خطبة عن (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ: فضائلها وشروطها ونواقضها)
سبتمبر 12, 2016خطبة عن ( محكمة العدل الإلهية)
سبتمبر 12, 2016الخطبة الأولى ( ماذا قدمت لدين الله ؟؟ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (69) العنكبوت، وقال تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (142) آل عمران ، وفي الصحيحين : (عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ – رضى الله عنه – سَمِعَ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ « لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ » . فَقَامُوا يَرْجُونَ لِذَلِكَ أَيُّهُمْ يُعْطَى ، فَغَدَوْا وَكُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَى فَقَالَ « أَيْنَ عَلِىٌّ » . فَقِيلَ يَشْتَكِى عَيْنَيْهِ ، فَأَمَرَ فَدُعِيَ لَهُ ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ ، فَبَرَأَ مَكَانَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ شَيْءٌ فَقَالَ نُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا . فَقَالَ « عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ ، فَوَ اللَّهِ لأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ » .
إخوة الإسلام
والله إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن و إنا لما حل بأمة التوحيد لمحزونون . أهذه هي الأمة التي زكاها الله بقوله تعالى: ” كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ” آل عمران 110…
أهذه هي الأمة التي زكاها الله بالوسطية و الاعتدال في قوله سبحانه : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) البقرة 143 ، أهذه هي الأمة التي زكاها الله في القرآن بالألفة والوحدة فقال سبحانه : (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) (92) ) الأنبياء.. إنك لو نظرت إلى الأمة في القرآن و نظرت عليها في أرض الواقع لانفلق كبدك من الحزن و البكاء على واقع أمة قد انحرفت كثيراً عن منهج الله جل و علا.. و عن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلقد غيرت الأمة شرع الله و انحرفت الأمة عن طريق رسول الله،
ولقد أصبحت الأمة الآن قصعة مستباحة لأحقر أمم الأرض ولأذل أمم الأرض و حق على الأمة قول الصادق كما في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الأُكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا ». قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ قَالَ « أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ». قَالَ قُلْنَا وَمَا الْوَهَنُ قَالَ « حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ». لقد أصبحت الأمة الآن أيها الأخيار غثاء من النفايات البشرية تعيش الآن كدويلات متناثرة متصارعة متحاربة تفصل بينها حدود جغرافية مصطنعة و نعرات قومية جاهلية و ترفرف على سمائها رايات القومية و الوطنية و تحكم الأمة قوانين الغرب العلمانية و تدور بالأمة الدوارات السياسية ذلت الأمة بعد عزة وجهلت الأمة بعد علم وضعفت الأمة بعد قوة وأصبحت في ذيل القافلة الإنسانية بعد أن كانت بالأمس القريب تقود القافلة كلها بجدارة ، إن هذا الواقع الأليم يستنفر جميع الهمم الغيورة و يستوجب أن يسأل كل واحد منا نفسه هذا السؤال… قل لنفسك الآن.. و أنا أقول لنفسي الآن : ماذا قدمت لدين الله جل و علا ؟
أيها المؤمن
ما هو الهم الأول في خريطة همومك وحياتك ؟… لا بد من مصارحة للنفس نقب عن الهم الأول في خريطة همومك التي تحملها في هذه الحياة الدنيا … أنت ما خلقت إلا للعمل لدين الله و إلا لعبادة الله و إلا لطاعة الله قال جل في علاه ” قال تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (56) الذاريات ،هذه هي الغاية و تلك هي الوظيفة التي تحولت في حياتنا إلى فرع وظن قطاع عريض من المسلمين أن الدعوة إلى الله إنما هو أمر مقصور على فئة معينة من العلماء الصادقين و الدعاة المخلصين ،فهذا ورب الكعبة وهم كبير فإنا جميعاً أيها الأخيار ركاب سفينة واحدة إن نجت هذه السفينة نجونا و إن هلكت هلكنا
أيها المسلم ، وأيتها المسلمة
ماذا قدمت لدين الله ؟ سؤال يجب ألا نمل طرحه، وألا نسأم تكراره؛ لنحيي في القلوب قضية العمل لهذا الدين،
هذا الدين الذي تعب من أجله آدم وناح لأجله نوح ورُمى في النار الخليل وأُضجع للذبح إسماعيل وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين ونُشر بالمنشار زكريا وذُبح السيد الحصور يحيى وقاسى الضُّر أيوب وزاد على المقدار بكاء داود وسار مع الوحش عيسي وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم ». أخي … هل بذلت جُهدا في خدمة دينك ولو كان قليلا ؟؟. هل أهديت لقريب أو زميل شريطا بعد أن سمعته أو كتيبا بعد أن قرأته ؟؟.
هذه المنكرات التي في مجتمعاتنا لم تنتشر في يوم وليله، ولكن انتشرت لأن واحدا فعل وواحد سكت وهما شريكان في الإثم ،ولا ينجو إلا من نهى عن المنكر وأمر بالمعروف بمعروف. فهل استشعرت وجوب مشاركتك في إزالة المنكر؟ ، ففي مجالسنـا ومجتمعنا من يشوش على الناس مفاهيمهم ويُلّبس عليهم دينهم وينتقص أهل الصلاح منهم ! فهل وقفت مُنافحا ومُدافعا بالتي هي أحسن ؟! . ماذا قدمت لدين الله ؟، من لهذا الدين المتين ـ بعد رب العالمين ـ إلا أنت وأمثالك؟ ، ما لم تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذاً ؟! ،إن الغيرة على دين الله دليل على محبة الله ودليل على الإيمان الصادق في قلب العبد، ومن لا يغار على محارم الله ضعيف الإيمان أخبر بذلك الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه فيما أخرجه الإمام مسلم بقُوله صلى الله عليه وسلم (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ). أرأيت أخي الحبيب إلى البحر العظيم ذو الأمواج الهائلة ،إنه يفور غيرةً لانتهاك محارم الله ؛ فقد أخرج الإمام أحمد عن عُمَر بْنُ الْخَطَّابِ ا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: (( لَيْسَ مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا وَالْبَحْرُ يُشْرِفُ فِيهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلَى الْأَرْضِ يَسْتَأْذِنُ اللَّهَ فِي أَنْ يَنْفَضِخَ عَلَيْهِمْ –أي على عصاة بني آدم-فَيَكُفُّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ-كرما منه ورحمة)) ،كل ذلك غيرة على محارم الله. ماذا قدمت لدين الله ؟ هذه أسلحة الإعلام مدججة لطمس نور فطرة الله التي فطر الله الناس عليها، فهذه مسلسلات وتلكم أفلام وبرامج وأغنيات.. تُذبح فيها الفضيلة، ويُطمس فيها الشرف، حتى صار القُبح عُرفاً والباطل عادة. ماذا قدمت لدين الله ؟ تأمل في الهدهد -ذلكم الطائر الأعجم حين كان في مملكة على رأسها نبي، لم يفهم من ذلك أنه قد أخذ إجازة من أجل ألا يعمل لدين الله. الهدهد تحرك ليعمل للدين؟ لقد شاهد الهدهد قوما يعبدون الشمس من دون الله ،فماذا فعل ؟إنه لم يقف موقفا سلبيا ، وإنما ذهب وتحرك وتقصى ، وألقى بالنبأ إلى سليمان عليه السلام ، باذلا بذلك كل وسعه في تغيير المنكر. لقد فعل الهدهد ذلك كله دون تكليف مسبق ، أو تنفيذ لأمر صادر ، وجلب للقيادة المؤمنة خبرا أدى إلى دخول أمة كاملة في الإسلام . ماذا قدمت لدين الله ؟
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أوائل اهتماماته صِيَاغَةُ الشَّخصية الدعوية التي تحمل هَمَّ الدين وتبذُل له . وكان أول من دعاه النبي صلى الله عليه وسلم للإسلام هو أبو بكر الصديق ا ، الذي تحرك من أول يوم ينشر هذا الدين حتى دخل بجهوده الدعوية في أول الأمر خمسة مّن المبشرين بالجنة. وهذا الداعية الكويتي عبد الرحمن السميط يدعو إلى الله في أدغال أفريقيا فيُسلم على يديه ثلاثة ملايين شخص . وهذه امرأة تدعو بالمراسلة على شبكة الانترنت ويُسلم على يديها الآلاف وهي امرأة مقعدة لا يتحرك مها إلا رأسها . وها هو شاب مصري يهتدي على يديه عبر الانترنت ما يزيد على خمسمائة من النصارى. قال عليه الصلاة والسّلامُ: ((مَن دَعا إلى هُدى كان له من الأجرِ مِثلُ أجورِ مَن تَبِعَه، لا ينقص ذلك من أجورِهم شيئًا)) رواه مسلم. واهتِداءُ رجلٍ واحدٍ بسَبَب دعوتك ونصيحتك خيرٌ لك من أنفَسِ الأموال، يقول عليه الصلاة والسلام: ((فوَ الله، لأن يهدِيَ الله بكَ رَجلاً واحدًا خيرٌ لك مِن حُمُر النَّعَم)) متفق عليه.
وهكذا العلماء والدعاة في كل زمان وحين هم الأئمة الأعلام, الأمة بهم تهتدي, والناس بحسن دعوتهم تقتدي, هم الأنوار التي تنجلي بهم غياهب الظلمة, هم نجوم الأمة اللامعة, وشموسها الساطعة, بالعلماء العاملين والدعاة الصادقين يحفظ دين الأمة وتشاد معالم الملة وترفع راية السنة, وتصان عزة الأمة وكرامتها, هم ورثة الأنبياء في أممهم وأمناؤهم على دينهم. فكن مثلهم داعياً وناصحاً ,آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر بحسب ما عندك من العلم والجهد والقدرة والطاقة ،وحسب موقعك ومنزلتك ،ولتُقدم ولو عملاً بسيطا للدعوة إلى الله في منزلك أو عشيرتك أو مدرستك أو وظيفتك ،بقلمك إن كنت كاتبا وعقلك إن كنت مفكراً ومالك وأمانتك إن كنت تاجراً ،وإتقانك للعمل وسرعة انجازك للمعاملات إن كنت موظفاً. قال صلى الله عليه وسلم : (بلغوا عني ولو آية) رواه البخاري. فبلغوا فيها تكليف وعني فيها تشريف ولو آية فيها تخفيف : على المرء أن يسعى إلى الخير جهده *** وليس عليه أن تتم المقاصد
فماذا قدمت لدين الله ؟ ،أخي الحبيب: لعل هذه الكلمات تُحرّك جذوة من نار الحرقة للإسلام في قلوبنا ،وعلّ جمرة الإحساس بواجب الاهتمام بالمسلمين تشتعل في جوانحنا وعلّ جليد الركون للدنيا والنوم والكسل يذوب من حياتنا لكي ننطلق للدين عاملين وللإسلام ناصرين.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( ماذا قدمت لدين الله ؟؟ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
تعلموا من أصحاب النبي المختار الذين فهموا أن الانتماء لدين الله جل و علا يستوجب أن يبذل الواحد منهم أقصى ما في طوقه من جهد لهذا الدين….هذا هو صديق هذه الأمة الأكبرــ شرح الله صدره للإسلام فنطق بالشهادتين بين يدي رسول الله و على الفور في التو و اللحظة يستشعر مسئوليته تجاه هذا الدين…. تحرك الصديق بكلمات يسيرة جداً هل تصدق أيها المسلم أن الصديق بهذه الكلمات المخلصة الصادقة قد عاد إلى النبي في اليوم التالي مباشرة لإسلامه بالخمسة من العشرة المبشرين بالجنة؟! وخذ هذه الرسالة الرقيقة من أبي محجن الثقفي رضي الله عنه … رجل مدمن لشرب الخمر !… سبحان الله، مع أنه فارس مغوار إذا نزل الميدان أظهر البطولة و الرجولة و لكنه ابتلي بإدمانه لشرب الخمر … فأمر سعد بن أبي وقاص خال رسول الله أن يمنع أبو محجن من المشاركة في المعركة و أن يقيد حتى تنتهى المعركة لأنه لا تقام الحدود في أرض العدو و قيد أبو محجن و بدأت المعركة و ارتفعت أصوات الأبطال و قعقعة السيوف و الرماح و تعالت أصوات الخيول و انفتحت أبواب الجنة لتطير إليها أرواح الشهداء.. و هنا احترق قلب أبي محجن!.. الذي جيء به على معصية؟.. نعم ،احترف قلبه و بكى و نادى على زوج سعد بن أبي وقاص سلمى و قال لها أسألك بالله يا سلمى أن تفكي قيدي و أن تدفعي لي سلاح و فرس سعد ـ لأن سعداً قد أقعده المرض عن المشاركة في القادسية إلا بالتخطيط ـ فرقت سلمى لحال أبي محجن ففكت قيده و دفعت له السلاح و الفرس و قال لها : لكي علي إن قتلت فالحمد لله!… وإن أحياني الله جل و علا أن أعود إلى قيدي لأضعه في رجلي بيدي مرة أخرى!.. و انطلق أبو محجن و تغير سير المعركة على يد بطل… على يد فارس… حتى قال سعد الذي جلس في عريش فوق مكان مرتقع ليراقب المعركة قال سعد: والله لولا أني أعلم أن أبى محجن في القيد لقلت بأن هذا الفارس أبو محجن و لو لا أني أعلم أن البلقاء في مكانها لظننت أنها البلقاء فردت عليه زوجه و قالت نعم!.. إنها البلقاء و إنه أبو محجن و حكت له ما قد كان و لما انتهت المعركة دخل سعد بن أبي وقاص على أبي محجن في موقعه في سجنه فوجد ابو محجن قد وضع القيد بيديه في رجليه كما كان مرة أخرى!! فبكى سعد بن أبي وقاص و رق لحاله و قال له : قم يا أبا محجن و فك القيد عن قدميه بيديه و قال له سعد : والله لا أجلدك في الخمر بعدها أبدا ،
أيها المسلمون
ونأتي إلى السؤال : كيف تخدم دين الله ؟ – من أعظم الأعمال التي تخدم بها هذا الدين : أن تجعل بيتك بيتاً مسلما في أفراده ومسلماً في أساسه ومسلماً في معداته وأجهزته تُنشر فيه الفضائل وتحارب الرذائل . – ومشاركة إخوانك الصالحين في نشاطهم في الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة فيمكنك الاتصال بهم والعمل معهم والمرء قليلٌ بنفسه كثيرٌ بإخوانه . – وشارك في الدعوة إلى الله بسنة تنشرها أو بفضيلة تدعو إليها أو كلمة تلقيها أو مطوية تبثها، المهم أن تكون إيجابيًا في مجتمعك. – وفرّغ شيئاً من وقتك لتتعلم دينك، لتفهم دينك فهماً صحيحاً على أيدي العلماء العاملين، والدعاة الصادقين، فمن المُحال أن تنصر شيئاً تجهله. – وتخفف من ذنوبك بالتوبة النصوح واعلم بان بني إسرائيل مُنعوا القطر بسبب ذنب رجل في سبعين ألف رجل. – واتبع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم واعلم أن المسلمين في معركة احد لم ينتصروا بسبب مخالفة لأمر رسولنا صلى الله عليه وسلم . – وكُن مخلصا صادقا في أقوالك وأفعالك وحركاتك وسكناتك . – وتخلق بالخلق الحسن واعلم أن لسان الحال أبلغ من لسان المقال. – فأدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة واعلم أن الدعوة سائرة بك أو بدونك فاسأل الله أن يشرفك بالدعوة لدينه .
وتخير الصاحب الذي يعينك علي الخير ويدلك عليه ،الصاحب الذي إذا ذكرت الله أعانك وإذا نسيت ذكّرك. الصاحب الذي يُذكّرك بعيوبك لأجل إصلاحها لا ليعيرك بها . – وكُن ليّن الجانب طيب المعشر هينا سمحاً في تعاملاتك مع إخوانك ومع الناس ،واعلم أن اللين في الخطاب والبسمة علي المُحيا هما مفتاح قلوب الناس . – وابذل من مالك للدعوة إلى الله فالدال على الخير كفاعله. – وسل الله في دعائك أن يعز الإسلام وينصر المجاهدين. ويؤيد الدعاة الصادقين ويخذل ويكبت كل من ناوأ الدعوة وكل من حاصر الكلمة وكل من وقف في وجه رسالة أنبياء الله.أخي الحبيب :
تعال ضع يدك في يدي وهيا بنا ننطلق ونخدم هذا الدين فالمرء قليل بنفسه كثيرٌ بإخوانه، ودعنا نتكاتف ونكثّر السواد في خدمة الدين بإخلاص جمعني الله وإياك في مستقر رحمته ودار كرامته .
الدعاء