خطبة عن (نبي الله سليمان عليه السلام )
مارس 30, 2016خطبة عن ( قصة آدم : دروس وعبر )
مارس 31, 2016الخطبة الأولى ( دروس وعبر من قصة آدم عليه السلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (111) يوسف
إخوة الإسلام
ونواصل الحديث عن الدروس المستفادة من قصة نبي الله آدم عليه السلام : وأما قوله تعالى :(فأزلَهما الشّيطانُ عنها فأخرَجَهما ممَّا كانا فيهِ وقلنا اهْبِطُوا بعضُكم لبعضٍ عَدُوٌّ ولكم في الأرضِ مُستقَرٌ ومَتاعٌ إلى حينٍ) [البقرة: 36]. فنتعلم منه : 1ـ الحذر من وقوع الزلل الذي يمليه الشيطان. 2ـ أن الشيطان عدو للإنسان، يغر بني آدم كما غر أباهم، لذا احذر عدوك أن يغرك. 3ـ إضافة الفعل إلى المتسبب له (فأزلهما ، فأخرجهما مما كانا فيه). 4ـ أن الجنة في مكان عال (اهبطوا) والهبوط يكون من أعلى إلى أسفل. 5ـ أنه لا يمكن العيش إلا في الأرض لبني آدم لقوله (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) البقرة 36، وبناء على ذلك نعلم أن محاولة الكفار أن يعيشوا في غير الأرض، إما في بعض الكواكب أو المراكب محاولة يائسة، لأنه لابد أن يكون مستقرهم في الأرض. 6ـ ظهور عورة آدم وحواء لما أكلا من الشجرة بعدما كانت مستورة، فخجلا وجعلا يخصفان عليهما من ورق الجنة ليستترا به. 7ـ قابلية الإنسان للوقوع في الخطيئة. فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. 8ـ لا دوام لبني آدم في الدنيا، فهي معبر يُتزوّد منها لتلك الدار ولا تُعمر للاستقرار. ومن قوله تعالى :(فَتَلقّى آدمُ من ربِّهِ كلِماتٍ فَتَابَ عليهِ إنَّهُ هُوَ التَّوابُ الرَّحيمُ) [البقرة: 37]. نتعلم : 1ـ منة الله على أبينا آدم حين وفقه لهذه الكلمات التي كانت بها التوبة وهي (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) الاعراف 23. 2ـ وأن قول الإنسان (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) سبب لقبول توبة الله على عبده لأنها اعتراف بالذنب. 3ـ أن الله يتكلم بصوت مسموع، وجه ذلك أن آدم تلقى منه كلمات. ولكن (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى 11، 4ـ أن الله منّ على آدم بقبول توبته، فالأولى كانت التوفيق للتوبة بتلقي الكلمات من الله، والثانية بقبول التوبة (فتاب عليه). 5ـ إثبات اسمي التواب والرحيم لله، واختصاص الله بالتوبة والرحمة التي لا يقدر عليها غيره، لأن الإنسان قد يتوب على ابنه وأخيه، وكذلك الخلق يرحم بعضهم بعضا. 6ـ من لطف الله بخلقه ورحمته بعبيده أنه يغفر الذنوب ويتوب على من يتوب. 7ـ ضرورة المبادرة إلى التوبة والاستغفار، والحذر من التسويف والتأجيل فهو من مكايد الشيطان.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (دروس وعبر من قصة آدم عليه السلام )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن قوله تعالى : (قُلنا اهبِطُوا منها جميعاً فَإمَّا يَأتِيَنّكم منّي هُدىً فمَن تَبِعَ هُدايَ فلا خَوفٌ عليهِم ولا هُم يَحزَنُونَ) [البقرة: 38]. نتعلم : ـ أن الهدى من عند الله، فلا تسأل الهدى إلا من الله لأنه هو الذي يأتي به. ابن عثيمين ـ أن من اتبع هدى الله، فإنه آمن من بين يديه ومن خلفه (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة 38. 5ـ لا يُتعبد لله إلا بما شرع، ومن تعبد له بغير ما شرع فهو على غير هدى، فيكون ضالا لحديث (فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة). 6ـ من اتبع هدى الله حصل له الأمن والسعادة الدنيوية و الأخروية، والهدى، وانتفى عنه كل مكروه من الخوف والحزن والضلال والشقاء. 7ـ لما أعلن إبليس عداوته لآدم وذريته، سأل الله الإمهال إلى يوم البعث؛ ليتمكن من إغواء ما يقدر عليه من بني آدم فأجاب الله سؤاله لا كرامة في حقه، وإنما امتحان وابتلاء من الله لعباده، لذلك حذرنا منه غاية التحذير. هذه هي بعض الدروس المستفادة من قصة أبينا آدم عليه السلام ونسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
الدعاء