خطبة عن ( الْمُؤْمِنُ المستقيمُ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ )
ديسمبر 21, 2020خطبة عن : اصبروا أيها المستضعفون ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ )
ديسمبر 26, 2020الخطبة الأولى ( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا) (111) ،(112) طه
إخوة الإسلام
لقد دعا الله عز وجل عباده إلى تدبر القرآن ، فقال الله تعالى : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]،وفي نفس الوقت ،فقد أنكر الله على من أعرض عن تدبر القرآن ، فقال الله تعالى : {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون: 68]، واليوم إن شاء الله موعدنا مع آيات من كتاب الله ، نتدبرها ، ونسبح في بحار معانيها ، ونرتشف من رحيقها المختوم ، مع قوله تعالى : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا) (111) ،(112) طه، جاء في التفسير الميسر أن المعنى : وخضعت وجوه الخلائق، وذلَّت لخالقها، الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله الذي لا يموت، القائم على تدبير كلِّ شيء، المستغني عمَّن سواه. وقد خسر يوم القيامة مَن أشرك مع الله أحدًا من خلقه. وعن طلق بن حبيب في قوله : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ) ، قال : هو وضعك جبهتك وكفيك وركبتيك وأطراف قدميك في السجود . ﴿ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴾ قال ابن عباس: خسر من أشرك بالله، فالظلم: هو الشرك. وفي تفسير الوسيط لطنطاوي قال أن المعنى : أي : وذلت وجوه الناس وخضعت في هذا اليوم لله – تعالى – وحده (لِلْحَيِّ) أي : الباقي الذى له الحياة الدائمة التي لا فناء معها ،(الْقَيُّومِ) أي : الدائم القيام بتدبير أمر خلقه وإحيائهم وإماتتهم ورزقهم ، وسائر شئونهم ،وقد خصت الوجوه بالذكر لأنها أشرف الأعضاء ، وآثار الذل أكثر ما تكون ظهورا عليها . وظاهر القرآن يفيد أن المراد بالوجوه جميعها ، سواء أكانت للمؤمنين أم لغيرهم ، فالكل يوم القيامة خاضع لله – تعالى – ومستسلم لقضائه .وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : إن الله سيؤدي كل حق إلى صاحبه ،حتى يقتص للشاة الجمّاء من الشاة القرناء ،ففي صحيح مسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ ». وفي مسند أحمد : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».فالخيبة كل الخيبة ، لمن لقي الله وهو به مشرك ، أو كان للخلق ظالم ،
أيها المسلمون
فالموقف يوم القيامة رهيب ، والحال في هذا اليوم عصيب, فالكل منصت ، فلا تسمع إلا الهمس ، والأنظار كلها شاخصة ، تنتظر حكم ربها سبحانه ، وقد رأت بأم عينها كيف نسفت الجبال العظام ، وكيف سويت الأرض ،فصارت بلا أي بروز أو انخفاض . ففي هذا اليوم : لا شفيع إلا من ارتضاه ، وفيه يأمل الصالحون في رحمته ،وقد أمنوا ظلم الدنيا ،وبخس الحقوق. في هذا اليوم :ينتظر كل ظالم طاغية جزاءه ، ويا لخيبته وحسراته ،وهو يعلم فحش أفعاله . في هذا اليوم : الجميع يملكهم الخشوع والسكون والإنصات، انتظارا لحكم الرحمن فيهم، وتعنو وجوههم، أي: تذل وتخضع، فترى في ذلك الموقف العظيم، الأغنياء والفقراء، والرجال والنساء، والأحرار والأرقاء، والملوك والسوقة، ساكتين منصتين، خاشعة أبصارهم، خاضعة رقابهم، جاثين على ركبهم، عانية وجوههم، لا يدرون ماذا ينفصل كل منهم به، ولا ماذا يفعل به، قد اشتغل كل بنفسه وشأنه، عن أبيه وأخيه، وصديقه وحبيبه ، قال الله تعالى : { لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } عبس 37، فحينئذ يحكم فيهم الحكم العدل الديان، ويجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بالحرمان. والمؤمنون في هذا اليوم يحدوهم الأمل بالرب الكريم، الرحمن الرحيم، وأن يرى المؤمن من ربه الفضل والإحسان، والعفو والصفح والغفران، ما لا تعبر عنه الألسنة، ولا تتصوره الأفكار، ويتطلع لرحمته إذ ذاك جميع الخلق لما يشاهدونه ،فيختص المؤمنون به ، فقد غلبت رحمته غضبه، ووسع جوده جميع البرايا، ففي الصحيحين ، واللفظ للبخاري :(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ :« إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً ، وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً ، فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِى عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْأَسْ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِى عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنَ النَّارِ » ، فقل عن رحمته في هذا اليوم ما شئت ، فإنها فوق ما تقول، وتصور ما شئت، فإنها فوق ذلك، فسبحان من رحم في عدله وعقوبته، كما رحم في فضله وإحسانه ومثوبته، وتعالى من وسعت رحمته كل شيء، وعم كرمه كل حي، وجل من غني عن عباده، رحيم بهم، وهم مفتقرون إليه على الدوام، في جميع أحوالهم، فلا غنى لهم عنه طرفة عين.
أيها المسلمون
أما قوله تعالى : (وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ) طه (111) ، فاعلموا أن الظلم ثلاثة أنواع: ظلم لا يُغفر وهو الشرك بالله، وظلم لا يُترك وهو ظلم العباد، وظلم إلى مشيئة الله وهو حقوق الله تبارك وتعالى ، وشر الظلم ما كان عامًا ، كالإفساد في الأرض ، والذي يتعدى ضرره للأجيال اللاحقة، وأشد الناس تعرضًا لهذا النوع من الظلم هم الحكام. والظلم مرتعه وخيم، وشؤمه جسيم، وقد توعّد الله سبحانه وتعالى أهله بالنكال والعذاب الأليم فقال الله تعالى : «وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً» الفرقان 37. وبيَّن الله سبحانه وتعالى أن الظالم محروم من الفلاح في الدنيا والآخرة، ومصروف عن الهداية في دينه ودنياه، فقال: «إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ» الانعام 21، وقال الله تعالى : «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ» المائدة 51، وهدد الله جل جلاله الظالمين بسوء العاقبة ، وشؤم المنقلب فقال الله تعالى : «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ» الشعراء 227، وفي الصحيحين : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ – رضى الله عنهما : عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ : « الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » ، والظلم ما شاع في أمة إلا أهلكها ، ولا انتشر في بلدة إلا خربها ، ولا حل في قرية إلا دمّرها ، قال الله تعالى: «وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا» الكهف 59. ويقول ابنُ القيّم رحمه الله: «أصلُ كلِّ خيرٍ هو العلم والعَدل، وأصلُ كلِّ شرٍّ هو الظلم والجهل ، والظالم من أحرى الناس بلعنة الله تعالى ، وناره وغضبه، يقول الله سبحانه وتعالى: «يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ» غافر 52، ومن آثار الظلم ومضاره : أنه يجلب غضب الرب سبحانه، ويتسلط على الظالم بشتى أنواع العذاب، وهو يخرب الديار، وبسببه تنهار الدول، والظالم يُحْرَمُ شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع أنواعها، وعدم الأخذ على يده ، يفسد الأمة، والظلم دليل على ظلمة القلب وقسوته، ويؤدي إلى صغار الظالم عند الله وذلته، وما ضاعت نعمة صاحب الجنتين إلا بظلمه، يقول الله تعالى : « وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا»، الكهف (35) (36) ، وما دُمّرت الممالك إلا بسبب الظلم، قال الله تعالى: «فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» الانعام 45، وقال تعالى عن فرعون: «فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ» القصص 40، وقال تعالى عن قوم لوط: « فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ»، هود (82) ،(83)، وأهلك سبحانه قوم نوح وعاد وثمود وأصحاب الأيكة، فقال الله تعالى : «فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ» العنكبوت 40،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وندم الظالم ، وتحسره بعد فوات الأوان ، لا ينفع، قال الله تعالى: « وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا». الفرقان (27) :(29) ، والظلم من المعاصي التي تعجل عقوبتها في الدنيا، فهو متعدٍ للغير، وكيف تقوم للظالم قائمة إذا ارتفعت أكف الضراعة من المظلوم، ففي سنن الترمذي : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالإِمَامُ الْعَادِلُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الْغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ » ، فاتق الله وأنصف من نفسك، وسارع برد المظالم لأصحابها، من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله، وما أجمل قول من قال :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرًا .. فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ
تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ .. يدعو عليك، وعينُ الله لم تنمِ
أيها المسلمون
وفي قوله تعالى : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا)،(112) طه ، فإنّ المؤمنين الصالحين لا يخافون يوم القيامة ظلماً ولا هضماً ، وقد ذكر بعض المفسرين أنّ في قوله تعالى : (فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا) هي إشارة إلى عدم خوف هؤلاء عندما تقام المحكمة الإلهيّة العادلة، أن يحيق بهم ظلماً ، أو يؤاخذوا بمعاص وذنوب لم يرتكبوها، أمّا في قوله تعالى : (وَلَا هَضْمًا) فهي إشارة إلى أنّهم لا يخافون من نقصان ثوابهم، لأنّهم يعلمون أن جزاءهم سوف يصلهم بدون نقص. وقد ذكر البعض الآخر احتمالاً آخر: الأول: إشارة إلى أنّهم لا يخشون ولا يخافون من ذهاب كل حسناتهم، أمّا الثاني: فإشارة إلى أنّه لا يسمحون للخوف أن يأخذ طريقه إلى قلوبهم حتى من نقص مقدار قليل من تلك الحسنات، لأنّ الحساب الإلهي دقيق. كما يوجد احتمال آخر وهو أنّ هؤلاء المؤمنين الصالحين يمكن أن يكونوا قد ارتكبوا زلات، وهم على يقين أنّه لا يكتب في صفحة أعمالهم أكثر من تلك الزلات التي ارتكبوها ،وإنّ هذه الزلات لا تقللّ من ثواب أعمالهم الصالحة شيئاً،
الدعاء