خطبة عن: من الاعجاز العلمي حديث: (إِنَّ فِي الإِنْسَانِ عَظْمًا لاَ تَأْكُلُهُ الأَرْضُ أَبَدًا)
نوفمبر 24, 2018خطبة عن (العفة) من أخلاق المسلم
نوفمبر 24, 2018الخطبة الأولى ( ظل عرش الرحمن :(سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى البخاري ومسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ : « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ . وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ »
إخوة الإسلام
في يوم القيامة ، يوم البعث والنشور ، يساق الناس إلى أرض المحشر ، ويحشرون جميعا للعرض على الله وهم حفاة عراة ، قال الله تعالى في وصفهم : {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء} [إبراهيم : 43] ، أي خالية من العقل لهول الموقف المهيب الرهيب ؛ إنه موقف : {… يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً} [المزمل17] ، ويمتد زمانه على الناس خمسين ألف سنة في انتظار ساعة الحساب، ففي الصحيحين : (عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضى الله عنهما – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – . ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) قَالَ « يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ »، كما جاء في صحيح المستدرك للحاكم (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم الآية {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين6] ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “كيف بكم إذا جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة ثم لا ينظر الله إليكم”. ومع هول هذا الموقف ؛ فإن الحر يشتد يومئذ ، لدنو الشمس منهم ،ويتصبب منهم العرق ، فيغرقهم كل يحسب ما اجترح من السيئات ، فقد روى الإمام أحمد في مسنده : (عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : « تَدْنُو الشَّمْسُ مِنَ الأَرْضِ فَيَعْرَقُ النَّاسُ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَبْلُغُ عَرَقُهُ عَقِبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَجُزَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْخَاصِرَةَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ مَنْكِبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ عُنُقَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ وَسَطَ فِيهِ – وَأَشَارَ بِيَدِهِ فَأَلْجَمَهَا فَاهُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُشِيرُ هَكَذَا – وَمِنْهُمْ مَنْ يُغَطِّيهِ عَرَقُهُ ». فما أحوج الناس إلى الظل في ذلك اليوم ، يوم لا ظل إلا ظل عرش الرحمن ـ سبحانه وتعالى ـ ويفوز بهذا الظل عموم المؤمنين ، كل بحسب عمله الصالح ؛ إلا أن هناك ثمة أصناف من المؤمنين ،اتصفوا بأوصاف ، وتخلقوا بأخلاق ، وعملوا أعمالا ، يخصهم الله ـ تعالى في هذا اليوم بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، فهم في ظل والناس في حر وعرق ، وهم آمنون والناس في هم وكرب وخوف شديد ، وهم على منابر من نور ، والخلائق جاثية على الركب ، فمن هؤلاء الفائزون المستظلون بعرش الرحمن ؟ ، ففي الصحيحين البخاري ومسلم : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ ..،) ، فالإمام العادل بين رعيته ، والرحيم بهم ، والمشفق عليهم ، ويعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، يتعب نفسه ليرتاحوا ، ويسهر ليله ليهدأوا ويناموا ، هو ممن يظلهم الله في ظل عرشه يوم القامة .
ثم يقول صلى الله عليه وسلم : ( وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ..،) ، فالشباب المتعبدون لربهم ، المطيعون لمولاهم ، الذين نشأوا في عبادة الله ، وأفنوا أعمارهم في طاعته ورضاه ، فاستحقوا أن يكونوا ممن يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ،ويقول صلى الله عليه وسلم : ( وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ..،) ، فهم رجال أحبوا المساجد وألفوها ، وتعلقت قلوبهم بها ، وانتظروا الصلاة بعد الصلاة ، ففي المساجد راحتهم ، وبذكر الله والصلاة تطمئن قلوبهم ، وتحل مشاكلهم، لا تشغلهم تجارة مهما توسعت ولا مال مهما كثر ، قال الله تعالى : {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ(36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} (36) ،(37) [النور]. ثم يقول صلى الله عليه وسلم : ( وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ..،) ، فهم أناس تحابوا في الله ، وتزاوروا في الله ، وتجالسوا في الله ، وفي مسند أحمد (عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَرْفَعُهُ إِلَى الرَبِّ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ « حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ » ، وروى مسلم في صحيحه : (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلاَلِي الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّي ». ويقول صلى الله عليه وسلم : ( وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ .. ) ، فهذا رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ؛ وقد توفرت له كل أسباب إجابتها لما دعته، وانتفت عنه كل موانع إجابة دعوتها ، ولم يعلم أحد سواهما بما دار بينهما إلا الله ، فاستعصم بالله من إغوائها ،وإغواء شهوة الشباب ،وسيطر على نفسه وشهوته ،ولم تسيطر عليه ،ولذا استحق وصف الرجولة واستحق ظل الله له يوم لا ظل إلا ظله ، فهناك أناس امتلأت قلوبهم بخشية الله ، والخوف من عذابه وعقابه ، ففارقوا المعاصي إلى الطاعات ، ولم يقعوا في جريمة الزنا وهتك الأعراض ، صانوا جوارحهم عن الحرام ، فأبدلهم الله ظلا يوم الحر والزحام . ويقول صلى الله عليه وسلم: (وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ .،) ،فهو قد أخفاها إخلاصا لله وابتعادا عن الرياء ، أو أخفاها مراعاة لمشاعر المتصدق عليه ، والصدقة إذا كان المجتمع سائد فيه البذل والعطاء ؛ فيستحب إخفاؤها ، وإن كان المجتمع شحيحا أو قليل الإنفاق ؛ يستحب إبداؤها إحياءً لشعيرة النفقة وتشجيعا لها ، ويستحب إبداؤها من عالم أو معلم أو قائد أو قدوة ليقتدي به أتباعه ومريديه فيها ولذلك قال ـ تعالى ـ : {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [البقرة271]. والمخفي صدقته في ظل صدقته حتى ينتهي الفصل بين العباد ، وفي الحديث : أن (رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ ». أَوْ قَالَ « يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ » رواه أحمد وابن حبان وصححه الالباني . ويقول صلى الله عليه وسلم: (وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ » ،فهؤلاء صنف من الناس لهجت ألسنتهم بذكر الله، ورطبوها بالتسبيح ، والتحميد ، والتهليل والتكبير بكرة وعشية ، ففاضت أعينهم بالدمع من خشية الله ، وخشية الله والخوف من عقابه ، والطمع في رحمته من صفات المؤمنين ، قال الله تعالى ـ :{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال2]. ،وخشية الله في الغيب صفة من صفات المتقين ، قال ـ تعالى ـ : {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ(48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ} (48) ،(49) [الأنبياء].
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( ظل عرش الرحمن :(سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وممن خصهم الله بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله : أناس كانوا في الدنيا رقيقة ورحيمة قلوبهم ، يتصدقون على المحتاجين ، وأهل الحاجات ، فإذا ما حل وقت السداد ، أنظروا المعسر ، وتجاوزوا عمن عجز عن السداد ، وأنفقوا من أموالهم سرا وعلانية ،فأعانوا المجاهد في سبيل الله ، والغارم والمدين الذي لا يستطيع سداد دينه ، والمولى المكاتب الذي يريد أن يفك رقبته من الرق والعبودية ،فقد روى مسلم في صحيحه :( أن رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-يَقُولُ : « مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ ». وروى الإمام أحمد في مسنده : (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ أَعَانَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ غَارِماً فِي عُسْرَتِهِ أَوْ مُكَاتَباً فِي رَقَبَتِهِ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ ». وفي مسند أحمد : (عَنْ أَبِى قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : « مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ أَوْ مَحَا عَنْهُ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » ، فإن من فعل ذلك فقد اتصف بصفة من صفات الله تعالى التي يحب أن يراها في عباده، وهي صفة العفو ،والتجاوز ،والله يحب عباده أن يتصفوا بصفاته ،ويتخلقوا بأخلاقه ،إلا صفات العظمة ،والعزة ،والكبرياء، فلا يحب أحدا أن ينازعه فيها ،ولهذا لما تخلق بهذا الخلق استحق ظل الله بسبب صدقته هذه يوم لا ظل إلا ظله ،وممن خصهم الله بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله : أهل الحق والعدل والقسط في الدنيا ، فلا تأخذهم في الحق لومة لائم ، ويحكمون به ولو على أنفسهم وأهليهم ، لأن الحق أحق أن يتبع ، والظلم ظلمات يوم القيامة : ففي مسند الإمام أحمد : (عَنْ عَائِشَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « أَتَدْرُونَ مَنِ السَّابِقُونَ إِلَى ظِلِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ « الَّذِينَ إِذَا أُعْطُوا الْحَقَّ قَبِلُوهُ وَإِذَا سُئِلُوهُ بَذَلُوهُ وَحَكَمُوا لِلنَّاسِ كَحُكْمِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ » ، وممن خصهم الله بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله : واصل الرحم إذا قطعت ، وأم الأيتام إذا تأيمت عليهم ، ومن أطعم طعامه لوجه الله تعالى : فقد روى أبو الشيخ في الثواب ، والديلمي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : (ثلاثة في ظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله : واصل الرحم يزيد الله في رزقه ،ويمد في أجله ،وامرأة مات زوجها ،وترك عليها أيتامًا صغارًا ،فقالت لا أتزوج ،أقيم على أيتامي حتى يموتوا أو يغنيهم الله ،وعبد صنع طعامًا ،فأضاف ضيفه ،وأحسن نفقته ،فدعا عليه اليتيم والمسكين ، فأطعمهم لوجه الله ) ، واعلموا أنه يدخل دخولا أوليا في جملة هؤلاء الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ـ من تشبه بهم ، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – : «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ». رواه أبو داود وصححه الالباني
الدعاء