خطبة عن ( منزلة المرأة في الإسلام )
مايو 9, 2016خطبة عن ( هجر القرآن الكريم )
مايو 10, 2016الخطبة الأولى ( تكريم المرأة في الإسلام )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين : {يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً} [النساء:1]. وفي الصحيحين ، يقول صلى الله عليه وسلم « وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا »
إخوة الاسلام
لقد أحاط الإسلام المرأة بسياج من الرعاية والعناية، وارتفع بها وقدَّرها، وخصَّها بالتكريم ، وحُسْن المعاملة ، ابنةً ، وزوجةً ، وأختًا ، وأُمًّا، فقرَّر الإسلام أوَّلاً أنَّ المرأة والرجل خُلِقَا من أصل واحد؛ ولهذا فالنساء والرجال في الإنسانيَّة سَوَاء، قال تعالى: {يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً} [النساء:1]. وهناك آيات أخرى كثيرة تُبَيِّن قضاء الإسلام على مبدأ التَّفْرِقَة بين الرجل والمرأة في القيمة الإنسانيَّة المشترَكة. وانطلاقًا من هذه المبادئ، وإنكارًا لعادات الجاهليَّة ، والأمم السابقة فيما يخصُّ وضع المرأة ، جاء الإسلام يدافع عن المرأة ، ويُنزلها المكانة التي لم تبلغها في ملَّة ماضية ، ولم تُدْرِكْها في أُمَّة تالية ؛حيث شرع لها – كأمٍّ وأخت وزوجة وابنة – من الحقوق منذ أربعةَ عَشَرَ قرنًا ، ما تزال المرأة الغربيَّة تُصارِع الآن للحصول عليه، ولكن هيهات! فَقَرَّرَ الإسلام بدايةً أن النساء يُماثِلن الرجال في القَدْر والمكانة، ولا يَنْتَقِصُ منهنَّ أبدًا كونُهنَّ نساء، وفي ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ليؤصِّل لقاعدة مهمَّة: “إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ” رواه الترمذي وغيره . كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ، أنه كان دائم الوصيَّة بالنساء، وكان يقول لأصحابه: “… اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا” رواه مسلم . وتكرَّرت منه صلى الله عليه وسلم هذه النصيحة في حجَّة الوداع وهو يخاطب الآلاف من أُمَّته. ففي سنن ابن ماجة (عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ حَدَّثَنِى أَبِى أَنَّهُ شَهِدَ حِجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذَكَّرَ وَوَعَظَ ثُمَّ قَالَ « اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ. لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ لَكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ وَلاَ يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمُ لِمَنْ تَكْرَهُونَ أَلاَ وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ ».
أيها المسلمون
وإذا ما أردنا أن نتبيَّن ما أصَّله الإسلام ، وما جاء به من دعائم لرفعة المرأة وتكريمها، فيهمُّنا أن ندرك ونتعرف أوَّلاً مكانة المرأة في الجاهليَّات القديمة والمعاصرة ؛ لنرى الظلام الحقيقي الذي عاشته المرأة ، والذي ما زالت تعيشه حتى اليوم ، ومن ثَمَّ ، يتبيَّن لنا حقيقة وضع ومكانة المرأة في ظلِّ تعاليم الإسلام والحضارة الإسلامية. فقد كانت المرأة في الجاهلية قبل الإسلام مظلومة ، ومغلوبة على أمرها.. فهي تارة ينظر إليها على أنها جزء من المال الذي يورث.. وأحيانا تسلب حقوقها حتى من حق الحياة.. إذ كانت بعض القبائل العربية تئدها وهي حية.. وقد هدد القرآن الكريم أولئك الذين كانوا يقدمون على هذه الفعلة النكراء.. بقوله تعالى: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)) التكوير . هذا هو بعض حال المرأة عند العرب قبل الإسلام.. أما باقي أمم الأرض والتي تدعي اليوم تحرر المرأة ، فلننظر كيف كانت ترى المرأة ؟.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( تكريم المرأة في الإسلام )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
أما باقي أمم الأرض والتي تدعي اليوم تحرر المرأة ، فلننظر كيف كانت ترى المرأة ؟.. فلم تكن المرأة عندهم أحسن حظا منها عند العرب.. بل على العكس ،كانت أسوأ.. فقد كان الصينيون يسندون الأعمال الحقيرة للمرأة ويتشاءمون من ولادتها.. بينما كانوا يعتبرون ولادة الذكر كأنه إله نزل من السماء.. أما الرومان : فقد كانوا يعتبرون المرأة بلا عقل.. ويجب الحجر عليها بسبب طيشها.. حتى إذا تزوجت أبرمت عقدا مع الرجل يعطيه السيادة التامة عليها من كل النواحي.. أما النصرانية : فقد اعتبرت المرأة هي المسؤولة عن الفواحش والانحلال الأخلاقي الذي شاع في المجتمع الروماني.. وقد قال عنها القديس تولتيان: (أنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة لنواميس الله) ، وقد فرضت الديانة النصرانية المحرفة ، أن يكون الزواج أبديا. فإذا وقع الشقاق فانه لا يجوز لاحد الزوجين طلب الانفصال عن الآخر.. وأقصى ما يمكن فعله هو التفريق الجسدي.. دون السماح لأي منهما بالزواج.. وبعد ذلك أما إن يختارا عيش الرهبان والراهبات أو يتعاطيا الفجور ويستقيا كؤوس الفحشاء طوال أعمارهما الباقية.. ومتى تزوجت المرأة في ظل النصرانية.. فإنها تفقد أهليتها الاقتصادية ويصبح كل ما عندها ملكا لزوجها.. أما المرأة في تصور اليهودية : فهي في منزلة الخدم.. وملعونة وقد جاء في التوراة المحرفة: .. (أن المرأة أمر من الموت.. وأن الصالح أمام الله من ينجو منها) ، وهكذا كانت المرأة قبل نزول تشريعات الإسلام الخالدة.. فقد كانت المرأة في وضع لا يليق بها كإنسان فلم يكن لها أي حق.. وبالتالي لم تكن لها أي قيمة.. هذه هي نظرة الحضارات الغربية للمرأة قبل وبعد الإسلام.. ولنرى مكانة المرأة في ظل الإسلام.. ونستكمل الموضوع في لقاء قادم إن شاء الله ..
الدعاء