خطبة عن (إنَّهَا سَنَوَاتُ الزَّلاَزِلِ وَالآيَاتِ )
فبراير 12, 2023خطبة حول معنى الحديث ( لاَ تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَيُشَدَّدَ عَلَيْكُمْ )
فبراير 14, 2023الخطبة الأولى ( المعونَةُ علَى قَدْرِ المؤْنَةِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في صحيح الجامع للألباني: (عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تنزِلُ المعونَةُ مِنَ السماءِ علَى قَدْرِ المؤْنَةِ، وينزلُ الصبرُ على قدرِ المصيبةِ)، وفي رواية: (إنَّ المعونةَ تأتي العبدَ من اللهِ على قدرِ المَؤونةِ، وإنَّ الصبرَ يأتي العبدَ على قدرِ المصيبةِ)، وفي رواية : (إن المعونة تأتي من الله على قدر المؤنة، وإن الصبر يأتي من الله على قدر البلاء). رواه البزار، وحسنه الألباني .
إخوة الإسلام
إن مِنْ رَحْمَةِ اللهِ -تَعَالَى- بِعِبَادِهِ، وَحِكْمَتِهِ –سُبْحَانَهُ- فِي تَدْبِيرِهِمْ أَنَّهُ لَا يُكَلِّفُهُمْ بِمَا لَا يُطِيقُونَ، وَلَا يُنْزِلُ بِهِمْ مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يَحْتَمِلُونَ. فَإِذَا أَمَرَهُمْ بِشَيْءٍ أَعَانَهُمْ عَلَى الْقِيَامِ بِهِ، وَإِذَا نَهَاهُمْ عَنْ شَيْءٍ أَعَانَهُمْ عَلَى تَرْكِهِ، وَإِذَا ابْتَلَاهُمْ بِمُصِيبَةٍ أَعَانَهُمْ عَلَى اجْتِيَازِهَا وَالتَّعَايُشِ مَعَهَا. قال ابن القيم: بقدر همة العبد ونيته، يعطيه الله تعالى، وَإِعَانَةَ اللهِ -تَعَالَى- لِعِبَادِهِ فِي كُلِّ ذَلِكَ مُرْتَهَنَةٌ بِإِيمَانِهِمْ بِهِ سُبْحَانَهُ، فهو الَّذِي يَقُودُهُمْ إِلَى الْعَزْمِ عَلَى امْتِثَالِ الْأَمْرِ، وَاجْتِنَابِ النَّهْيِّ، وَتَحَمُّلِ جَلَلِ الْمُصَابِ. فمن الملاحظ : ُأن أَحَدُنَا يَمُرّ بِمُؤْمِنٍ مَرِيضٍ بِأَخْطَرِ الْأَمْرَاضِ، وَمَعَ ذَلِكَ يَتَأَلَّمُ جَلِيسُهُ أَكْثَرَ مِنْ أَلَمِهِ لِمَا يَرَى مِنْ مُصَابِهِ، وَهُوَ رَاضٍ بِقَدَرِ اللهِ -تَعَالَى-، مُطْمَئِنُّ الْقَلْبِ، لَا يَفْتُرُ لِسَانُهُ عَنِ الْحَمْدِ، وَكُلُّنَا قَدْ شَاهَدَ ذَلِكَ مِرَارًا؛ إِنَّهَا مَعُونَةُ اللهِ -تَعَالَى- لِلطَّائِعِينَ فِي طَاعَاتِهِمْ، وَلِلْمُصَابِينَ فِي مُصَابِهِمْ. وقد قدَّرَ اللهُ عزَّ وجلَّ لكلِّ إنسانٍ رِزقَه بقدْرِ ما يَحتاجُ إليه؛ حتى لا يَشغَلَ الإنسانُ نفْسَه بالتَّدبيرِ لِحياتِه؛ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد دبَّرَ له ذلك. وَقد يُصَابُ الْمُؤْمِنُ بِكَارِثَةٍ تَطِيشُ فِيهَا الْعُقُولُ وَالْأَحْلَامُ، فَيُعَالِجُ صَدْمَتَهُ بِالْحَمْدِ وَالِاسْتِرْجَاعِ، وَيَقْهَرُ نَفْسَهُ عَلَى الصَّبْرِ وَالرِّضَا، فَيُنْزِلُ اللهُ -تَعَالَى- مَعُونَتَهُ لَهُ، وَيَجِدُ فِي قَلْبِهِ مِنْ حَلَاوَةِ الرِّضَا مَا يُسَكِّنُهُ، وَيَقْضِي عَلَى مُرِّ الْقَضَاءِ بِتَذَكُّرِ حَلَاوَةِ الْجَزَاءِ؛ فمَعُونَةُ اللهِ تَعَالَى لِعِبَادِهِ، تنْزِلُ عَلَى قَدْرِ مَا أُصِيبُوا بِهِ مِنْ شِدَّةٍ، لِتَزُولَ شِدَّتُهُمْ أَوْ تُخَفَّفَ عَنْهُمْ. وَإِنَّهُ الصَّبْرُ يُنْزِلُهُ اللهُ -تَعَالَى- عَلَى أَهْلِ الْبَلَاءِ بِقَدْرِ بَلَائِهِمْ؛ لِئَلَّا يَقْتُلَهُمْ بَلَاؤُهُمْ كَمَدًا وَضِيقًا وَيَأْسًا. وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كما في الحديث المتقدم: «إِنَّ اللهَ -تَعَالَى- يُنْزِلُ الْمَعُونَةَ عَلَى قَدْرِ الْمَؤُنَةِ، وَيُنْزِلُ الصَّبْرَ عَلَى قَدْرِ الْبَلَاءِ» وَفِي رِوَايَةٍ: «إِنَّ الْمَعُونَةَ تَأْتِي مِنَ اللهِ لِلْعَبْدِ عَلَى قَدْرِ الْمَؤُنَةِ، وَإِنَّ الصَّبْرَ يَأْتِي مِنَ اللهِ عَلَى قَدْرِ الْمُصِيبَةِ» (رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَالْبَيْهَقِيُّ). والمعنى : “تنزلُ المَعونةُ”، أي: الإعانةُ بجَميعِ صُوَرِها؛ مِن مالٍ وغيرِه، ” مِن السَّماءِ”، أي: يُنَزِّلُها اللهُ عزَّ وجلَّ على العبْدِ “على قدْرِ المُؤْنةِ”، والمُؤْنةُ هي القُوتُ الذي يُحتاجُ إليه، وقِيل: هي الشِّدَّةُ والتَّعبُ، والمعنى: أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُنَزِّلُ للعبْدِ رِزقَه على قدْرِ حاجتِه؛ فإنْ كانت حاجتُه قليلةً قلَّلَ، وإنْ كانت كثيرةً أمَدَّه اللهُ بمَعونتِه، وعِمادُ ذلك طلَبُ المَعونةِ مِن اللهِ تعالى بصِدقٍ وإخلاصٍ؛ فالعبْدُ حينئذٍ مُجابٌ فيما طلَبَ مِن المَعونةِ، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ” ويَنزِلُ الصَّبرُ”، أي: يأْتي مِن اللهِ تعالى للعبْدِ المُصابِ، “على قَدْرِ المُصيبةِ”؛ فإنْ عظُمَت المُصيبةُ أفرَغَ اللهُ عليه صبْرًا كثيرًا؛ لُطْفًا منه تعالى به؛ لئلَّا يَهلِكَ جَزعًا، وإنْ خفَّتَ فبقَدْرِها. وفي الحَديثِ: إرشادٌ إلى الاعتِصامِ بحَولِ اللهِ وقوَّتِه، وتَوجيهِ الرَّغباتِ إليه بالسُّؤالِ والابتهالِ. وفيه: نهْيُ العَبْدِ عن الإمساكِ والتَّقتيرِ على رعيَّتِه؛ مِن عِيالٍ وغيرِهم. وفيه: إرشادٌ إلى الصَّبرِ على شَدائدِ الدُّنيا، وطَلبِ العَونِ مِن اللهِ سُبحانَه وتعالى .
أيها المسلمون
والعبد محتاج إلى عون الله تعالى في أموره كلها: في زيادة إيمانه، وفي ثباته عليه، وفي الاستجابة لأوامر الله تعالى، والانتهاء عن مناهيه، وفي الصبر على ما يكدر عيشه، وينغص حياته من مصائب الدنيا وابتلاءاتها؛ فإنه لا حول للعبد ولا قوة إلا بالله تعالى؛ ولذا فهو يستعين بالله تعالى بعد استجابته لأمره في كل ركعة يصليها : ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]. وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه بذلك فقال: «يا مُعَاذُ والله إني لَأُحِبُّكَ، والله إني لَأُحِبُّكَ، فقال: أُوصِيكَ يا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كل صَلَاةٍ تَقُولُ: اللهم أَعِنِّي على ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» رواه أبو داود. وهذا الدعاء من أسباب الإعانة على الطاعات، والانتهاء عن المحرمات، والصبر على الابتلاءات؛ لأن من أُعين على ذكر الله تعالى ذكره في تلك المواطن؛ فبادر إلى طاعته، وانتهى عن معصيته، وصبر في مصيبته. ومن أعين على شكر الله تعالى لحظ نعمه عز وجل فقادته للطاعة، وحجزته عن المعصية؛ شكرا لله تعالى، وجعلته يزن مصابه بما أفيض عليه من نعم كثيرة، فلا يجزع ولا يسخط، بل يرضى ويسلم، ولا يزال كذلك حتى يحقق حسن العبادة بتحقيق الإخلاص والمتابعة. فإذا حاز العبد عون الرب تبارك وتعالى سهل عليه كل عسير، وانحلت له كل عقدة، ولا يسير في درب إلا يُسِّر له، يتعثر غيره وهو لا يتعثر. يراه الناس ضعيفا مستضعفا فلا يأبهون به، وما علموا أن عون الله تعالى لا ينقطع عنه، قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رضي الله عنه: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا عَوْنُ اللَّهِ لِلضَّعِيفِ مَا غَالَوْا بِالظَّهْرِ». وإذا أعين العبد على الطاعات سارع إليها، واستكثر منها؛ فلا طريق إلى الخير إلا سلكه، ولا بابا للبر إلا ولجه، يأخذ حظه من كل عبادة، ويقدر على ما لا يقدر عليه غيره من الطاعة؛ لأن عون الله تعالى يرافقه. وليكن معلوما أن إخلاص العبادة لله تعالى سبب للإعانة عليها، وحسن النية في التعامل مع الناس يجعل العبد معانا عليهم، قال سالم بن عبدالله بن عمر رضي الله عنهم: (عون الله تعالى على قدر النية، فمن تمت نيته في الخير تم عون الله له، ومن قصرت نيته قصر من العون بقدر ما قصر منه) . ومن أسباب معونة الله تعالى للعبد أن يملأ قلبه بالثقة بالله تعالى، والتوكل عليه، والإنابة إليه، ولا يعتمد على الأسباب الظاهرة وينسى مسببها سبحانه وتعالى، قال أبو القاسم الأصبهاني رحمه الله تعالى: (القلب إذا مال إلى الأسباب وكل إليها بقدر ميله إليها، وفقد من معونة الله تعالى وتأييده على قدر ذلك) .
أيها المسلمون
روى الإمام الترمذي في سننه بسند حسنه: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ثَلاَثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمُ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الأَدَاءَ وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ». فهذا وعد من الله تعالى بعون من يتزوج ابتغاء العفة، فمن لم يكن عنده مال كاف، أو كان في ضيق من العيش، وتزوج ليحصن نفسه، وتوكل على الله تعالى، أعانه الله وأغناه ، ويؤيد ذلك قوله تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (32) ،(33) النور، وعن ابن عباس أنه قال: (أمر الله سبحانه بالنكاح ورغبهم فيه، وأمرهم أن يزوجوا أحرارهم وعبيدهم ووعدهم في ذلك الغنى)، وعن ابن مسعود أنه قال: (التمسوا الغنى في النكاح، يقول الله: (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ). وذكر ابن كثير في تفسيره: أن أبا بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ قال: (أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح، ينجز لكم ما وعدكم به من الغنى)، فهذا وعد بالغنى للمتزوجين طلبا لرضى الله، واعتصاماً من معاصيه، والله لا يخلف الميعاد .
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( المعونَةُ علَى قَدْرِ المؤْنَةِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
رُوي في صحيح البخاري: (عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ بِمِنًى فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. فَخَلَيَا فَقَالَ عُثْمَانُ هَلْ لَكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي أَنْ نُزَوِّجَكَ بِكْرًا ، تُذَكِّرُكَ مَا كُنْتَ تَعْهَدُ، فَلَمَّا رَأَى عَبْدُ اللَّهِ أَنْ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى هَذَا أَشَارَ إِلَىَّ فَقَالَ يَا عَلْقَمَةُ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهْوَ يَقُولُ: أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ قَالَ لَنَا النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»، وفي رواية له: (قَالَ عَبْدُ اللَّهِ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – شَبَابًا لاَ نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهُ – صلى الله عليه وسلم – « يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»، فالمعونة والمساعدة تأتي من الله تعالى على قدر التكاليف، والحاجة، والمؤونة، ورزق العبد يأتيه بقدر حاجته، وعطيته، وتكاليف نفقته، وهو أمر محسوس؛ وفي صحيح مسلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ». وَقَالَ «يَمِينُ اللَّهِ مَلأَى – وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ مَلآنُ – سَحَّاءُ لاَ يَغِيضُهَا شَيْءٌ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ». (والمعونَةُ علَى قَدْرِ المؤْنَةِ) فمن نوى عملا صالحا كحفظ القرآن وغيره؛ فإن الله تعالى يأجره بقدر نيته، وفي صحيح البخاري: (أن عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ – رضي الله عنه – عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ »
الدعاء