خطبة عن (كان ميلاد الرسول ميلادا لأمة)
سبتمبر 1, 2024خطبة عن محبة الله لرسوله (مَا أَرَى رَبَّكَ إِلاَّ يُسَارِعُ لَكَ فِي هَوَاكَ)
سبتمبر 1, 2024الخطبة الأولى ( ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ..إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) آل عمران 164،وقال سبحانه (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ..عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ..حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ.. بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) التوبة 128،
إخوة الاسلام
لقد كانت “أم القرى مكة” ومن حولها على موعد مع حدث عظيم ، حدث له تأثيره في مسيرة البشرية وحياة البشر طوال أربعة عشر قرنًا من الزمان، وسيظل هذا الحدث يشرق بنوره على الكون، ويرشد بهداه الحائرين، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها .فكان هذا الحدث هو ميلاد النبي “محمد” صلى الله عليه وسلم ، فميلاده صلى الله عليه وسلم هو أهم حدث في تاريخ البشرية على الإطلاق ، منذ أن خلق الله الكون، وسخر كل ما فيه لخدمة الإنسان، وكأن هذا الكون كان يرتقب قدومه منذ أمد بعيد ، فهو صلى الله عليه وسلم قمة الهرم الانساني ،وتاج الجنس البشري .وفي (12 من ربيع الأول) من عام الفيل ، شرف الكون بميلاد سيد الخلق ، وخاتم المرسلين “محمد” صلى الله عليه وسلم. فهو صلى الله عليه وسلم ..محمد ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب من ولد إسماعيل عليه السلام.. وجاء في ( سنن الترمذي ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ بَنِى كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ بَنِى كِنَانَةَ قُرَيْشًا وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِى هَاشِمٍ ». ولهذا قال ابن عباس: لم يكن بطن من بطون قريش إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم نسب يتصل بهم كما روي البيهقي في سننه والطبراني في معجمه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خرجت من نكاح.. ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء)..و في صحيح البخاري عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :« بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِى آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا ، حَتَّى كُنْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِى كُنْتُ فِيهِ »
أيها المسلمون
وبمولده صلى الله عليه وسلم ولد الهدى ..وأشرق الضياء وعم النور ..فمولده صلى الله عليه وسلم مولد للإيمان بعد الكفر.. ومولد للهداية بعد الضلال ..ومولد للحق بعد الباطل ..ومولد للنور بعد الظلام ،فقد ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين فعن أبي قتادة قَالَ (وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ قَالَ « ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَىَّ فِيهِ » .. وكان مولده عليه الصلاة والسلام عام الفيل .. وتوفي أبوه عبد الله وهو في بطن أمه.. وفي المستدرك، أنه صلى الله عليه وسلم قال ( دعوة أبي إبراهيم و بشارة عيسى قومه و رؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام )..ولما ولدته أمه أرسلت الى جده عبد المطلب تبشره بحفيده ..فجاء مستبشرا ..ودخل به الكعبة ..ودعا الله وشكره.. وسماه محمدا ليكون محمودا في الأرض والسماء …فهو محمود عند ربه. ومحمود عند أهل السماء ، ومحمود عند أهل الأرض ، وهو صلى الله عليه وسلم محمود في صفاته وأخلاقه ، و هو صلى الله عليه وسلم محمود في سلوكه وآدابه ، وهو صلى الله عليه وسلم محمود في عبادته وخلواته ، و هو صلى الله عليه وسلم محمود في صمته وكلامه ..وهو صلى الله عليه وسلم محمود مع أصحابه وأعدائه.. وعند أهله وجيرانه ..وعند أقاربه وأرحامه ،وهو صلى الله عليه وسلم محمود في كل شيء .لأنه محمود في الأرض والسماء. لذلك فهو محمد ،وفي صحيح البخاري ومسلم (جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ – رضى الله عنه – قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِى يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِى يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي ، وَأَنَا الْعَاقِبُ »
أيها المسلمون
ومن الآيات التي حدثت إبان مولده : فقد روى الحاكم في مستدركه عن حسان بن ثابت قال : والله إني لغلام يفعة ،ابن سبع سنين أو ثمان ،أعقل كل ما سمعت ،إذ سمعت يهوديا يصرخ بأعلى صوته ،على أطمة ( بيثرب ) : يا معشر يهود.. حتى إذا اجتمعوا إليه ، قالوا له : ويلك.. مالك ؟ قال : طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به) أما عن حواضنه ومراضعه عليه الصلاة والسلام.. فقد روى ابن إسحاق ، والحاكم في مستدركه وغيره :(عن نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له : يا رسول الله أخبرنا عن نفسك . قال( نعم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام ..واسترضعت في بني سعد بن بكر ) ..ثم يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدث له من شق صدره وهو عند مرضعته حليمه فيقول كما في صحيح السيرة النبوية للألباني ، روى ابن إسحاق عن نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له: يا رسول الله أخبرنا عن نفسك. قال: ( فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بهما لنا إذ أتاني رجلان عليهما ثياب بيض بطست من ذهب مملوء ثلجا ثم أخذاني فشقا بطني واستخرجا قلبي فشقاه فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه ثم قال أحدهما لصاحبه : زنه بعشرة من أمته . فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال : زنه بمئة من أمته . فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال : زنه بألف من أمته . فوزنني بهم فوزنتهم فقال : دعه عنك.. فو الله لو وزنته بأمته لوزنها ) ،وقد روى أحمد.(أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ( كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِى سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ لَنَا وَلَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَاداً فَقُلْتُ يَا أَخِي اذْهَبْ فَأْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا فَانْطَلَقَ أَخِي وَمَكَثْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ فَأَقْبَلَ طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا نَسْرَانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ أَهُوَ هُوَ قَالَ نَعَمْ. فَأَقْبَلاَ يَبْتَدِرَانِي فَأَخَذَانِي فَبَطَحَانِي إِلَى الْقَفَا فَشَقَّا بَطْنِي ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَشَقَّاهُ فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ – قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ – ائْتِنِي بِمَاءِ ثَلْجٍ فَغَسَلاَ بِهِ جَوْفِي ثُمَّ قَالَ ائْتِنِى بِمَاءِ بَرَدٍ فَغَسَلاَ بِهِ قَلْبِي ثُمَّ قَالَ ائْتِنِى بِالسَّكِينَةِ فَذَرَّاهَا فِي قَلْبِي ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ حِصْهُ فَحَاصَهُ وَخَتَمَ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ –فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ اجْعَلْهُ فِي كِفَّةٍ وَاجْعَلْ أَلْفاً مِنْ أُمَّتِهِ فِي كَفَّةٍ.. فَإِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الأَلْفِ فَوْقِى أُشْفِقُ أَنْ يَخِرَّ عَلَىَّ بَعْضُهُمْ.. فَقَالَ لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لَمَالَ بِهِمْ.. ثُمَّ انْطَلَقَا وَتَرَكَانِي وَفَرِقْتُ فَرَقاً شَدِيداً ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَقِيتُهُ فَأَشْفَقَتْ عَلَىَّ أَنْ يَكُونَ أُلْبِسَ بِي قَالَتْ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ. فَرَحَلَتْ بَعِيراً لَهَا فَجَعَلَتْنِي عَلَى الرَّحْلِ.. وَرَكِبَتْ خَلْفِي ..حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى أُمِّي .. فَقَالَتْ ..أَوَ أَدَّيْتُ أَمَانَتِي وَذِمَّتِي .وَحَدَّثَتْهَا بِالَّذِي لَقِيتُ. فَلَمْ يَرُعْهَا ذَلِكَ. فَقَالَتْ إِنِّي رَأَيْتُ خَرَجَ مِنِّى نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ) ، وقصة شرح الصدر وقعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين : الأولى في هذه المرة وهو صغير. ومرة أخرى ليلة الإسراء والمعراج ،وبعد أن أتم صلى الله عليه وسلم مرحلة الرضاعة ..عادت به مربيته إلى أمه بمكة ..عاد محمد صلى الله عليه وسلم إلى أمه بمكة ..ولما بلغ ست سنين ..رأت أمه آمنة ..وفاء لزوجها عبد الله أن تزور قبره في يثرب ..فخرجت من مكة ومعها محمد وجده عبد المطلب .. وبعد الزيارة ..وفي طريق عودتها إلى مكة اشتد عليها المرض ..فماتت بالإيواء ما بين مكة والمدينة ..وعاد به جده عبد المطلب إلى مكة وفي قلبه الحزن ..فكان يحنو عليه ويقربه منه ..ولما بلغ ثماني سنوات من عمره ..توفي جده عبد المطلب ..فتكفل به عمه أبو طالب.. ولما أصبح صبيا يافعا.. خرج مع عمه أبي طالب إلى الشام وهناك كانت قصته مع بحيرى الراهب..
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( ميلاد الرسول) مختصرة
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في سنن الترمذي..(خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ وَخَرَجَ مَعَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي أَشْيَاخٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ هَبَطُوا فَحَلُّوا رِحَالَهُمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الرَّاهِبُ وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ بِهِ فَلاَ يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَلْتَفِتُ. قَالَ فَهُمْ يَحُلُّونَ رِحَالَهُمْ فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمُ الرَّاهِبُ حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ هَذَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ. فَقَالَ لَهُ أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ مَا عِلْمُكَ فَقَالَ إِنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنَ الْعَقَبَةِ لَمْ يَبْقَ شَجَرٌ وَلاَ حَجَرٌ إِلاَّ خَرَّ سَاجِدًا وَلاَ يَسْجُدَانِ إِلاَّ لِنَبِيٍّ وَإِنِّي أَعْرِفُهُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ. ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا فَلَمَّا أَتَاهُمْ بِهِ وَكَانَ هُوَ فِي رِعْيَةِ الإِبِلِ قَالَ أَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْقَوْمِ وَجَدَهُمْ قَدْ سَبَقُوهُ إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ فَلَمَّا جَلَسَ مَالَ فَيْءُ الشَّجَرَةِ عَلَيْهِ فَقَالَ انْظُرُوا إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ مَالَ عَلَيْهِ. قَالَ فَبَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ عَلَيْهِمْ وَهُوَ يُنَاشِدُهُمْ أَنْ لاَ يَذْهَبُوا بِهِ إِلَى الرُّومِ فَإِنَّ الرُّومَ إِذَا رَأَوْهُ عَرَفُوهُ بِالصِّفَةِ فَيَقْتُلُونَهُ فَالْتَفَتَ فَإِذَا بِسَبْعَةٍ قَدْ أَقْبَلُوا مِنَ الرُّومِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ فَقَالَ مَا جَاءَ بِكُمْ قَالُوا جِئْنَا أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ خَارِجٌ فِي هَذَا الشَّهْرِ فَلَمْ يَبْقَ طَرِيقٌ إِلاَّ بُعِثَ إِلَيْهِ بِأُنَاسٍ وَإِنَّا قَدْ أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بُعِثْنَا إِلَى طَرِيقِكَ هَذَا فَقَالَ هَلْ خَلْفَكُمْ أَحَدٌ هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ قَالُوا إِنَّمَا أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بِطَرِيقِكَ هَذَا. قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ أَمْرًا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَهُ هَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ رَدَّهُ قَالُوا لاَ. قَالَ فَبَايَعُوهُ وَأَقَامُوا مَعَهُ قَالَ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَيُّكُمْ وَلِيُّهُ قَالُوا أَبُو طَالِبٍ فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُهُ حَتَّى رَدَّهُ أَبُو طَالِبٍ وَبَعَثَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ بِلاَلاً وَزَوَّدَهُ الرَّاهِبُ مِنَ الْكَعْكِ وَالزَّيْتِ)
أيها المسلمون
نشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم نشأة طيبة .فقد حفظه الله ورعاه ..وأحاطه الله بعنايته ورباه فقد كان يتيما فآواه ، وعائلا فأغناه ، وضالا في البحث عن الحق فهداه ( ففي صحيح مسلم لَمَّا بُنِيَتِ الْكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- وَالعَبَّاسٌ يَنْقُلاَنِ حِجَارَةً فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- اجْعَلْ إِزَارَكَ عَلَى عَاتِقِكَ مِنَ الْحِجَارَةِ. فَفَعَلَ.. فَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ وَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَامَ فَقَالَ « إِزَارِي ،إِزَارِي ». فَشَدَّ عَلَيْهِ إِزَارَهُ. وروى البيهقي عن زيد بن حارثة قال : (كان صنم من نحاس – يقال له ( إساف) و( نائلة ).. يتمسح به المشركون إذا طافوا فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطفت معه فلما مررت مسحت به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تمسه ) . قال زيد : فطفنا فقلت في نفسي : لأمسنه حتى أنظر ما يكون . فمسحته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألم تنه ؟) . زاد غيره : قال زيد : فو الذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما استلم صنما قط حتى أكرمه الله تعالى بالذي أكرمه وأنزل عليه الوحي بالقرآن ) ، وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل قبل أن ينزل عليه الوحي ، فقدم إليه سفرة فيها لحم ، فأبى أن يأكل منه وقال : ( إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل مما لم يذكر اسم الله عليه )…
الدعاء