خطبة عن ( التوسل والوسيلة )
يوليو 8, 2017خطبة عن ( الطاعة مفتاح السعادة )
يوليو 8, 2017الخطبة الأولى ( الزكاة ..والصدقة ..والفارق بينهما )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته :( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (24)، (25)المعارج ، وقال تعالى : (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (19) الذاريات ، وقال تعالى : ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (43) البقرة، وقال تعالى : ( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (271)البقرة
إخوة الإسلام
الزكاة والصدقة عطاءٌ من الإنسان المؤمن يمنحها لمن يحتاج لها، فهي تميز صاحبها بحبه للخير والإيمان الصادق، ومن اعتاد على إعطاء الصدقة أو إخراج الزكاة فهو لا يعرف البخل ولا الكراهية، بل يكون أعلم الناس بضيق وضعف غيره من الفقراء والمحتاجين، ويبارك الله لماله ونفسه وأهله ويحميه من كلّ شرّ، فهو يعلم أنّ للإنسان الفقير حقٌ في مال الغنيّ، ويساهم في إيجاد نوع من التوازن الاجتماعي والاقتصادي. والزكاة لغةً: هي عبارة عن البركة والنقاء والخير والصلاح، وسميّت بهذا الاسم؛ لأنّها تعمل على الزيادة في المال الذي أخذت منه، وتحميه من الهلاك، كما وتحمي الشخص الذي تزكّى من الأمراض ومن كل شر. ويطلق على الزكاة أحيانا ( صدقة ) ، أما الزكاة شرعاً : فهي عبارة عن حصة من المال فرضها الله عزّ وجلّ، ويتمّ تقديرها واعطائها للأشخاص الذين هم أحّق بها، أو هي مقدار معيّن في مال معيّن ويتمّ اعطاؤه لطائفة معيّنة. قال تعالى : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (24)، (25)المعارج ، وقال تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (43) البقرة ، والزكاة تعتبر هي الركن الثالث من الأركان الخمسة للإسلام، وهي واحدة من أعمدة الدين، بحيث لا يصحّ الدين إلّا بها، ومن يمنع الزكاة تتمّ مقاتلته، ومن يبتعد عنها ينعت بالكافر. ففي الصحيحين ، :(عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضى الله عنهما – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ » . والزكاة يعتبر صاحبها من الذين يتّقون الله تعالى والذين أفلحوا في عبادته. وهي تمحي السيئات وتدخل صاحبها الجنة. ويبارك الله في صاحبها ويحميه. ولا يصيب الحزن صاحبها. وهي تنقي أموال صاحبها وتطهر نفسه. وتحمي صاحبها من عذاب القبر. و تجعل صاحبها متمكناً في الأرض. وللزكاة مصارف معينة ومحددة ، بينها الله تعالى في قوله سبحانه : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (60) التوبة ، فالفقراء والمساكين، يعطون الزكاة من أجل سدّ حاجاتهم الضرورية، ويعطون بما يكفي لأن يلبي حاجاتهم وعيلهم لمدّة سنة. أما العاملون على الزكاة، وهم الذين يجمعون الزكاة من أصحابها ويوزعونها لمن يحتاجها، ويأخذون من الزكاة ما يقتضي العمل؛ لأنّهم يجمعون الزكاة ويوزعونها كنوع من العمل وليس للحاجة. وأما المؤلفة قلوبهم، فهم الأشخاص الذين تآلفت قلوبهم على الإسلام والمسلمين، فيُعطى الزكاة من أجل تقوية ايمانه. وأهل الرقاب، وهو الرقيق الذي تم شراؤه من مال الزكاة ليصبح حراً، أو أسير مسلم أسره الكفار فيعطون من مال الزكاة من أجل فكّ أسره. وأما الغارم فهو الذي أثقلته الديون ، وذلك في حالتين الأولى شجار بين جماعتين فيعطيهما رجلٌ صالح المال من أجل فك الخلاف بينهما، أو الشخص الذي عليه دينٌ وليس معه المال لسدّ هذا الدين، فيعطى من مال الزكاة لسد دينه. وأما الجهاد في سبيل الله، فيعطى الشخص الذي يقاتل في سبيل الله مالً من مال الزكاة لما يحتاجه من نفقة القتال والأسلحة. وابن السبيل، هو الشخص الذي كان مسافراً وانقطع به سفره ولم يتبقى لديه المال لينفق على حاله، فيعطى من مال الزكاة ليلبّي احتياجاته من أجل للوصول إلى المنطقة التي يسافر إليها فقط.
أيها المسلمون
وتختلف الزكاة عن الصدقة ، فالصدقة: هي القيمة المالية التي يتم ّاعطاؤها من أجل التقرب من الله تعالى، وقد تكون عبارة عن هدية أو ما يشابه، وتعطى من أجل إظهار الود والمحبة. وحكمها: جائزة، وهي نافلة، وتعدّ تطوّعاً. وفي صحيح مسلم : ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَهُ »، وللصدقة فضل كبير وجزاء عظيم ، فالصدقة تحمي صاحبها من غضب الله. وتمحي بها الخطيئة، وتبرد نارها. وتحمي صاحبها من دخول النار. كما تشكل الصدقة مظلية يحتمي بها صاحبها يوم القيامة. وتعتبر علاجاً نفسياً للإنسان للأمراض البدنية. وعلاجاً روحياً للأمراض القلبية. وهي تبعد الهم والأذى عن صاحبها. بل ويصل صاحبها بها إلى درجة كبيرة من البر. ويبارك الله في ماله. ويضاعف الله له الأجر.وقد ثبت أن الصدقة يمر صاحبها من بابٍ خاص من أبواب الجنة يوم القيامة. وفي الصحيحين : (أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ شَيْءٍ مِنَ الأَشْيَاءِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ دُعِيَ مِنْ أَبْوَابِ – يَعْنِى الْجَنَّةَ – يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصِّيَامِ ، وَبَابِ الرَّيَّانِ » . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مَا عَلَى هَذَا الَّذِى يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ ، وَقَالَ هَلْ يُدْعَى مِنْهَا كُلِّهَا أَحَدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « نَعَمْ ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ » ،والصدقة يتسع بها صدر صاحبها. وهي دليل على صدق صاحبها وقوة ايمانه. كما أنها تطهر مال المتصدق . أما عن مصارف الصدقة : فهي تعطى لكلٍ مسلم ، ولكل متصدق أن يصرف صدقته كما يريد، ولكن الأفضل أن يعطيها للأقارب الأشدّ حاجة لها فتكون صدقة وصلة رحم، ثمّ يعطى كل شخص حسب حاجته ويفضل أن يكون في من يعُطى الصدقة بعض الصفات مثل: التقوى والإعراض عن الدنيا، وأهل العلم، والمعيل المحبوس بمرض ما، وقليل الشكوى. ومن هذا يعلم أن الصدقة أشمل من الزكاة، فكل زكاة تعتبر صدقة، ولكن ليس كل صدقة تعتبر زكاة.
أيها المسلمون
وقد بين العلماء الفارق بين الزكاة المفروضة وصدقة التطوع ، فقالوا : الزكاة أوجبها الإسلام في أشياء معينة وهي : الذهب والفضة والزروع والثمار وعروض التجارة وبهيمة الأنعام وهي الأبل والبقر والغنم . وأما الصدقة : فلا تجب في شيء معين بل بما يجود به الإنسان من غير تحديد . والزكاة : يشترط لها شروط مثل الحول والنصاب . ولها مقدار محدد في المال . وأما الصدقة : فلا يشترط لها شروط ، فتعطى في أي وقت وعلى أي مقدار . والزكاة : أوجب الله أن تعطى لأصناف معينة فلا يجوز أن تعطى لغيرهم ، وهم المذكورون في قوله تعالى : { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (60) التوبة ، وأما الصدقة : فيجوز أن تعطى لمن ذكروا في آية الزكاة ولغيرهم . ومن مات وعليه زكاة فيجب على ورثته أن يخرجوها من ماله وتقدم على الوصية والورثة . وأما الصدقة : فلا يجب فيها شيء من ذلك . ومانع الزكاة يعذب كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لاَ يُؤَدِّى زَكَاتَهُ إِلاَّ أُحْمِىَ عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُجْعَلُ صَفَائِحَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبَاهُ وَجَبِينُهُ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ ، وَمَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ لاَ يُؤَدِّى زَكَاتَهَا إِلاَّ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ كَأَوْفَرِ مَا كَانَتْ تَسْتَنُّ عَلَيْهِ كُلَّمَا مَضَى عَلَيْهِ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولاَهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ ، وَمَا مِنْ صَاحِبِ غَنَمٍ لاَ يُؤَدِّى زَكَاتَهَا إِلاَّ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ كَأَوْفَرِ مَا كَانَتْ فَتَطَؤُهُ بِأَظْلاَفِهَا وَتَنْطِحُهُ بِقُرُونِهَا لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ وَلاَ جَلْحَاءُ كُلَّمَا مَضَى عَلَيْهِ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولاَهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ ».وأما الصدقة : فلا يعذب تاركها . والزكاة : على المذاهب الأربعة لا يجوز إعطاؤها للأصول والفروع والأصول هم الأم والأب والأجداد والجدات ، والفروع هم الأولاد وأولادهم . وأما الصدقة : فيجوز أن تعطى للفروع والأصول . والزكاة : لا يجوز إعطاؤها لغني ولا لقوي مكتسب . فعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِىِّ بْنِ الْخِيَارِ قَالَ أَخْبَرَنِي رَجُلاَنِ أَنَّهُمَا أَتَيَا النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ يَقْسِمُ الصَّدَقَةَ فَسَأَلاَهُ مِنْهَا فَرَفَعَ فِينَا الْبَصَرَ وَخَفَضَهُ فَرَآنَا جَلْدَيْنِ فَقَالَ « إِنْ شِئْتُمَا أَعْطَيْتُكُمَا وَلاَ حَظَّ فِيهَا لِغَنِىٍّ وَلاَ لِقَوِىٍّ مُكْتَسِبٍ ». رواه أبو داود ، وأما الصدقة : فيجوز إعطاؤها للغني والقوي المكتسب . والأفضل في الزكاة أن تؤخذ من أغنياء البلد فترد على فقرائهم . بل ذهب كثير من أهل العلم أنه لا يجوز نقلها إلى بلد آخر إلا لمصلحة . وأما الصدقة : فتصرف إلى القريب والبعيد . والزكاة : لا يجوز إعطاؤها للكفار والمشركين . وأما الصدقة : فيجوز إعطاؤها للكفار والمشركين . كما قال الله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } الإنسان 8 ، قال القرطبي : والأسير في دار الإسلام لا يكون إلا مشركاً . ولا يجوز للمسلم أن يعطي الزكاة لزوجته ، وقد نقل ابن المنذر الإجماع على ذلك . وأما الصدقة : فيجوز أن تعطى للزوجة .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الزكاة ..والصدقة ..والفارق بينهما )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
هذه هي بعض الفوارق بين الزكاة المفروضة وصدقة التطوع . فالصدقة تطلق على جميع أعمال البر ، قال البخاري رحمه الله في صحيحه : باب كل معروف صدقة ، ثم روى بسنده عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ – رضى الله عنهما – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ » ، قال ابن بطال : دل هذا الحديث على أن كل شيء يفعله المرء أو يقوله من الخير يكتب له به صدقة . وقال النووي : قوله صلى الله عليه وسلم : ( كل معروف صدقة ) أي : له حكمها في الثواب . وفي الصحيحين عن سَعِيد بْن أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ » . فَقَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ « يَعْمَلُ بِيَدِهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ » . قَالُوا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ « يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ» ، قَالُوا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ . قَالَ « فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهَا لَهُ صَدَقَةٌ » ، وفي صحيح مسلم : ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ – قَالَ – تَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ – قَالَ – وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ وَكُلُّ خَطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ ».
الدعاء