خطبة عن قوله تعالى: (أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ )
نوفمبر 17, 2022خطبة حول حديث ( تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً )
نوفمبر 19, 2022الخطبة الأولى ( وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (26) الاعراف
إخوة الإسلام
لقد كرم الله تبارك وتعالى بني آدم، وميزهم عن سائر من في الأرض, وجمّلهم وكمّلهم بالدين القويم ،الذي شرعه على ألسنة رسله عليه السلام, وختمهم بنبينا صلى الله عليه وسلم ،فختم بما شرعه على لسانه الدين ،وأكمل النعمة, وجعل شرعه الدين الصالح للبشرية إلى قيام الساعة، ومن هذا التكريم ما شرعه الله تعالى من اللباس والزينة, الذي يستر به الإنسان جسده, ويجمّل به مظهره, وقد أمتن الله على عباده بهذه النعمة العظيمة, وقرنها بالتقوى، والتي بها صلاح الإنسان في معاشه ومعاده ،فقال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (26 الأعراف) ،قال ابن القيم رحمه الله: ” جمع (الله تعالى) بين الزينتين: زينة البدن باللباس, وزينة القلب بالتقوى, زينة الظاهر والباطن, وكمال الظاهر والباطن” (إغاثة اللهفان) ، (فهناك تلازم بين شرع الله اللباس لستر العورات والزينة، وبين التقوى, كلاهما لباس, هذا يستر عورات القلب ويزينه, وذاك يستر عورات الجسم ويزينه, وهما متلازمان, فمن شعور تقوى الله والحياء منه ،ينبثق الشعور باستقباح عري الجسد والحياء منه, ومن لا يستحي من الله ولا يتقيه, لا يهمه أن يتعرى وأن يدعو إلى العري، العري من الحياء والتقوى ، والعري من اللباس وكشف السوءات، والله تعالى يُذكر بني آدم بنعمته عليهم في تشريع اللباس والستر، صيانة لإنسانيتهم من أن تتدهور إلى عرف البهائم، وفي تمكينهم منه بما يسر لهم من الوسائل). (في ظلال القرآن) ،
أيها المسلمون
وقوله تعالى : (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (26) الاعراف ، جاء في تفسير الطبري 🙁 كان الجهلة من العرب يتعرَّون للطواف، اتباعًا منهم أمرَ الشيطان، وتركًا منهم طاعةَ الله, فعرفهم انخداعهم بغروره لهم، حتى تمكن منهم فسلبهم من ستر الله الذي أنعمَ به عليهم, حتى أبدى سوءاتهم وأظهرها من بعضهم لبعض, مع تفضل الله عليهم بتمكينهم مما يسترونها به, وأنهم قد سار بهم سيرته في أبويهم آدم وحواء اللذين دلاهما بغرور ،حتى سلبهما ستر الله الذي كان أنعم به عليهما ،حتى أبدى لهما سوءاتهما فعرّاهما منه) ،وقال ابن كثير في تفسيرها : يمتن تبارك وتعالى على عباده بما جعل لهم من اللباس والريش فاللباس المذكور هاهنا لستر العورات – وهي السوءات والرياش والريش : هو ما يتجمل به ظاهرا ، فالأول من الضروريات ، والريش من التكملات والزيادات ،وفي مسند أحمد: (أن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنِ اسْتَجَدَّ ثَوْباً فَلَبِسَهُ فَقَالَ حِينَ يَبْلُغُ تَرْقُوَتَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى كَسَانِي مَا أُوَارِى بِهِ عَوْرَتِي وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي ثُمَّ عَمَدَ إِلَى الثَّوْبِ الَّذِى أَخْلَقَ – أَوْ قَالَ أَلْقَى – فَتَصَدَّقَ بِهِ كَانَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَفِى جِوَارِ اللَّهِ وَفِى كَنَفِ اللَّهِ حَيًّا وَمَيِّتاً).وفيه أيضا : (أَنَّ عَلِيًّا اشْتَرَى ثَوْباً بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ فَلَمَّا لَبِسَهُ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى رَزَقَنِي مِنَ الرِّيَاشِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ وَأُوَارِى بِهِ عَوْرَتِي. ثُمَّ قَالَ هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ).،
(وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ) ، فقد اختلف المفسرون في معناها ، فقال عكرمة : هو ما يلبسه المتقون يوم القيامة . وقيل: الإيمان والعمل الصالح ،وعن ابن عباس : هو السمت الحسن في الوجه ،وعن عروة بن هو خشية الله ،وقال ابن جرير رحمه الله: وأولى الأقوال بالصحة في تأويل قوله: ﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ﴾ [الأعراف: 26] : هي استشعار النفوس تقوى الله، في الانتهاء عمَّا نهى الله عنه من معاصيه، والعمل بما أمر به من طاعته، وذلك يجمع الإيمانَ، والعمل الصالح، والحياء، وخشية الله، والسَّمْتَ الحسن؛ لأن مَنِ اتَّقى الله كان به مؤمنًا، وبما أمره به عاملًا، ومنه خائفًا، وله مُراقبًا، ومن أن يُرَى عند ما يكرهه من عباده مُستحييًا، ومَنْ كان كذلك ظهرت آثارُ الخير فيه، فحسُن سَمْته وهَدْيه، ورُئِيَتْ عليه بهجة الإيمان ونوره. وقال: لأن اللباس إنما هو ادِّراع ما يُلبس، واجتياب ما يُكتسى، أو تغطية بدنه أو بعضه به، فكل من ادَّرع شيئًا واجتابَهُ حتى يُرَى عَيْنُه أو أثرُه عليه، فهو له “لابس”؛ ولذلك جعل جلَّ ثناؤه الرجال للنساء لباسًا، وهن لهم لباسًا .
أيها المسلمون
وفي قوله تعالى :(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (26) الاعراف ،هكذا ينادى الله تعالى على بني آدم مخبراً إياهم أنه أنزل عليهم لباساً يوري سوءاتهم، كما أنزل عليهم ريشاً، يتزينون به، وهذا هو اللباس الظاهري الذي يواري عورات العباد الجسدية، وأخبرنا أن هناك لباساً داخلياً يواري عوراتنا الداخلية، واللباس الداخلي هو لباس التقوى، وهو خير من اللباس الظاهري ، ولباس التقوى هو الذي يحفظ على المرء دينه وخلقه، ويقيم العلاقة الطيبة مع ربه، ويدفع المرء إلى فعل الطاعات واجتناب السيئات ، وإذا قرأت كتاب ربك من أوله إلى آخره، تجد أن التقوى هي رأس كل خير، ومفتاح كل بر، وسبب كل سعادة في الدنيا والآخرة ،وإنما تأتي المصائب والبلايا والمحن والعقوبات بسبب الإهمال أو الإخلال بالتقوى وإضاعتها ، أو إضاعة جزء منها، فالتقوى هي سبب السعادة والنجاة وتفريج الكروب والعز والنصر في الدنيا والآخرة ، فمن تزين بلباس التقوى فقد تزين بخير لباس، ولا لباس أفضل وأعظم من لباس التقوى، والذي يتزين بلباس التقوى يكون محبوبا عند الله والملائكة والناس أجمعين ، وطريق التقوى هو طريق القرآن الكريم والشريعة النبوية، قال الله تعالى : (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) (2) البقرة، ومراعاة التقوى في الحياة سبب لنجاة الإنسان من العذاب الدنيوي والأخروي والنجاة في عالم البرزخ، ويكون سببا لتنور الوجه في يوم القيامة والنجاة من المهالك ، يقول الله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق:2-3] ،قال بعض السلف: هذه الآية من أجمع آية في كتاب الله، وما ذاك إلا لأن الله رتب عليها خير الدنيا والآخرة، فمن اتقى الله جعل له مخرجا من مضائق الدنيا ومضائق الآخرة، والإنسان في أشد الحاجة، بل في أشد الضرورة إلى الأسباب التي تخلصه من المضائق في الدنيا والآخرة، ولكنه في الآخرة أشد حاجة وأعظم ضرورة، وأعظم الكربات وأعظم المضائق كربات يوم القيامة، وشدائدها، فمن اتقى الله في هذه الدار ،فرج الله عنه كربات يوم القيامة، وفاز بالسعادة والنجاة في ذلك اليوم العظيم العصيب، فمن وقع في كربة من الكربات ،فعليه أن يتقي الله في جميع الأمور، حتى يفوز بالفرج والتيسير، فالتقوى باب لتفريج كربة العسر ،وكربة الفقر ،وكربة الظلم ،وكربة الجهل ،وكربة السيئات والمعاصي ،وكربة الشرك والكفر إلى غير ذلك، فدواء هذه الأمور وغيرها أن يتقي الله ،بترك الأمور التي حرمها الله ورسوله، وبالتعلم والتفقه في الدين ، حتى يسلم من داء الجهل، وبالحذر من المعاصي والسيئات حتى يسلم من عواقبها في الدنيا والآخرة ،والعبد المتقي لله تعالى يرجح ميزان حسناته بسبب استقامته على التقوى، ويعطى كتابه بيمينه إذا استقام على التقوى، ويؤتى كتابه بشماله إذا انحرف عن التقوى، ويدعى إلى الجنة إذا استقام على التقوى، ويساق إلى النار إذا ضيع التقوى، والإنسان محتاج أيضا إلى الرزق الحلال الطيب في هذه الدار، وإلى النعيم المقيم في الآخرة، وهو أحسن نعيم وأعظم النعيم ولا نعيم فوقه، ولا طريق إلى ذلك ولا سبيل إلا بالتقوى، فمن أراد عز الدنيا والرزق الحلال فيها، والنعيم في الآخرة، فعليه بالتقوى ،والإنسان محتاج إلى العلم، والبصيرة والهدى، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتقوى، كما قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) [الأنفال:29] ، والفرقان كما قال أهل العلم: هو: النور الذي يفصل به بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال ، فالتقوى كلمة جامعة حقيقتها الإيمان والعمل الصالح ،ولا يخفى على من تأمل ،أن الاجتهاد في طلب العلم والتفقه في الدين من جملة التقوى، وبذلك يحصل النور والهدى .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ورسل الله جميعا (عليهم الصلاة والسلام) والذين بعثهم الله لهداية البشر، وكذا سلفنا الصالح وهم الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان، قد حصلوا بالتقوى على كل خير، وفتحوا بها باب السعادة ،وانتصروا بها على الأعداء، وفتحوا بها القلوب، وهدوا بها البشرية إلى الصراط المستقيم، وإنما حصلت لهم القيادة للأمم والذكر الجميل والفتوحات المتتابعة بسبب تقواهم لله، وقيامهم بأمره، وانتصارهم لدينه، وجمع كلمتهم على توحيده وطاعته، كما أن الناس في أشد الحاجة إلى تكفير السيئات ،وحط الخطايا ،وغفران الذنوب، وسبيل هذا هو التقوى، كما قال عز وجل: (إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ) [الأنفال:29] ، وقال الله عز وجل: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ) [الطلاق:5] ، ومن أعظم الأجر الفوز بالجنة والنجاة من النار، وهكذا المسلمون في أشد الحاجة إلى النصر على أعدائهم ،والسلامة من مكايد الأعداء ،ولا سبيل إلى هذا إلا بالتقوى، كما قال الله عز وجل: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ) [آل عمران:120]. ، فإذا أراد المسلمون النصر والعزة والنجاة في الدنيا والآخرة ،وتفريج الكروب وتيسير الأمور وغفران الذنوب وتكفير السيئات والفوز بالجنات إلى غير هذا من وجوه الخير فعليهم بتقوى الله عز وجل، والله وصف أهل الجنة بالتقوى فقال الله تعالى : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) [الذاريات:15] ،وقال الله عز وجل: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ) [الطور:17] ،وقال الله تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) [القلم:34] ، فبين سبحانه أنه أعد الجنة لأهل التقوى، فإذا علمت أخي أنك في أشد الحاجة إلى أن تتقي ربك، ومتى اتقيته سبحانه حق التقوى فزت بكل خير ،ونجوت من كل شر، وليس معنى ذلك أنك لا تبتلى، بل قد تبتلى وتمتحن، فقد ابتلي الرسل وهم أفضل الخلق ، وأفضل المتقين حتى يتبين للناس صبرهم وشكرهم ،وليقتدي بهم في ذلك، فبالابتلاء يتبين صبر العبد وشكره ونجاته وقوته في دين الله عز وجل، كما قال سبحانه: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ) [العنكبوت:2] ، فلابد من الامتحان، ومن صبر حمد العاقبة، كما قال الله جل وعلا: (فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [هود:49] ، وقال الله تعالى : (وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طه:132] ، فالعاقبة الحميدة لأهل التقوى، متى صبروا واحتسبوا وأخلصوا لله وجاهدوا أعداءه وجاهدوا هذه النفوس، فالعاقبة لهم في الدنيا والآخرة، والتقوى حقيقتها هي: دين الإسلام، وهي: الإيمان والعمل الصالح، وهي: العلم النافع والعمل به، وهي: الصراط المستقيم، وهي: الاستسلام لله والانقياد له جل وعلا بفعل الأوامر، وترك النواهي عن إخلاص كامل له سبحانه وعن إيمانه به ورسله، وعن إيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، إيمانا صادقا يثمر أداء الخير والحذر من الشر والوقوف عند الحدود، وإنما سمى الله دينه تقوى لأنه يقي من استقام عليه عذاب الله وغضبه،
الدعاء