خطبة عن (من أخلاق الرسول الخوف والخشية من الله) مختصرة
سبتمبر 5, 2023خطبة عن (من أخلاق الرسول الحياء) مختصرة
سبتمبر 5, 2023الخطبة الأولى ( الدعاء : اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلاَ تَنْقُصْنَا وَأَكْرِمْنَا وَلاَ تُهِنَّا وَأَعْطِنَا وَلاَ تَحْرِمْنَا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186]، وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر:60] ،وفي مسند الامام أحمد : (أن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضى الله عنه يَقُولُ : كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْىُ سُمِعَ عِنْدَ وَجْهِهِ كَدَوِىِّ النَّحْلِ فَأُنْزِلَ عَلَيْهِ يَوْمًا فَمَكَثْنَا سَاعَةً فَسُرِّىَ عَنْهُ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ : « اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلاَ تَنْقُصْنَا وَأَكْرِمْنَا وَلاَ تُهِنَّا وَأَعْطِنَا وَلاَ تَحْرِمْنَا وَآثِرْنَا وَلاَ تُؤْثِرْ عَلَيْنَا وَأَرْضِنَا وَارْضَ عَنَّا ». ثُمَّ قَالَ -صلى الله عليه وسلم- « أُنْزِلَ عَلَىَّ عَشْرُ آيَاتٍ مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ». ثُمَّ قَرَأَ (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) حَتَّى خَتَمَ عَشْرَ آيَاتٍ )
إخوة الإسلام
إن الدعاء من أعظم العبادات ،فهو يدل على يقين العبد ،وصدق إيمانه بالله تعالى، وفي الدعاء من الفضل والشرف ما يعجز اللسان عن وصفهما، وفيه من الأجر الذي لو أدركه المسلم لواظب على هذه العبادة ،ولزمها في وقت الرخاء والشدة، وفي الدعاء من أسباب البركة والنجاة في الدنيا والآخرة، وأعظم ما في هذه العبادة هو وعد الله تعالى بالاستجابة لمن دعاه، فقال الله سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186]، وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60]، ففي تفسير الآية الكريمة قال الشيخ السعدي (رحمه الله تعالى): “هذا من لطفه تعالى بعباده، ونعمته العظيمة، حيث دعاهم الله سبحانه إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأمرهم بدعائه، دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ووعدهم أن يستجيب لهم، وتوعد من استكبر عنها فقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} أي: ذليلين حقيرين، يجتمع عليهم العذاب والإهانة، جزاء على استكبارهم.” ،وعن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الدُّعاءَ هوَ العبادةُ ثمَّ قرأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} » (رواه ابن ماجه)، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لمْ يدعُ اللهَ يَغْضَبْ عليهِ» صححه الألباني في (السلسلة الصحيحة)،
ولهذا يتبين للمسلم ضرورة الحرص على الدعاء في كل أحواله وفي جميع أوقاته، والتحلي بآداب الدعاء والتمسك بها، وحث الأهل من الوالدين والأولاد والزوجة والإخوة على معرفة ما يتعلق بهذه العبادة العظيمة. وقد علم الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام فضل الدعاء واليقين بالإجابة فقال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} [إبراهيم:39]، وكذلك قال سيدنا صالح عليه الصلاة والسلام لقومه، في القرآن الكريم {فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} [هود: 61] ،وقال الله تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل: 62] ،فالدعاء برهان ساطع على توحيد العبد لله ذي الجلال والإكرام ، ودلالة قوية على الإيمان بأسماء الله تعالى الحسنى، وشاهد عظيم على ذل العبد لله الكريم وإقراره بعظمة الله الملك.
أيها المسلمون
والدعاء الذي نتناوله اليوم -إن شاء الله – هو ما جاء في مسند الامام أحمد : (أن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضى الله عنه يَقُولُ : (كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْىُ سُمِعَ عِنْدَ وَجْهِهِ كَدَوِىِّ النَّحْلِ فَأُنْزِلَ عَلَيْهِ يَوْمًا فَمَكَثْنَا سَاعَةً فَسُرِّىَ عَنْهُ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ : « اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلاَ تَنْقُصْنَا وَأَكْرِمْنَا وَلاَ تُهِنَّا وَأَعْطِنَا وَلاَ تَحْرِمْنَا وَآثِرْنَا وَلاَ تُؤْثِرْ عَلَيْنَا وَأَرْضِنَا وَارْضَ عَنَّا ». ثُمَّ قَالَ -صلى الله عليه وسلم- « أُنْزِلَ عَلَىَّ عَشْرُ آيَاتٍ مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ». ثُمَّ قَرَأَ :(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) حَتَّى خَتَمَ عَشْرَ آيَاتٍ) والمعنى : (اللَّهُمَّ زِدْنَا): يا اللَّه زدنا من خيرك وفضلك، وعطائك من خيري الدارين، ومن العلوم والمعارف, وفي هذا مشروعية طلب الزيادة من نعم اللَّه الواسعة، ولما كانت الزيادة ربما تكون في شيء من أمور الدنيا والآخرة، ويلحق النقص بشيء آخر، والمقصود من طلب الزيادة في الحديث هو طلب الزيادة من الخير الديني والدنيوي، وأما ما لم يكن خيرا للعبد في دينه أو دنياه فلا تطلب الزيادة منه، وقد يظن العبد خيرا ما ليس بخير ومن ثم فعليه أن يجتهد في دعاء الله تعالى والتوكل عليه وإحسان الظن به ثم يرضى بما يقدره ويقضيه ويقنع بما يقسمه له عالما أن اختيار الله له خير من اختياره لنفسه ،وقال: (وَلاَ تَنْقُصْنَا): أي لا تُذهب منا شيئاً مما أعطيتنا إياه. ، وقوله صلى الله عليه وسلم:( وَأَكْرِمْنَا)، أي :من عطاياك [الدينية، والدنيوية المباركة]، ومنها قضاء حاجاتنا في هذه الدار, ومن أعظم الإكرام تقوى اللَّه، قال تعالى: ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات (13) ،وأكرمنا بالآخرة برفع درجاتنا في الجنان، لأنك أنت أكرم الأكرمين. وقوله صلى الله عليه وسلم :(وَلاَ تُهِنَّا) أي : لا تذلنا بتسليط الكفار والأعداء علينا ،بسبب ذنوبنا وتقصيرنا ، وأيضا :[ولا تهنّا بردّ دعائنا]. ، قوله صلى الله عليه وسلم: (وَأَعْطِنَا وَلاَ تَحْرِمْنَا): قال الطيبي: أي: وأعطنا ما سألناك، ومن خير ما لم نسألك، ولا تمنعنا من خيرك وفضلك، ولا تجعلنا من المحرومين, وقد تضمّن هذا الدعاء سؤال اللَّه تعالى من كل خير في الدنيا والآخرة. وقوله صلى الله عليه وسلم: (وَآثِرْنَا وَلاَ تُؤْثِرْ عَلَيْنَا) أي: اخترنا بعنايتك، ورحمتك, ولا تؤثر علينا غيرنا، فتعزّه وتذلّنا، ففيه سؤال اللَّه تعالى أن يجعله من الغالبين على أعدائه، لا من المغلوبين. وقوله صلى الله عليه وسلم: (وَأَرْضِنَا وَارْضَ عَنَّا): أي اجعلنا راضين بما قضيت لنا, أو علينا بإعطائنا : الصبر، والقناعة، والرضا في كل ما هو آت منك ،حتى ندرك رضاك. وقوله صلى الله عليه وسلم: (وارض عنا): فهو أعظم مطلوب ومرغوب يأمله منك العبد في الدنيا والآخرة. ، فقد سأل الرضا: (لأن منزلة (الرضا): هي أشرف المنازل بعد النبوة، فمن رضي اللَّه عنه, فقد رضي اللَّه عنه؛ لقوله تعالى: (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) المائدة (119), فجعل أحد الرضاءين مقروناً بالآخر.
أيها المسلمون
وبإمكان المسلم الدعاء وسؤال الله الكريم بما يتيسر له من كلمات ، بشرط أن تكون كلماتُ الدعاء كلماتٍ شرعيةً صحيحةً ،ليس فيها تعدٍّ ،ولا تجاوز، وإن كان الأفضل والأكمل والأمثل هو الحرص على حفظ صيغ الدعاء من القرآن الكريم ،والسنة النبوية، فكل المنافع الدنيوية والمصالح الأخروية في ما علمنا الله الكريم من الأدعية في القرآن الكريم، وما بينها لنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في السنة النبوية،
وللدعاء آداب ، فمن آداب الدعاء : أولا: استقبال القبلة في الدعاء: فيستحب للداعي استقبال القبلة عند الدعاء فقد روى مسلم :(عن عمر بْنِ الخطَّابِ رضي الله تعالى عنه قَالَ : “لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلا ، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ : «اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ لا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ» فما زال يهتف بربِّه ، مادًّا يدَيه ، مستقبلَ القبلةِ ، حتى سقط رداؤُه عن منكبَيه”.
ثانيا : البدء بحمد الله تعالى والصلاة على رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن فضالة بن عبيد رضي الله تعالى عنه قال: “سمعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدْعُو في صلاتِهِ فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ «عَجِلَ هذا ثُمَّ دعاهُ فقال لهُ أوْ لغيرِهِ إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ» (رواه الترمذي).
ثالثا: من آداب الدعاء : سؤال الله تعالى باسمه الأعظم قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأعرف:180]، وعن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله تعالى عنه أنه قال: سمعَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ رجلًا يقولُ : اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّكَ أنتَ اللَّهُ الأحدُ الصَّمدُ ، الَّذي لم يلِد ولم يولَدْ ، ولم يَكُن لَهُ كُفُوًا أحدٌ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ : «لقد سألَ اللَّهَ باسمِهِ الأعظمِ ، الَّذي إذا سُئِلَ بِهِ أعطى ، وإذا دُعِيَ بِهِ أجابَ» ” (رواه ابن ماجه).
رابعا: من آداب الدعاء : العزم في الدعاء عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إذا دعا أحدُكُم فليَعزمِ المسألةَ ، ولا يقولنَّ : اللَّهمَّ إن شئتَ فأعطني ، فإنَّهُ لا مستَكْرِهَ لَهُ» (رواه البخاري).
خامسا: من آداب الدعاء :عدم التعجل في الدعاء : فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «يُستَجاب لأحدِكُم ما لَم يَعجَلْ ، يقولُ : دَعوتُ فلَم يُستَجَبْ لي» (رواه البخاري).
سادسا : من آداب الدعاء : عدم الدعوة بالإثم أو قطيعة رحم ، وعدم التوقف عن الدعاء : فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ: «لا يزالُ يستجابُ للعبدِ ما لم يدعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ . ما لم يَسْتَعْجِلْ . قيل : يا رسولَ اللهِ ! ما الاستعجالُ ؟ قال يقولُ : قد دعوتُ ، وقد دعوتُ ، فلم أرَ يستجيبُ لي . فيستحسرُ عند ذلك ، ويدعْ الدعاءَ» (رواه مسلم).
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الدعاء : اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلاَ تَنْقُصْنَا وَأَكْرِمْنَا وَلاَ تُهِنَّا وَأَعْطِنَا وَلاَ تَحْرِمْنَا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن آداب الدعاء : عدم الاعتداء في الدعاء : قال الله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف:55]، وفي تفسير الآية الكريمة قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: والاعتداء في الدعاء على وجوه: منها الجهر الكثير والصياح، ومنها أن يدعو الإنسان في أن تكون له منزلة نبي، أو يدعو في محال، ونحو هذا من الشطط . ومنها أن يدعو طالبا معصية وغير ذلك، ومنها أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة، فيتخير ألفاظا مفقرة وكلمات مسجعة قد وجدها في كراريس لا أصل لها ولا معول عليها، فيجعلها شعاره ويترك ما دعا به رسوله عليه الصلاة والسلام . وكل هذا يمنع من استجابة الدعاء” وفي السنة النبوية بيان لشرح الاعتداء في الدعاء، قال ابن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه: “سمعَني أبي وأَنا أقولُ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ ونعيمَها وبَهْجتَها وَكَذا وَكَذا وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وسلاسلِها وأغلالِها وَكَذا وَكَذا فقالَ يا بُنَيَّ إنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ «سيَكونُ قومٌ يعتدونَ في الدُّعاءِ فإيَّاكَ أن تَكونَ منهُم إنَّكَ إن أُعطيتَ الجنَّةَ أُعطيتَها وما فيها منَ الخيرِ وإن أُعِذتَ منَ النَّارِ أُعِذتَ منها وما فيها منَ الشَّرِّ » (رواه ة أبو داود ).
ثامنا: من آداب الدعاء: سؤال الله تعالى العافية : فعن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: سمِعَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ رجلًا يَدعو يقولُ : اللَّهمَّ ! إنِّي أسألُكَ تمامَ النِّعمةِ فقالَ : أيُّ شيءٍ تمامُ النِّعمةِ ؟ قالَ : دَعوةٌ دعَوتُ بِها أرجو بِها الخَيرَ ، قالَ : فإنَّ مِن تمامِ النِّعمةِ دخولَ الجنَّةِ ، والفَوزَ منَ النَّارِ . وسمِعَ رجلًا وَهوَ يقولُ : يا ذا الجلالِ والإِكْرامِ ، فقالَ : قد استُجيبَ لَكَ فسَلْ . وسمِعَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ رجلًا وَهوَ يقولُ : اللَّهمَّ ! إنِّي أسألُكَ الصَّبرَ . قالَ : «سألتَ اللَّهَ البلاءَ فاسألهُ العافِيةَ» (رواه الترمذي ).
الدعاء