خطبة عن ( أين قلبك ؟؟ )
يوليو 8, 2017خطبة عن ( الهدايا : (تَهَادُوا تَحَابُّوا )
يوليو 15, 2017الخطبة الأولى ( لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ ..إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى مسلم في صحيحه (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُولُ « لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ».
إخوة الإسلام
حسن الظن بالله عبادة قلبية جليلة ، ولا يتم إيمان العبد إلا به ، لأن حسن الظن بالله من صميم التوحيد وواجباته ، وحسن الظن بالله هو ظنّ ما يليق بالله تعالى ، واعتقاد ما يحق بجلاله وما تقتضيه أسماؤه الحسنى وصفاته العليا ، مما يؤثر في حياة المؤمن على الوجه الذي يرضي الله تعالى ، وحسن الظن بالله تعالى ، أن يظن العبد أن الله تعالى راحمه ،وفارج همه وكاشف غمه ، وذلك طمعا في كرم الله وعفوه ، وما وعد به أهل التوحيد، إنه مسلك دقيق ومنهج وسط بين نقيضين لا يسلكه إلا من وفقه الله وجعل قلبه خالصاً له سبحانه ،وقوله صلى الله عليه وسلم: (لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) ، قال العلماء: هذا تحذير من القنوط، وحث على الرجاء عند الخاتمة . وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ « كَيْفَ تَجِدُكَ ». قَالَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرْجُو اللَّهَ وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ » رواه الترمذي ، وروى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ أَرْبَعَةٌ فَيُعْرَضُونَ عَلَى اللَّهِ فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ أَىْ رَبِّ إِذْ أَخْرَجْتَنِى مِنْهَا فَلاَ تُعِدْنِى فِيهَا. فَيُنْجِيهِ اللَّهُ مِنْهَا ». وفي رواية للإمام أحمد : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَفَرَغَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ قَضَاءِ الْخَلْقِ فَيَبْقَى رَجُلاَنِ فَيُؤْمَرُ بِهِمَا إِلَى النَّارِ فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمَا فَيَقُولُ الْجَبَّارُ تَعَالَى رُدُّوهُ فَيَرُدُّونَهُ قَالَ لَهُ لِمَ الْتَفَتَّ قَالَ إِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ تُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ. قَالَ فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ. فَيَقُولُ لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى لَوْ أَنِّى أَطْعَمْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مَا عِنْدِي شَيْئاً ». قَالَ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا ذَكَرَهُ يُرَى السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ ) .
أيها المسلمون
فواجب على المؤمن أن يحسن ظنه بالله وأن يرجو رحمته ومغفرته وأن يخشى عذابه، وأن يجتهد في طاعة الله وطاعة رسوله – صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه كلما اجتهد في الطاعة صار أقرب إلى حسن الظن، وكلما ساءت أعماله، صار هذا من أسباب سوء ظنه ، فعلى المؤمن ألا يَقنَط أبدًا من رحمة رب العالمين؛ فرحمة الله واسعة، وإذا كان خوف العبد من الله يمنعه من المعاصي؛ فالرجاء فيما عنده يدفع العبد إلى التوبة، وإلى حُسن الظن بالله – سبحانه وتعالى – فالإنسان المؤمن إذا تاب إلى الله، تاب الله عليه ، وعلى الإنسان أن يتحرى ما شرع الله له، ويجتهد في طاعة الله ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله؛ لأن هذا من أعظم الأسباب لحسن ظنه بالله عز وجل، يحذر سوء الظن بالله عز وجل؛ لأنه قد عصاه، بل يبادر بالتوبة ويحسن ظنه بربه أنه يقبل التوبة ويرحمه سبحانه وتعالى، وهو الرحمن الرحيم، وهو الجواد الكريم، وهو الذي يقبل التوبة عن عباده، روى أبو داود والترمذي واحمد : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ ..إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : “والذي لا إله غيرُه ما أُعطي عبدٌ مؤمن شيئاً خيراً من حسن الظن بالله عز وجل، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنَّه؛ ذلك بأنَّ الخيرَ في يده» وقال سهل القطعي رحمه الله: رأيت مالك بن دينار رحمه الله في منامي، فقلت: يا أبا يحيى ليت شعري، ماذا قدمت به على الله عز وجل؟ قال: قدمت بذنوب كثيرة، فمحاها عني حسن الظن بالله ) ، وعند التوبة نحتاج أيضا إلى إحسان الظن بالله تعالى فقد روى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا يَحْكِى عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ :« أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي . فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِى ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي . فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدِى أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي . فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِى ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ ».
الدعاء