خطبة عن ( ضوابط الأخوة في الله)
فبراير 11, 2016خطبة عن (الأخوة والحب في الله)
فبراير 11, 2016الخطبة الأولى (فضائل الحب في الله، وحقوق الاخوة)
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في مسند أحمد : ( عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ لَتُرَى غُرَفُهُمْ فِى الْجَنَّةِ كَالْكَوْكَبِ الطَّالِعِ الشَّرْقِىِّ أَوْ الْغَرْبِىِّ فَيُقَالُ مَنْ هَؤُلاَءِ فَيُقَالُ هَؤُلاَءِ الْمُتَحَابُّونَ فِى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ».
إخوة الإسلام
من فضائل الحب في الله : ـ أن الحب في الله من أسباب دخول الجنة ، (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَىْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ ».( رواه مسلم ) ،ومن الأدلة على أن الأخوة في الله عز وجل لها فضلٌ عظيم وأجرٌ جسيم وعلى عظمها ومنزلتها العالية -أن الله عز وجل وصف أهل الجنة بأنهم إخوة في الله، قال الله عز من قائل: ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ) [الحجر:47] ، فإذا دخل أهل الجنة الجنة لا يزال في صدورهم بعض الأشياء العالقة من الدنيا، فإذا دخلوا الجنة نزع الله من صدورهم الغل فصارت عندهم أخوة نقية ما فيها شائبة واحدة.
أخي في الله
وهناك صفات وعلامات لمن تختاره أخا لك في الله ، وإلا ابتعدت عنه ومنها : (1) أن يكون ذا دين وتقوى ، بخلاف من ليس كذلك ، ولكل منهما علامات يعرف بها ، فعلامة ذي التقوى : حرصه على فرائض الله ، كالصلاة ونحوها ، ونظافة لسانه من السب واللعن والغيبة وغيرها ، ونصحه لصاحبه ، ومحبته للصالحين ، وبعده عن الرذائل والفواحش ، وإعانته على الطاعة وتثبيطه عن المعصية ، ونحو ذلك من الصفات ، وعلامة ضده بضد ذلك . قال صلى الله عليه وسلم : (لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي) . (رواه أبوداود والترمذي) ،( ب ) أن يكون عاقلاً ، فلا خير في صحبة الأحمق ، لأنه قد يريد نفعك فيضرك. ( ج ) أن يكون حسن الأخلاق ، فسيء الخلق ضرره إليك واصل ، ولو لم يكن من ذلك إلا أنه قد يعديك بسوء طباعه ، أو يؤذيك بكثرة خصامه . ( د ) أن يكون صاحب سنة ، وإياك وصاحب البدعة ، فإنه يجرك إلى بدعته ، ولا أقل من أن يشوش فكرك ، ويؤذي خاطرك
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (الأخوة والحب في الله ) 2
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين أما بعد أيها المسلمون
وللأخوة حقوق وآداب ، والقيام بها يشعر بصدق هذه المحبة في الله تعالى ، ومنها . 1 ـ السلام ، والبشاشة عند اللقاء ، ( فعَنْ أَبِى عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ ،قَالَ لِيَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ ». (رواه مسلم )، 2 ـ الهدية ، ولها أثر كبير في زيادة المحبة ، وإذهاب ما في النفوس ، قال صلى الله عليه وسلم : (تهادوا تحابوا ) .(رواه البخاري في الأدب )، 3 ـ الدعاء له ، (فعَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ » (رواه مسلم ) ،4 ـ إخباره بهذه المحبة ، (عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ – وَقَدْ كَانَ أَدْرَكَهُ – عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ » ) . (رواه أبوداود ) ،أي يقول له : إني أحبك في الله ، ويرد عليه : أحبك الذي أحببتني له . 5 ـ الزيارة ، والأفضل كونها بين فترة وأخرى ، لا قليلة فتنتج الجفاء ، ولا كثيرة فتؤدي إلى السآمة والملل قال صلى الله عليه وسلم : (زر غباً ، تزدد حبا )، (صحيح الجامع )، وقيل : زر غباً تزد حباً فمن أكثر التكرار أقصاه الملل ، 6 ـ المعونة ، وقضاء الحوائج ، وأعلى مراتبها : تقديم حوائجه على حوائج النفس ، وأوسطها القيام بحوائجه من غير طلب منه ، مع كونها غير متعارضة مع حوائج النفس ، وأقل ذلك بحوائجه بعد طلبه . 7 ـ ستر معايبه ، وحفظ سره والقيام له بحق النصيحة بأدب وستر ، والدفاع عن عرضه ، والتجاوز عن زلاته ، وحسن الخلق معه ، وغير ذلك . ونواصل الحديث
الدعاء