ عليه سبحانَه مِن أنَّه لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ولم يَكُن له كُفُوًا أحدٌ، وقيل تضمنت على اسمينِ يَتضمَّنانِ جميعَ أوصافِ الكمالِ، وهما: الأحد، والصّمد؛ فـ”الأحدُ” يُشعِرُ بوجودِه الخاصِّ به الذي لا يُشارِكُه فيه غيرُه، و”الصمد” يتضمَّنُ جَميعَ أوصافِ الكمالِ؛ فمعناه: الذي انتهى سُؤدُده بحيثُ يُصمَدُ إليه في الحوائجِ كلِّها، وهو لا يتمُّ حقيقةً إلَّا للهِ عزَّ وجلَّ.،
ومن فضائل هذه السورة أنها تتضمن الاسم الأعظم: ففي مسند أحمد : (عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَرَجَ بُرَيْدَةُ عِشَاءً فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا صَوْتُ رَجُلٍ يَقْرَأُ فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « تُرَاهُ مُرَائِياً ». فَأَسْكَتَ بُرَيْدَةُ فَإِذَا رَجُلٌ يَدْعُو فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّى أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ – أَوْ قَالَ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ – لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِى إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ». قَالَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْقَابِلَةِ خَرَجَ بُرَيْدَةُ عِشَاءً فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا صَوْتُ الرَّجُلِ يَقْرَأُ فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « أَتَقُولُهُ مُرَاءٍ ». فَقَالَ بُرَيْدَةُ أَتَقُولُهُ مُرَاءٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ بَلْ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ لاَ بَلْ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ ». فَإِذَا الأَشْعَرِيُّ يَقْرَأُ بِصَوْتٍ لَهُ فِي جَانِبِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الأَشْعَرِيَّ – أَوْ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ – أُعْطِىَ مِزْمَاراً مِنْ مَزَامِيرِ دَاوُدَ ». فَقُلْتُ أَلاَ أُخْبِرُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « بَلَى فَأَخْبِرْهُ ». فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَنْتَ لِي صَدِيقٌ أَخْبَرْتَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِحَدِيثٍ. وعَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِىٍّ أَنَّ مِحْجَنَ بْنَ الأَدْرَعِ حَدَّثَهُ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلاَتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ، وَهُوَ يَقُولُ: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” قَالَ: فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ غُفِرَ لَهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ» ثَلاَثًا [سنن أبى داود وصححه الألباني]. ، وأخرج أحمد : (عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَابْتَدَأْتُهُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ . قَالَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَجَاةُ الْمُؤْمِنِ قَالَ « يَا عُقْبَةُ احْرُسْ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ ». قَالَ ثُمَّ لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَابْتَدَأَنِي فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ « يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ أَلاَ أُعَلِّمُكَ خَيْرَ ثَلاَثِ سُوَرٍ أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقَانِ الْعَظِيمِ ». قَالَ قُلْتُ بَلَى جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ فَأَقْرَأَنِي (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وَ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ثُمَّ قَالَ « يَا عُقْبَةُ لاَ تَنْسَاهُنَّ وَلاَ تَبِيتَ لَيْلَةً حَتَّى تَقْرَأَهُنَّ ». قَالَ فَمَا نَسِيتُهُنَّ قَطُّ مُنْذُ قَالَ لاَ تَنْسَاهُنَّ وَمَا بِتُّ لَيْلَةً قَطُّ حَتَّى أَقْرَأَهُنَّ. قَالَ عُقْبَةُ ثُمَّ لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَابْتَدَأْتُهُ. فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِفَوَاضِلِ الأَعْمَالِ فَقَالَ « يَا عُقْبَةُ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ وَأَعْرِضْ عَمَّنْ ظَلَمَكَ ».، هذا وقد سميت هذه السورة (سورة الإخلاص)؛ لأنها أخلصت لوصف الله تعالى ولأنها تخلص قارئها من الشرك العملي الاعتقادي، وكذلك لاختصاصها بحق الله تعالى في ذاته وصفاته من الوحدانية والصمدية ونفي الولادة والولد، ونفي الكفء؛ وكلها صفات انفراد لله سبحانه وتعالى. ومن فضائلها أنها تعدل ثلث القرآن: فعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَجُلاً سَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» [رواه البخاري]. وعنه أيضاً قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟» فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا: أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ الْقُرْآنِ» [رواه البخاري].
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومازال حديثنا موصولا عن : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ، قال السيوطي في [الدر المنثور]: “هذه السورة ليس فيها ذكر جنة ولا نار ولا دنيا ولا آخرة ولا حلال ولا حرام انتسب الله إليها فهي له خالصة من قرأها ثلاث مرات عدل بقراءة الوحي كله” ، وقيل أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن : لأن القرآن اشتمل على ثلاثة مقاصد أساسية، أولاً : علوم الأحكام والشرائع . ثانياً: ما فيه من قصص وأخبار عن أحوال الرسل مع أممهم. ثالثاً: علوم التوحيد وما يجب على العبد معرفته من أسماء الله وصفاته وهذا هو أشرفها وأجلها، وهذه السورة تضمنت أصول هذا العلم واشتملت عليها إجمالياً فهذا وجه كونها تعدل ثلث القرآن فاحرص أخي المسلم على قراءة هذه السورة وتدبرها والوقوف على معانيها، فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها إذا أصبح ثلاث مرات، وإذا أمسى ثلاث مرات، وعند نومه ثلاث مرات، ويقرأ بها دبر كل صلاة، وفي سنة الفجر وفي سنة الوتر، فلا نعلم سورة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على قراءتها مثل هذه السورة العظيمة التي هي بحق تعدل ثلث القرآن.
أيها المسلمون
ومما يرشد إليه هذا الحديث : بيان فضل سورة الإخلاص واستحباب قراءتها. وأن تفضيل بعض القرآن على بعض، عائد لما يحتوى عليه المفضَّل من تمجيد الله والثناء عليه. وأن الأعمال يكتب ثوابها بسبب ما يصاحبها من نية صالحة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن القصد من تكريرها. وأنه ينبغي أن يكون أصحاب الولايات والقيادات من أهل العلم والفضل والدين. وأنه من أحب صفات الله وَتَذوَّق حلاوة مناجاته بها فالله يحبه، لأن الجزاء من جنس العمل. وأن إخبار الوالي الأكبر عن أعمال الأمراء والعمال لقصد الإصلاح لا يُعَدُّ وشاية ولا نميمة. الدعاء