خطبة عن (الرفق بالحيوان)
فبراير 10, 2016خطبة عن ( حق الطريق وآدابها)
فبراير 11, 2016الخطبة الأولى ( آداب الطريق في الإسلام )
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في الصحيحين : (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ » . فَقَالُوا مَا لَنَا بُدٌّ ، إِنَّمَا هِىَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا . قَالَ « فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا » قَالُوا وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ قَالَ « غَضُّ الْبَصَرِ ، وَكَفُّ الأَذَى ، وَرَدُّ السَّلاَمِ ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ »
إخوة الاسلام
ومن آداب الطريق في الإسلام : أن الإسلام حذر المسلم من أن يمشي بين الناس وهو يحمل سلاحا من أي نوع كان بطريقة مخيفة. لأن له تأثيراً على نفوس الناس بالإزعاج والإخافة. ففي البخاري ومسلم (عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا أَوْ فِي سُوقِنَا وَمَعَهُ نَبْلٌ فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا – أَوْ قَالَ فَلْيَقْبِضْ بِكَفِّهِ – أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا شَيْءٌ » ،ومن حقوق الطريق رد السلام فرد السلام فهو واجب ،ففي الصحيحين : ( أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ« حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلاَمِ ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ »
أيها المسلمون
ومن حق الطريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وهذا باب عظيم الشأن والقدر، به كانت هذه الأمة خير الأمم: “كُنتُم خَيرَ أُمةٍ أُخرِجَت لِلناسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ” (آل عمران: 110)، قال ابن كثير: قال عمر بن الخطاب: (من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها) (رواه ابن جرير) ومن لم يتصفوا بذلك أشبهوا أهل الكتاب الذين ذمهم الله – تعالى – بقوله: “كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ” (المائدة: 79) وبتركه يحل بهم العقاب. فقد روى الإمام أحمد في مسنده قال: (قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) إِلَى آخِرِ الآيَةِ وَإِنَّكُمْ تَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهَا وَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ وَلاَ يُغَيِّرُوهُ أَوْشَكَ اللَّهُ أَنْ يَعُمَّهُمْ بِعِقَابِهِ » .وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فوائد عظيمة للأمة، منها: نجاة سفينة المجتمع من الهلاك والغرق، ومنها قمع الباطل وأهله، ومنها كثرة الخيرات والحد من الشرور، ومنها استتباب الأمن، ومنها نشر الفضيلة وقمع الرذيلة. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مقصوراً على جهة معينة أو أناس معينين بل إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم، كلٌ بحسب استطاعته. والحديث الوارد في ذلك عام لم يخصص أحداً من أحد. (فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ». (رواه مسلم).ومن حقوق الطريق – أيضاً – إرشاد السائل عن الطريق، وهدايته إليه، سواءً كان ضالاً أو أعمى. وجاء هذا الحق مصرحاً به في حديث أبي هريرة في قصة الذين سألوا النبي عن حق الطريق قال: (وإرشاد السبيل) (رواه أبو داود). وفي حديث آخر لأبي هريرة ما يبين أن هداية السبيل من الصدقات، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : (ودل الطريق صدقة) (رواه البخاري). وحذر رسولنا – صلى الله عليه وسلم – من قضاء الحاجة في طريق الناس أو ظلهم، لأن ذلك حق عام، فلا يحل لامرئ أن يفسد على الناس طرقهم التي يمشون عليها، أو ظلهم الذي به يتقون حر الشمس. ومن آداب الطريق المستحب فعلها أن تعين الرجل على ركوب دابته إذا كان ذلك يشق عليه، أو تعينه في حمل متاعه، ويمكن فعل ذلك الآن، فإن بعض كبار السن قد لا يتمكن من الركوب في العربات المتحركة بسهولة، وخصوصاً إذا كانت كبيرة. وفعل ذلك من الصدقة التي يؤجر المسلم عليها. (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « كُلُّ سُلاَمَى عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ ، يُعِينُ الرَّجُلَ فِى دَابَّتِهِ يُحَامِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ يَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ ، وَدَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ » (رواه البخاري).
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( آداب الطريق في الإسلام ) 3
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن آداب الطريق المستحب فعلها – المحافظة على نظافة الطريق : فلقد اهتم الإسلام بالنظافة اهتماماً بالغا وجعل من الآداب الإسلامية الحفاظ على النظافة في سائر ما يرتبط بالحياة التي يعيشها الإنسان المؤمن، سواء بما يتعلق بنفسه، أو فيما يتعلق بلباسه، أو بيته وطريقه.في سنن الترمذي (سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ فَنَظِّفُوا أُرَاهُ قَالَ أَفْنِيَتَكُمْ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ. ) ومن آداب الطريق المستحب فعلها ،2- إفساح الطريق إن الطريق في الأساس وضعت للاستفادة منها في المرور، وهي حق عام للمارّة جميعاً لا تخص شخصاً دون الآخر، وتضييق الطريق عليهم هو سلب لحقهم هذا، لذلك ينبغي إفساح الطريق أمامهم فلا يقف في الطريق بشكل يضيقها. وكذلك لا تضع ما يعيق حركة المرور، بل من اللازم رفع أي شيء يؤدي إلى أذية المارة وتعثرهم، وقد أعد الله (عز وجل) لمن يتحلى بهذا الأدب ويسهل عبور المارة أجرا عظيما كما جاء في الأحاديث الشريفة. ففي سنن ابن ماجة (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « نَزَعَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ غُصْنَ شَوْكٍ عَنِ الطَّرِيقِ إِمَّا كَانَ فِي شَجَرَةٍ فَقَطَعَهُ وَأَلْقَاهُ وَإِمَّا كَانَ مَوْضُوعًا فَأَمَاطَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ بِهَا فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ ». وفي سنن أبي داود (عِنْدَ أَبِى ذَرٍّ قَالَ « يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ فِى كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ فَلَهُ بِكُلِّ صَلاَةٍ صَدَقَةٌ وَصِيَامٍ صَدَقَةٌ وَحَجٍّ صَدَقَةٌ وَتَسْبِيحٍ صَدَقَةٌ وَتَكْبِيرٍ صَدَقَةٌ وَتَحْمِيدٍ صَدَقَةٌ ».
أيها المسلمون
ومن خلال ما تقدم نعرف أن المؤمن يحمل هم الناس حتى الحجر من طريقهم والزجاج من طريق صغارهم…ومن حق الطريق اجتناب ما ينافي المروءة ،فهناك أمور لا تتناسب مع الشخصية المتزنة عرفا، والله تعالى يريد للمؤمن أن يكون متزنا في سلوكه واجتماعياته، ومن هنا أكد الشرع المقدس على جملة أمور ينبغي على المؤمن وضعها في محلها واجتنابها في الأماكن العامة سيما في الطرقات، حيث يعتبر فعلها في الطرقات منافياً للاتزان. ومن هذه الأمور تنافي المروءة : تناول الطعام: حيث ورد كراهيته في الشارع. ومضغ اللبان (العلك): لما فيه من استخفاف. والقهقهة والضحك بصوت عالٍ
الدعاء