خطبة عن ( الغرباء )
يوليو 7, 2016خطبة عن ( من أسباب مغفرة الذنوب )
يوليو 7, 2016الخطبة الأولى ( نقل الاشاعات وخطورتها )
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام….. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله سبحانه وتعالى 🙁 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا.. إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ..أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ .. فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) الحجرات 6
إخوة الاسلام
إن شئتم أن تسموا هذا الزمان فهو زمان الإشاعات ..وهذه الآية الكريمة توضّح لنا بأنه يجب علينا أن نتبيّن وأن نتثبّت من الأخبار التي نسمعها، ولا يجوز لنا شرعًا أن نردّد خبرًا إذا كنا غير متأكّدين منه.. كما لا يجوز شرعًا للمسلمين .أن يصغوا بآذانهم ويسمعوا لمروّجي الإشاعات. وإن الله عز وجل قد ذمّ أولئك الذين يستمعون للأكاذيب والشائعات بقوله في سورة المائدة:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنْ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنْ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ ) المائدة 41.. وإن من أعظم الشائعات التي تعرض لها رسول الله واصحابه حادثة الإفك.. تلك الشائعة التي طعنت في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم..واتهمت ام المؤمنين عائشة بالزنا ..هذه الشائعة التي هزت بيت النبوة شهراً كاملاً، بل هزت المدينة والمسلمين كلهم .. وقد حذّرنا ديننا الإسلامي العظيم من أن نكون أداة لنقل الأخبار الكاذبة والمضلّلة، حتى لا نكون مشاركين في ترويج الإشاعات بقصد أو بدون قصد، فنقع في الإثم الكبير، لقول رسولنا الكريم كما في البخاري:( وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ » .. كما حذّرنا ديننا العظيم من أن ننقل كل شيء نسمعه، لقول الرسول فيما رواه مسلم عن أبي هريرة . « كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ »). وفي رواية: ( كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ) ، وقد ذمّ الإسلام الثَّرْثَارين كثيري الكلام .. للحديث النبوي الشريف الذي أخرجه الترمذي وأحمد عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.(إن من أحبّكم إليّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن من أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة الثَّرْثَارُونَ والمُتَشَدِّقُونُ والمُتَفَيْهِقُون) قالوا: يا رسول الله، فما المُتَفَيْهِقُون؟ قال: (المتكبّرون)
أيها المسلمون
والاشاعة هي : (تلك الأحاديث والأقوال والأخبار التي يتناقلها الناس.والقصص التي يروونها.. دون التثبت من صحتها أو التحقق من صدقها ) .وإن نشر هذه الإشاعات سلاح خطير يفتك بالأمة ويفرّق أهلها، ويسيء ظن بعضهم ببعض، ويفضي إلى عدم الثقة بينهم،فكونوا على حذر من هذه الأخبار الكاذبة، والإشاعات المثبّطة، والمناورات السياسية، والحرب النفسية التي لا تقلّ خطرًا عن الحرب الفعلية. وكونوا على اتصال مستمر برب العالمين.. فالله لن يخذل أتباعه وجنده، والله لن يتخلّى عن وعباده…فكونوا هادئي الأعصاب.. مطمئني النفس.. لتفويت الفرصة على الأعداء، جاء في الحديث النبوي الشريف: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة)
اقول قولي واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (الشائعات)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له .. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
إننا نعيش في زمن كثر فيه ترويج الإشاعة، ولكي لا تؤثر هذه الإشاعات على المسلم بأي شكل من الأشكال، فلابد أن يكون هناك منهج واضح محدد لكل مسلم يتعامل فيها مع الإشاعات، ونلخصها في أربعة نقاط مستنبطة من حادثة الإفك، التي رسمت منهجاً للأمة في طريقة تعاملها مع أية إشاعة إلى قيام الساعة.. الأولى: أن يقدم المسلم حسن الظن بأخيه المسلم، قال الله تعالى:( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ )النور 12.. الثانية: أن يطلب المسلم الدليل البرهاني على أية إشاعة يسمعها قال الله تعالى: (لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ) النور 13.. الثالثة: أن لا يتحدث بما سمعه ولا ينشره، فإن المسلمين لو لم يتكلموا بأية إشاعة، لماتت في مهدها قال الله تعالى: ( وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) النور 16 ،الرابعة: أن يرد الأمر إلى أولى الأمر، ولا يشيعه بين الناس أبداً، وهذه قاعدة عامة في كل الأخبار المهمة، والتي لها أثرها الواقعي :قال الله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ) النساء 83 ، فحذار حذار من سماع الشائعات وتصديقا وتناقلها وكونوا لله طائعين فاللهم طهر السنتنا من الكذب
الدعاء