خطبة عن (أيها الشباب: أنتم مستهدفون فانتبهوا)
ديسمبر 23, 2017خطبة عن (خلق السخاء والكرم والبذل والعطاء)
ديسمبر 23, 2017الخطبة الأولى ( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ) (وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في الصحيحين واللفظ للبخاري (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ :« إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا » . وفي الصحيحين واللفظ للبخاري (أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ :« لاَ تَبَاغَضُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ » وفي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هَا هُنَا ». وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ « بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ».
إخوة الإسلام
« الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ » ، « وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا » ، هكذا يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة واضحة جلية ، لكل مسلم في كل زمان ومكان ،فالأخوة الإسلامية شجرة وارفة الظلال ، يستظل بفيئها من أراد السعادة ، الأخوة الإسلامية شجرة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ،إنها شجرة شهيّة ثمارها ، وطيّبة ريحها ، وتأوي إليها النفوس الظمأى ، لترتوي منها معاني الود والمحبة ، والألفة والرحمة . « الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ » ، « وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا »، إنها ليست مجرد علاقة شخصية ، ولكنها رابطة قوية متينة ، قائمة على أساس من التقوى وحسن الخلق ، وهي دليل واضح على تلاحم لبنات المجتمع ، ووحدة صفوفه ، وحسبك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ربط الأخوة بالإيمان ، والإسلام إذ ينهى عن التباغض ،والتحاسد ،والتدابر ،وغيرها من أسباب التفرق والتمزق والاختلاف ؛ فإنه يهدف إلى رعاية الإخاء الإسلامي ، وإشاعة معاني الألفة والمحبة ؛ حتى يسلم أفراد المجتمع من عوامل التفكك وأسباب التمزق، فتقوى شوكتهم ، ويصبحوا يدا واحدة على أعدائهم ؛ فالمؤمن ضعيف بنفسه ، قوي بإخوانه ، ومن هنا جاء التوجيه في محكم التنزيل بالاعتصام بحبل الله ، والوحدة على منهجه ، ونبذ كل مظاهر الفرقة والاختلاف ، يقول الله عز وجل في محكم آياته : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} ( آل عمران : 103 ) .وقال الله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) الحجرات 10. وقال الله تعالى : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) المائدة 54. وقال تعالى 🙁 مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) الفتح 29. ولن تبلغ هذه الوحدة بين المسلمين مداها ،حتى يرعى المسلم حقوق إخوانه من المسلمين ، ويؤدي ما أوجبه الله عليه تجاههم ، ولكي يتحقق ذلك ، لابد من مراعاة جملة من الأمور ، ومنها : العدل معهم ، والمسارعة في نصرتهم ونجدتهم بالحقّ في مواطن الحاجة ، كما قال الله عز وجل في كتابه العزيز : { وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} ( الأنفال : 72 ) ،وفي صحيح البخاري ( عَنْ أَنَسٍ – رضى الله عنه – قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا » . فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا ، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ « تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ » .
أيها المسلمون
وفي قوله صلى الله عليه وسلم : «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ» ،وقوله صلى الله عليه وسلم : «وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا» يجب على الإخوان أن يحب بعضهم بعضا ، وأن يحب كل واحد منهم لأخيه ما يحبه لنفسه ، ومما يؤلف بين القلوب ، ويقرب بينها : الهدايا: فالهدية تُذهِب السخيمة ، وتوجب المودة، وفي صحيح الأدب المفرد للبخاري (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تهادوا تحابوا”، وفي مسند أحمد :(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « تَهَادَوْا فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَغَرَ الصَّدْرِ ». ومما يؤلف بين القلوب ، ويقرب بينها : الاجتماع على العبادات ولا سيما على الصلوات الخمس والجمع والأعياد، فإن هذا يعين على المودة والأخوة، وفي قوله صلى الله عليه وسلم “وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوانَاً” فهذه الأخوة تقتضي حقوقا لا بد من الوفاء بها ومنها : أن يرد عليه السلام ، وأن يعوده إذا مرض، وأن يتبع جنازته إذا مات ، وأن يشمته إذا عطس، وأن يجيب دعوته. ومن الحقوق العامة: حق الطريق ، وحق النصيحة له ، وكف الأذى ، وصلة الأرحام ، وأن لا يفر المؤمن عن أخيه المؤمن في القتال، وأن يرعى المسلم أخاه المسلم في ظهر الغيب. ومن حقوق الأخـوة : الإعانة على قضاء الحوائج ، وتفريج كربته، وإدخال السرور على نفسه ، ففي البخاري يقول صلى الله عليه وسلم (وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » ، وفي المعجم للطبراني يقول صلى الله عليه وسلم ( ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهرا ) ،ومن حقوق الأخوة في الاسلام : التناصر ، ففي صحيح البخاري (عَنْ أَنَسٍ – رضى الله عنه – قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا » . فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا ، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ « تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ » ، ومن حقوق الأخوة في الاسلام : لين الجانب، وصفاء السريرة، وطلاقة الوجه، والتبسط في الحديث ، ومنها أن تستر عيب أخيك المسلم وتغفر له زلاته، وهذا من أعظم الحقوق، فالأخ ليس مَلَكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً، فإن زل الأخ في هفوة فهو بشر، فاستر عليه.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ) (وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
« الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ » « وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا » ، فالأخوة نعمة ربانية ومنحة إلهية يقذفها الله في قلوب عباده الأصفياء وأوليائه الأتقياء ، الأخوة نعمة من الله امتن بها الله على المؤمنين قال تعالى: (فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ) [ آل عمران:103 ]. وقال تعالى: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [ الأنفال: 63 ]. والأخوَّة هي رُوح الإيمان الحي، ولُبَاب المشاعر الرقيقة، التي يكنَّها المسلم لإخوانه ؛ حتى إنه ليحيا بهم ويحيا لهم، حتى كأنهم رُوح واحد حلَّ في أجسام متعدِّدة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى” البخاري ومسلم.
أيها المسلمون
ثم توّج النبي صلى الله عليه وسلم حديثه بالتذكير بحرمة المؤمن فقال صلى الله عليه وسلم : (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هَا هُنَا ». وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ « بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ».
الدعاء