خطبة عن (نبي الله نوح عليه السلام )
مارس 31, 2016خطبة عن (أم المؤمنين عائشة وفتنة وحديث الإفك)
مارس 31, 2016الخطبة الأولى ( تاريخ بيت المقدس والمسجد الأقصى )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البخاري ومسلم (حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ – رضى الله عنه – قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلُ قَالَ « الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ » .قَالَ قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ « الْمَسْجِدُ الأَقْصَى » . قُلْتُ كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا قَالَ « أَرْبَعُونَ سَنَةً ، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ ، فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ » كما روى ابن ماجه في سننه (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ بِصَلاَةٍ وَصَلاَتُهُ فِي مَسْجِدِ الْقَبَائِلِ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلاَةً وَصَلاَتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِى يُجَمَّعُ فِيهِ بِخَمْسِمِائَةِ صَلاَةٍ وَصَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الأَقْصَى بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلاَةٍ وَصَلاَةٌ فِى مَسْجِدِي بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلاَةٍ وَصَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِمِائَةِ أَلْفِ صَلاَةٍ ».
إخوة الإسلام
يدعي اليهود أن القدس أرضهم ، وأنها من مقدساتهم ؟ فما حقيقة ذلك ؟ ،فأقول لكم : هذا ادعاء كاذب ، ومغالطة في التاريخ ، فمدينة القدس كما يحدثنا التاريخ ، أول من استوطنها ، وسكن فيها هم العرب الكنعانيين وكان للعرب الكنعانيين حضارة في تلك البلاد ، واستمرت مئات السنين ، وكان ذلك حوالي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد ، ثم دخلت القدس بعد ذلك في حكم بني اسرائيل على يد سيدنا داود عليه السلام ، عام 1049 قبل الميلاد ، ومن بعده سيدنا سليمان عليه السلام ،وهكذا يبين لنا التاريخ أن العرب هم أقدم وجودا في القدس من اليهود الغاصبين ونظرا لموقعها الجغرافي ، ومكانتها المرموقة بين الدول ، فقد تعرضت القدس عبر التاريخ لكثير من الغارات ، فسقطت في أيدي الآشوريين ، ثم احتلها الإسكندر الأكبر ، ومن بعده سقطت في أيدي الفرس، والروم ، حتى فتحها العرب المسلمين في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، يقول التاريخ أن أمير المؤمنين عمر ، أمر قائده أبا عبيدة بن الجراح أن يتجه من الشام إلى بيت المقدس ، وبعد حصار طويل ،دام أربعة أشهر ، طلب سكان القدس من القائد أبي عبيدة أن يصالحهم ، وأن يكون المتولي للعقد (أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) ، وخرج عمر إلى الشام لأول مرة ، وركب دابته ، ومعه خادمه ، حتى إذا كان على مقربة من بلاد الشام ، قابلته مخاضة من طين ، فنزل عمر من دابته ، وخاض في الطين بقدميه ، وكان في انتظاره على الحدود كبار القادة من المسلمين منهم أبو عبيدة وخالد ويزيد وغيرهم ، فقل أبو عبيدة لما رآه ، يا أمير المؤمنين ، أتطأ الطين بقدميك ؟ فقال له الفاروق ، يا أبا عبيدة ، وماذا حدث ( لقد كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام ، فإذا ابتغينا العزة في غيره ، أذلنا الله ) ،ثم اجتمع عمر بالقادة ، ليتشاور معهم في الأمر ، فلما أراد التوجه إلى بيت المقدس أشار عليه المسلمون أن يغير ثوبه المرقع ، وأعطوه ثوبا أبيض من نسيج مصر فلبسه عمر ، ثم قدم له (برزون (دابة ) من برازين الروم ) ، فلما ركبه عمر ، جعل يقفز ، فنزل عنه عمر وقال ( أقيلوا عثرتي أقال الله عثرتكم يوم القيامة ، فقد كاد أميركم أن يهلك ، بما دخل في قلبي من العجب والكبر ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (« لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ». ولقد كاد أن يهلكني ثوبكم الأبيض وبرزونكم هذا ، ثم نزع الثوب الأبيض وارتدى مرقعته ،وما إن أشرف على بيت المقدس حتى علت الأصوات بالتكبير ، وأطل البطريق من سور المدينة ، وطلب أن يرى عمر بنفسه ، حتى لا تكن خدعة حرب ، وهنا ، تقدم عمر نحو سور المدينة بمفرده ، واعترض عليه أصحابه منكرين خروجه منفردا ليس عليه حرس ولا سلاح ، فأسكتهم بقوله تعالى : (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) التوبة 51 ، ، وركب عمر بعيره ودخل المدينة ، فما أن رآه بطريق النصارى، حتى عرفه ، وقال ( والله هذا هو صاحب محمد بن عبد الله ) ففتحوا له الباب وخرج أهل المدينة يلتفون حوله يسألونه العهد والميثاق والذمة ، فلما نظر إليهم عمر تواضع لله ، وخر ساجدا على قتب بعيره ، ثم نزل إليهم ، ولاطفهم بقوله ( ارجعوا إلى بلادكم ولكم الذمة والعهد ) ، ورجع القوم إلى بلادهم فرحين ، وكتب عمر عهده المشهور /( لأهلها وسقيمها أمانا لأنفسهم ، وأموالهم ، وكنائسهم ، وصلبانهم ، لا تسكن كنائسهم ، ولا تهدم ، ولا ينتقص من أموالهم ) ،وسار عمر في المدينة ، ودخل كنيسة القيامة ، وعندها حان وقت صلاة الظهر ، فطلب البطريق منه أن يصلي فيها ، ولكنه اعتذر حتى لا يتبعه المسلمون على تعاقب القرون ، فصلى في مكان قريب منها ، عند الصخرة المقدسة ، والتي بني عليها بعد ذلك المسجد الأقصى
أيها المسلمون
هذه هي مدينة القدس الإسلامية العربية ، وهذا هو تاريخها على مر العصور وفي سنن ابن ماجه (عَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلاَةِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ. قَالَ « أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ فَإِنَّ صَلاَةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلاَةٍ فِى غَيْرِهِ ». قُلْتُ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ قَالَ « فَتُهْدِى لَهُ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ كَمَنْ أَتَاهُ ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( تاريخ بيت المقدس والمسجد الأقصى )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
هكذا تبين لنا كذب من ادعى أن بيت المقدس أرض يهودية ، فتاريخ القدس الماضي والحاضر يبين لنا أن القدس إسلامية عربية ، وأن المسلمين فتحوها منذ 1400 سنة لذا أصبح من الواجب علينا أن نعد العدة لتحريرها من أيدي الغاصبين ،نعم ، نعد العدة لتحريرها ، عدة الإيمان الصادق ، والثقة في نصر الله وتأييده لعباده المؤمنين ، نعد عدة العلم ، وإتقان علوم العصر الحديثة والأسلحة المتقدمة ، نعد العدة فنربي أولادنا على مبادئ الدين ، والتزود بالعلم ، ليحملوا في المستقبل شعلة الجهاد في سبيل الله ، ونشر الدين في كل بقاع الأرض ، حتى يستعيد الإسلام والمسلمون إمامتهم وصدارتهم لشعوب العالم ، علينا أن نوحد كلمة المسلمين في كل بقاع الأرض ، فلا يكن هناك مسلم عربي وآخر أعجمي ، ولكن كلنا مسلمون ، هدفنا واحد ، وديننا واحد ، وفي البخاري ومسلم : (أن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى » . وفي مسند البزار(خَطَبَنَا النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، تَرَاحَمُوا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأُذُنِي هَاتَيْنِ يَقُولُ : الْمُسْلِمُونَ كَالرَّجُلِ الْوَاحِدِ ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ مِنْ أَعْضَائِهِ تَدَاعَى سَائِرُ جَسَدِهِ)
الدعاء