خطبة عن ( إِنَّهُ أَوَّابٌ ) مختصرة
مايو 19, 2021خطبة عن القراءة وأهميتها، قال تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)
مايو 22, 2021الخطبة الأولى (دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الإمام مسلم في صحيحه :أن (أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لاَ يُضِلُّونَكُمْ وَلاَ يَفْتِنُونَكُمْ » .
إخوة الاسلام
ترد على المسلم في هذا الزمان أحاديث كثيرة عبر الرسائل ،ووسائل التواصل الاجتماعي ،وأكثر هذه الأحاديث مكذوبة على رسول الله أو ضعيفة، ومن المحزن أن المتلقي لهذه الأحاديث لا يغار عليها كما يغار على خبر يخصه ،ولا يكلف نفسه أن يبحث عن صحة هذا الحديث من عدمه ‘ بل إنه يستعجل في نشره ،وهو يعتقد أنه يفعل بذلك خيرا ومعروفا ، وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم : « يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لاَ يُضِلُّونَكُمْ وَلاَ يَفْتِنُونَكُمْ ». فيبين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم خطورة الافتراء والكذب في نقل الأحاديث والأخبار ،ووصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم (دجالون أي :(كذابون) (فإياكم وإياهم) أي : احذروهم ،واحذروا تصديقهم ، حتى (لا يضلونكم) عن طريق الهدى ،والحق، (ولا يفتنونكم) أي : يوقعونكم في الفتنة. وفي صحيح مسلم 🙁قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَتَمَثَّلُ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ ،فَيَأْتِي الْقَوْمَ، فَيُحَدِّثُهُمْ بِالْحَدِيثِ مِنَ الْكَذِبِ ،فَيَتَفَرَّقُونَ ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ : سَمِعْتُ رَجُلاً أَعْرِفُ وَجْهَهُ ، وَلاَ أَدْرِى مَا اسْمُهُ يُحَدِّثُ). وقد كان السلف الصالح يحتاطون أشد الاحتياط في نقل أحاديث رسول الله ،وهم أشد حبا له منا ،وأغير منا على سنته ، ففي سنن أبي داود (عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ أَصْحَابُهُ فَقَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ لِي مِنْهُ وَجْهٌ وَمَنْزِلَةٌ وَلَكِنِّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ « مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ».
فعليك أخي المسلم وأختي المسلمة: إذا وصل إليك حديث بأي وسيلة كانت ،فإن كنت تحفظ ذلك الحديث ،أو تعلم صحته فمن السنة أن تنشر ذلك الحديث بين الناس ،وأنت مأجور على ذلك ، ففي مسند أحمد وغيره 🙁عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « نَضَّرَ اللَّهُ عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِي هَذِهِ فَحَمَلَهَا فَرُبَّ حَامِلِ الْفِقْهِ فِيهِ غَيْرُ فَقِيهٍ وَرُبَّ حَامِلِ الْفِقْهِ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ..) وأما إذا كنت لا تحفظ ذلك الحديث ، ولا تعلم صحته، فيجب عليك قبل نشره أن تبحث عن الحديث، وتتأكد من صحته ،وإلا فلا تنشره ففي مسند أحمد وغيره 🙁الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدْ إِلَيْنَا قَالَ « قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِى إِلاَّ هَالِكٌ وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفاً كَثِيراً فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ..) فهؤلاء الكذابون سيأتون بما لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الضلال بعينه، لأنَّ الحق كله قد قاله صلى الله عليه وسلم وبينه، وتركنا على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ )
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
إن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيرةٌ من أكبر الكبائر، وجريمة من أبشع الجرائم، لا يُقبَلُ في ذلك تهاونٌ أو إهمال، أو كسل أو توانٍ، ولا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينشرَ حديثًا يُنسَبُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتحقَّق ويتيقَّن من ثُبُوتِهِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا ينفع في ذلك حسن النية والقصد، أو إرادة الخير، أو كون المرء من الدعاة أو الخطباء أو غيرهم؛ فالأمر خطير، والتهاون كبير، خصوصًا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وفيما ثبت عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم كفاية لمن يريد الخير، ويرجو ثواب الله عز وجل. ولْيُعْلَمْ أن الأمر جَلَلٌ؛ فهذا دين الله عز وجل الذي ارتضاه للناس إلى قيام الساعة ،وهو حق وصدق كما هو، لا يحتاج إلى تلفيق كذَّاب أو اختلاق وضَّاع، وإذا كان الناس لا يقبلون أن يكذب عليهم أحد، أو يقول على ألسنتهم ما لم يقولوا- فما ظنكم بمن يكذب على من أرسله الله تعالى رحمة للعالمين؟ وهو سيد ولد آدم أجمعين، وقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكل ما سمع»
فلذا فيجب على كل مسلم من غير أهل العلم قبل أن ينشر حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسألَ أهلَ العلم والاختصاص عنه؛ عملًا بقول الله عز وجل: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]،
الدعاء