خطبة عن (الله الحفيظ والحافظ) مختصرة
مايو 17, 2022خطبة عن (صور الأَمَانَةَ) مختصرة
مايو 17, 2022الخطبة الأولى (دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الإمام الترمذي: (أن عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ يَقُولُ : خَرَجْتُ فِي يَوْمٍ شَاتٍ مِنْ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ، وَقَدْ أَخَذْتُ إِهَابًا مَعْطُونًا ،فَحَوَّلْتُ وَسَطَهُ فَأَدْخَلْتُهُ عُنُقِي، وَشَدَدْتُ وَسَطِي فَحَزَمْتُهُ بِخُوصِ النَّخْلِ، وَإِنِّي لَشَدِيدُ الْجُوعِ ،وَلَوْ كَانَ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- طَعَامٌ لَطَعِمْتُ مِنْهُ، فَخَرَجْتُ أَلْتَمِسُ شَيْئًا، فَمَرَرْتُ بِيَهُودِيٍّ فِي مَالٍ لَهُ، وَهُوَ يَسْقِي بِبَكَرَةٍ لَهُ، فَاطَّلَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ ثُلْمَةٍ فِي الْحَائِطِ، فَقَالَ مَا لَكَ يَا أَعْرَابِيُّ، هَلْ لَكَ فِي كُلِّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، قُلْتُ نَعَمْ، فَافْتَحِ الْبَابَ حَتَّى أَدْخُلَ، فَفَتَحَ، فَدَخَلْتُ، فَأَعْطَانِي دَلْوَهُ، فَكُلَّمَا نَزَعْتُ دَلْوًا أَعْطَانِي تَمْرَةً ،حَتَّى إِذَا امْتَلأَتْ كَفِّى، أَرْسَلْتُ دَلْوَهُ، وَقُلْتُ حَسْبِي، فَأَكَلْتُهَا، ثُمَّ جَرَعْتُ مِنَ الْمَاءِ، فَشَرِبْتُ، ثُمَّ جِئْتُ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيهِ )
إخوة الإسلام
هذه القصة يتبين لنا من خلالها شظف العيش، وقلة المؤنة، التي كان يعيشها الامام علي وزوجه فاطمه (رضي الله عنهما)، ويعيشها الرسول صلى الله عليه وسلم والكثير من أصحابه ومع ذلك، فلم يمنعهم هذا من البذل والعطاء والجود والكرم ،والرضا بما قسم الله، وشكر الله تعالى على نعمه، فالإمام علي (رضي الله عنه) لم يستنكف أن يعمل دلاء عند هذا اليهودي، ولم يحتقر هذا العمل، فالمؤمن لا يحتقر عملا شريفا، ولا يستنكف أن يعمل أي عمل شريف، يكتسب منه قوته ويحصن به نفسه من ذل المسألة، فالمؤمن يطلب الحرف والصناعات والمهارات التي يعيش من وراءها، ويستغني من مكسبها، وهناك رواية لهذا الحديث، فيها زيادة ،يقول فيها الإمام علي (رضي الله عنه):فأكلت وشربت من الماء، ثم قلت يا لك بطنا، لقد لقيت اليوم خيرا، ثم نزعت مثل ذلك لابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم وضعت، ثم انقلبت راجعا، حتى إذا كنت ببعض الطريق ، إذا أنا بدينار ملقي، فلما رأيته، وقفت أنظر إليه، أؤامر نفسي أآخذه أم أذره، فأبت نفسي إلا أخذه، وقلت أستشير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذته، فلما جئتها، أخبرتها الخب، قالت هذا من رزق الله، فانطلق فاشتري لنا دقيقا، فانطلقت، حتى جئت السوق، فإذا بيهودي من يهود فدك يبيع دقيقا من دقيق الشعير، فاشتريت منه، فلما اكتلت، قال ما أنت من أبي القاسم قلت ابن عمه ،وابنته امرأتي ، فأعطاني الدينار، فجئتها، فأخبرتها الخبر، فقالت هذا رزق من الله عز وجل ،فاذهب به فأرهنه بثمانية قراريط ذهب في لحم ،ففعلت ، ثم جئتها به، فقطعته لها ، ونصبت ،ثم عجنت وخبزت ،ثم صنعنا طعاما، وأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فجاءنا ، فلما رأى الطعام قال: ما هذا؟ ألم تأتي آنفا فتسألني؟، فقلنا بلى، اجلس يا رسول الله نخبرك الخبر ،فإن رأيته طيبا أكلت وأكلنا، فأخبرناه الخبر، فقال هو طيب فكلوا بسم الله ،ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج فإذا هو بأعرابية ، تشتد كأنها نزع فؤادها ،فقالت يا رسول الله ،إني أبضع مني بدينار ،فسقط مني والله ما أدري أين سقط ، فانظر بأبي وأمي أن يذكر لك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعي لي علي بن أبي طالب، فجئته ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب إلى الجزار ،فقل له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :إن قراريطك علي، فأرسل بالدينار، فأعطاه الأعرابية فذهبت)، فتوضح هذه الرواية حرص النبي صلى الله عليه وسلم لأداء الأمانة، وأن من وجد (لقطة) وعرف صاحبها ،فعليه أن يردها إليه، وبدون مقابل، ولا يحل له أن يأخذها بعدما عرف صاحبها، وإن كانت اللقطة طعاما، وأكله، أو شيئا باعه، فعليه أن يدفع لصاحبها ثمنه، أو يعفو عنه، في الصحيحين واللفظ للبخاري:(عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ اللُّقَطَةِ فَقَالَ «اعْرِفْ وِكَاءَهَا أَوْ قَالَ وِعَاءَهَا وَعِفَاصَهَا ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً، ثُمَّ اسْتَمْتِعْ بِهَا، فَإِنْ جَاءَ رَبُّهَا فَأَدِّهَا إِلَيْهِ»، وفي صحيح مسلم:(سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ اللُّقَطَةِ الذَّهَبِ أَوِ الْوَرِقِ فَقَالَ :« اعْرِفْ وِكَاءَهَا وَعِفَاصَهَا ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً فَإِنْ لَمْ تَعْرِفْ فَاسْتَنْفِقْهَا وَلْتَكُنْ وَدِيعَةً عِنْدَكَ فَإِنْ جَاءَ طَالِبُهَا يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ فَأَدِّهَا إِلَيْهِ »
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (هَلْ لَكَ فِي كُلِّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ؟)
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد
أيها المسلمون
وهكذا يتبين لنا أنه لم يَكُن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصَحابتُه الكِرامُ رِضْوانُ اللهِ عَلَيهم يَعيشونَ رَغَدَ العَيشِ، وهَناءةَ الطعام، بَل كانوا يُقاسونَ ظُروفَ الحَياةِ، ومَع ذَلِكَ لَم يَمنَعْهم ذَلِكَ من بَذلِ المَزيدٍ مِن العَطاءِ، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الهِلاَلِ، ثُمَّ الهِلاَلِ، ثَلاَثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ، فَقُلْتُ يَا خَالَةُ: مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: الأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالمَاءُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ، كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ، وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَلْبَانِهِمْ، فَيَسْقِينَا) رواه البخاري : وخرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ – أَوْ لَيْلَةٍ – فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ ؟قَالَا: الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللهِ،، قَالَ: وَأَنَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا ، قُومُوا ، فَقَامُوا مَعَهُ، فَأَتَى رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ، قَالَتْ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ فُلَانٌ؟ قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ، إِذْ جَاءَ الْأَنْصَارِيُّ، فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي، قَالَ: فَانْطَلَقَ، فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَقَالَ: كُلُوا مِنْ هَذِهِ، وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِيَّاكَ، وَالْحَلُوبَ، فَذَبَحَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ) رواه مسلم ،
الدعاء