خطبة عن ( حروز الرحمن من كيد الشيطان)
نوفمبر 6, 2022خطبة حول قوله تعالى ( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )
نوفمبر 12, 2022الخطبة الأولى ( أعمال يحبها الله تعالى )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (76) آل عمران ، وقال الله تعالى : (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (42) المائدة ، وقال الله تعالى : (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) المائدة (13) ، وروى البخاري في صحيحه : (أنه صلى الله عليه وسلم قال : « مَهْلاً يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ »، وروى مسلم في صحيحه : ( أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ ».
إخوة الإسلام
محبة الله عز وجل للعبد هي غاية المنى ، وهي المطلب الأسمى ، والمرغوب الأسنى ، فمن حاز حب الله له ، فقد حُفظ ، ووقِي ، وكُفي ، وهُدي ، لأن الله يحبه ، وسوف يسدده ، ويحفظه من الانحراف والخطأ والزلل ،وطرق الوصول إلى محبة الله كثيرة ، منها ما يختص بالأعمال ، ومنها ما يختص بالأقوال ، ومنها ما يتعلق بهما جميعاً ومنها : أولا : اتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ آل عمران31 ] . ثانيا : التقوى والإنفاق الخفي ، فقد قال الله تعالى : { بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } [ آل عمران76 ] . وعن سَعْدُ بْنُ أَبِى وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ” إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ ” [ رواه مسلم ] . ثالثا : ومن الصفات التي يحبها الله تعالى ما أخرجه أبو داود وأحمد وحسنه الألباني : ( عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ رضي الله عنه ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ : ” مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ ، وَمِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللَّهُ ، فَأَمَّا الَّتِي يُحِبُّهَا اللَّهُ : فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُهَا اللَّهُ ، فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ ، وَإِنَّ مِنَ الْخُيَلاَءِ مَا يُبْغِضُ اللَّهُ ، وَمِنْهَا مَا يُحِبُّ اللَّهُ ، فَأَمَّا الْخُيَلاَءُ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ ، فَاخْتِيَالُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ عِنْدَ الْقِتَالِ ، وَاخْتِيَالُهُ عِنْدَ الصَّدَقَةِ ، وَأَمَّا الَّتِي يُبْغِضُ اللَّهُ ، فَاخْتِيَالُهُ فِي الْبَغْيِ ، وفي رواية : ” في الفخر ” ، رابعا : والله تعالى يحب الإحسان ويحب المحسنين ، قال الله تعالى : { وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [ البقرة195 ] . وفي صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم : (وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنُوا (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) ». فلاَ تَأْبَى أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُتَّقِينَ ولاَ تَأْبَى أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ، فالإحسان منزلة علية ، وخير مطية يمتطيها العبد للصول إلى كمال العبوديات لربه عز وجل ، فالإسلام منزلة ، ثم يليه الإيمان ، ثم الإحسان ، وهو أعلى شأناً من الإسلام والإيمان . خامسا : الله يحب التوبة والتطهر ، قال الله تعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [ البقرة222 ] .فالله يحب عباده المكثرين من الاستغفار والتوبة , ويحب عباده المتطهرين الذين يبتعدون عن الفواحش والأقذار . سادسا : الله يحب الصابرين : قال الله تعالى: { وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } [ آل عمران146 ] .وقد وعد الله الصابرين بوعود عظيمة ، ونهايات سعيدة ، وقد جاءت الأحاديث مبينة ذلك الثواب العظيم ، والأجر الجليل . سابعا : الله يحب المتوكلين عليه : قال الله تعالى : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } [ آل عمران159 ]، وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ” لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ ، لَرُزِقْتُمْ كَمَا تُرْزَقُ الطَّيْرُ ، تَغْدُو خِمَاصاً ، وَتَرُوحُ بِطَاناً ” رواه الترمذي ، ثامنا : الله يحب الحُكْمُ بين الناس بالعَدْلِ ، ودليل ذلك قوله تعالى : { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [ المائدة42 ] . تاسعا : الله يحب الجهاد في سبيله، ودليل ذلك : قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ } [ الصف4 ] ، فالله تعالى يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان متراص محكم لا ينفذ منه العدو ، وفي الآية بيان لفضل الجهاد والمجاهدين في سبيله ؛ ومحبة الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين إذا صفُّوا مواجهين لأعداء الله , يقاتلونهم في سبيله . عاشر : والله تعالى يحب أداء النوافل مما فرض على عباده المؤمنين :فقد أخرج البخاري في صحيح من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ” إِنَّ اللَّهَ قَالَ : ” مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِليَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ ، تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ” . الحادي عشر : الله تعالى يحب الذكر والذاكرين : قال الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) (41) ،(42) الاحزاب ، وفي سنن الترمذي : (عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ». قَالُوا بَلَى. قَالَ « ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى ». فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضى الله عنه مَا شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ) ، الثاني عشر : ومن الأعمال التي يحبها الله سبحانه: فعل الرخص التي رخص الله لعباده، وذلك أن بعض الناس يظن أن مخالفة الرخص أفضل من الترخص، كمن يُتِمُّ إذا سافر ويترك الفطر مع الحاجة إليه، ويشق على نفسه بترك رخص كثيرة ظانًا أنه أعظم لأجره، وما علم المسكين أن قد شق على نفسه وفوت عليها أجرًا عظيمًا لعدم اتباعه الرخصة، كما أخرج الطبراني وغيره من حديث ابن مسعود قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله يحب أن تقبل رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه”. الثالث عشر : ومن الأعمال التي يحبها الله أن يرى أثر النعمة التي أنعم الله بها عليك، كما أخرج البيهقي في الشعب من حديث زهير بن أبي علقمة رأى النبي -صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم- رجلاً سيئ الهيئة فقال: “ألك مال؟!”، قال: نعم من أنواع المال. قال: “فليُرَ أثره عليك، فإن الله يحب أن يرى نعمته على عبده، ويكره البؤس والتباؤس”، وعن قَتَادَةَ عن عَمرِو بنِ شُعَيبٍ,، عن أَبِيهِ عن جَدِّهِ، قال: قال رَسُولُ الله: «إِنَّ الله يُحِبٌّ أَن يرَى أَثَرُ نِعمَتِهِ عَلَى عَبدِهِ» سنن الترمذي ، الرابع عشر : ومن الأعمال التي يحبها الله: إخفاء العمل الصالح، وذلك أن العمل الصالح كلما أخفاه العبد عظم أجره وكان أدعى للقبول كما أخرج مسلم في صحيحه من حديث سعد بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ –رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: “إِنَّ اَللَّهَ يُحِبُّ اَلْعَبْدَ اَلتَّقِيَّ, اَلْغَنِيَّ, اَلْخَفِيَّ”.
أيها المسلمون
ومما يحب الله تعالى من الأعمال : ففي مسند أحمد : (عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ أُنْشِدُكَ مَحَامِدَ حَمِدْتُ بِهَا رَبِّى تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ « أَمَا إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْحَمْدَ ».، والله تعالى يحب أن يحمد ويمدح ويثنى عليه ، فعن عبد الله عنِ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – قال: «ما من أحدٍ, أغيَرُ من اللَّه، مِن أجلِ ذلك حَرَّم الفَواحشَ. وما أحدٌ أحبٌّ إليه المدحُ مَنَ اللَّه». صحيح البخاري ، والله تعالى يحب إن يُسال: فعَن عَبدِ الله قالَ قالَ رَسُولُ الله،: «سَلُوا الله مِن فَضلِهِ فَإِنَّ الله – عز وجل – يُحِبٌّ أَن يُسأَلَ وَأَفضَلُ العِبَادَةِ انتِظَارُ الفَرَجِ» رواه الترمذي ،والله – عز وجل – جميل يحب الجمال: فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ وَفِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ تَحِلُّ لَهُ الْجَنَّةُ أَنْ يَرِيحَ رِيحَهَا وَلاَ يَرَاهَا ». فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو رَيْحَانَةَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّ الْجَمَالَ وَأَشْتَهِيهِ حَتَّى إِنِّي لأَحِبُّهُ فِي عَلاَقَةِ سَوْطِي وَفِى شِرَاكِ نَعْلِى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَيْسَ ذَاكَ الْكِبَرُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ وَغَمَصَ النَّاسَ بِعَينَيْهِ » رواه احمد، والله تعالى يحب العفو: فعَنْ أَبِى الْمَاجِدِ التَّيْمِيِّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ وَأَنْشَأَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ إِنَّ أَوَّلَ رَجُلٍ قُطِعَ فِي الإِسْلاَمِ أَوْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ أُتِىَ بِهِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا سَرَقَ. فَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَمَاداً فَقَالَ بَعْضُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْ يَقُولُ مَا لَكَ فَقَالَ « وَمَا يَمْنَعُنِي وَأَنْتُمْ أَعْوَانُ الشَّيْطَانِ عَلَى صَاحِبِكُمْ وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَفْوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ وَلاَ يَنْبَغِي لِوَالِى أَمْرٍ أَنْ يُؤْتَى بِحَدٍّ إِلاَّ أَقَامَهُ ». ثُمَّ قَرَأَ ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) رواه احمد ، والله تعالى يحب العطس: فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – « إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ ، فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ ، وَأَمَّا التَّثَاوُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ ، فَإِذَا قَالَ هَا . ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ » رواه البخاري ، والله تعالى يحب الوتر: فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رِوَايَةً قَالَ « لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا ، مِائَةٌ إِلاَّ وَاحِدًا ، لاَ يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَهْوَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ » رواه البخاري ، والله تعالى يحب المحبة في الله بشتى أشكالها: ـ قَالَ رَسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: “قَالَ الله – تعالى -: حَقَّت مَحَبَّتِي للمُتَحَابِّين فيَّ، وَحَقَّت مَحَبَّتِي للمُتَوَاصِلِين فيَّ، وَحَقَّت مَحَبَّتِي للمُتَنَاصِحِين فيَّ، وَحَقَّت مَحَبَّتِي للمُتَزَاوِرِين فيَّ، وَحَقَّت مَحَبَّتِي للمُتَبَاذِلِين فيَّ، والمُتَحَابٌّون فيَّ عَلَى مَنَابِرَ مِن نُورٍ,، يَغبِطُهُم بمَكَانِهِم النَّبِيٌّون والصِّدِّيقُون والشٌّهَدَاء “رواه أحمد والطبراني والحاكم ، وفي حديث القدسي ــ حدَّثنا سُليمانُ بنُ حَربٍ, قال: حدَّثنَا شُعبةُ عن قَتادَةَ عن أَنَسٍ, – رضي الله عنه – عنِ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – قال: «ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمانِ: مَن كانَ اللّهُ ورسولُهُ أَحَبَّ إِليهِ مِمّا سِواهُما، ومَن أَحَبَّ عَبداً لا يُحِبٌّهُ إِلاّ للّهِ، وَمَن يَكرَهُ أَن يَعودَ في الكُفرِ بعدَ إِذ أَنقَذَهُ اللّهُ كما يَكرَهُ أَن يُلقى في النَّار» صحيح البخاري ، وعَن أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النَّبِيِّ «أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخاً لَهُ فِي قَريَةٍ, أُخرَىٰ. فَأَرصَدَ اللّهُ لَهُ، عَلَىٰ مَدرَجَتِهِ، مَلَكاً. فَلَمَّا أَتَىٰ عَلَيهِ قَالَ: أَينَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخاً لِي فِي هٰذِهِ القَريَةِ. قَالَ: هَل لَكَ عَلَيهِ مِن نِعمَةٍ, تَرُبٌّهَا؟ قَالَ: لاَ. غَيرَ أَنِّي أَحبَبتُهُ فِي اللّهِ – عز وجل -. قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيكَ، بانَّ اللّهَ قَد أَحَبَّكَ كَمَا أَحبَبتَهُ فِيهِ». صحيح مسلم ، والله تعالى يحب الصدقة الجارية: فعَن عَائِشَةَ، قَالَت: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: «أَحَبٌّ الأَعمَالِ إِلَىٰ الله تَعَالَىٰ أَدوَمُهَا وَإِن قَلَّ». صحيح مسلم ،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أعمال يحبها الله تعالى )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
والله تعالى يحب الصلاة على أوقاتها وبر الوالدين: فعَنِ الوَلِيدِ بنِ العَيزَارِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَمرٍ,و الشَّيبَانِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَاحِبُ هٰذِهِ الدَّارِ وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عَبدِ اللّهِ قَالَ: سَأَلتُ رَسُولَ اللّهِ: أَيٌّ الأَعمَالِ أَحَبٌّ إِلَى اللّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقتِهَا» قُلتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ «ثُمَّ بِرٌّ الوَالِدَينِ» قُلتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ «ثُمَّ الّجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللّهِ» قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَو استَزَدتُهُ لَزَادَنِي). صحيح مسلم. والله تعالى يحب الصيام والصلاة: فعَن عَبدِ اللّهِ بنِ عَمرٍ,و – رضي الله عنهما – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ «إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَىٰ اللّهِ صِيَامُ دَاوُدَ. وَأَحَبَّ الصَّلاَةِ إِلَى اللّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ(- عليه السلام -). كَانَ يَنَامَ نِصفَ اللَّيلِ. وَيَقُومُ ثُلُثَهُ. وَيَنَامُ سُدُسَهُ. وَكَانَ يَصُومُ يَوماً وَيُفطِرُ يَوماً». صحيح مسلم ، وأحب الكلام إلى الله : فعَن سَمُرَةَ بنِ جُندَبٍ,، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ «أَحَبٌّ الكَلاَمِ إِلَى اللّهِ أَربَعٌ: سُبحَانَ اللّهِ، وَالحَمدُ للّهِ، وَلاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ اللّهُ، وَاللّهُ أَكبَرُ. لاَ يَضُرٌّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأتَ. وَلاَ تُسَمِّيَنَّ غُلاَمَكَ يَسَاراً، وَلاَ رَبَاحاً، وَلاَ نَجِيحاً، وَلاَ أَفلَحَ، فَإِنَّكَ تَقُولُ: أَثَمَّ هُوَ؟ فَلاَ يَكُونُ. فَيَقُولُ: لاَ». إنَّمَا هُنَّ أَربَعٌ. فَلاَ تَزِيدُنَّ عَلَيَّ). صحيح مسلم ، وعَن أبي ذَرٍّ,، «أَنَّ رَسُولَ الله عَادَهُ وأنَّ أبَا ذَرٍّ, عَادَ رَسُولَ الله فَقَالَ بِأَبي أَنتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله أَيٌّ الكلاَمِ أَحبٌّ إلى الله؟ فَقَالَ مَا اصطَفَاهُ الله لِملاَئِكَتِهِ سُبحَانَ رَبِّي وَبِحَمدِهِ سُبحَانَ رَبِّي وَبِحَمدِهِ» رواه الترمذي ، وأحب مسألة عند الله «ما سُئِلَ الله شيئاً أحب إليه من أن يُسأل العافية» رواه الترمذي ، والله تعالى يحب الحياء والستر: فعن عَطَاء عن يَعلَى،: «أنَّ رَسُولَ الله – صلى الله عليه وسلم – رَأَى رَجُلاً يَغتَسِلُ بالبِرَازِ بِلاَ إزَارٍ,، فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ الله وَأثنَى عَلَيهِ، ثُمَّ قال: إنَّ الله حَيِيُّ سِتِّيرٌ يُحِبٌّ الحيَاء وَالسَّترَ فإذَا اغتَسَلَ أحَدُكُم فَليَستَتِر». رواه أبو داود ، ومن أحب عباد الله: ــ قال رسولُ الله «قال الله – عز وجل -: أحبُ عِبَادِي إليّ أَعجَلُهُم فِطراً» رواه الترمذي. والمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، والله يحب العبد السمح عند البيع والشراء ، والله تعالى يحب قطرتين واثرين (فعن النبيِّ قال: «لَيسَ شَيءٌ أحَبَّ إلى الله مِن قَطرَتَينِ وأثَرَينِ: قَطرَة دُمُوعٍ, في خَشيَةِ الله، وقَطرَة دمٍ, تُهرَاقُ في سَبيلِ الله، وأمَّا الأثَرَانِ فَأَثَرٌ في سَبيلِ الله وأثَرٌ في فَرِيضَةٍ, مِن فَرَائِضِ الله». سنن الترمذي ، والله يحب الجود والكرم: ( فعن النبيِّ، قالَ: «والسَّخِيٌّ قَرِيبٌ مِنَ الله، قَرِيبٌ مِنَ الجَنَّةِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ. وَالبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ الله، بَعِيدٌ مِنَ الجَنَّةِ، بَعِيدٌ مِنَ الناسِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ. وَالجَاهِلُ السَّخِيٌّ أَحَبٌّ إِلى الله – عز وجل – مِن عَابِدٍ, بَخِيلٍ,» رواه الترمذي ، والله تعالى يحب (قيام الليل رغم المغريات أو الصعوبات ، والذي يتصدق بالسر ولا أحد يعلم عنه): ــ قَالَ رَسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: “ثلاثَةُ يُحِبُهُم اللهُ ويَضحَكُ إليهم ويستَبشِرُ بِهِم: الَذي إذا انكَشَفَت فِئَةُ قاتَلَ وراءهَا بنفسِهِ للهِ، فإمَّا أن يُقتَلَ، وإمَا أن ينَصُرهُ الله ويكفيه، فيقول: انظروا إلى عبدي هذا، كيف صَبَرَ لي بنفسهِ! والذي له امرأةٌ حَسَنَةُ وفِرَاشُ لَيِنٌ حَسَن، فيقومُ من الليلِ، فيقولُ: يَذَرُ شَهوتَهَ فيذكُرُني، ولو شاء رَقَدَ! والذِي إذا كانَ في سَفَرٍ, وكان مَعَه رَكبُ فسهروا ثم هَجَعُوا، فقام من السَحَرِ في سَرَّاءٍ, وَضَرَّاء). رواه الطبراني والحاكم ، وعن النبيِّ قَالَ: « ثَلاَثَةٌ يُحبِهُمُ الله وثَلاَثَةٌ يُبغِضُهُمُ الله، فَأَمَّا الَّذِينَ يُحِبٌّهُمُ الله فَرَجُلٌ أَتَى قَوماً فسَأَلَهُم بِالله، وَلَم يَسأَلهُم لقَرَابَةٍ, بَينَهُ وَبَينَهُم فَمَنَعُوهُ فَتَخَلَّفَ رَجُلٌ بِأَعيانهم فَأَعطَاهُ سِراً لاَ يَعلَمُ بِعَطِيَّتِهِ إِلاَّ الله وَالَّذِي أَعطَاهُ. وَقَومٌ سَارُوا لَيلَتَهُم حَتَّى إِذَا كَانَ النَّومُ أَحَبَّ إِلَيهِم مِمَّا يُعدَلُ بِهِ فَوَضَعُوا رُؤُسَهُم فَقَامَ أحدهم يَتَمَلَّقُنِي وَيَتلُو آياتِي، وَرَجُلٌ كَانَ في سَرِيَّةِ فَلَقِيَ العَدُوَّ فَهُزِمُوا، فأَقبَلَ بِصَدرِهِ حَتَّى يُقتَلَ أَو يُفتَحَ لَهُ. وَالثَّلاَثَةُ الَّذِينَ يُبغِضُهُم الله: الشَّيخُ الزَّانِي، وَالفَقِيرُ المُختَالُ، وَالغَنِيٌّ الظَّلُومُ» رواه الترمذي
الدعاء