خطبة عن (تُبْلَى السَّرَائِرُ) مختصرة
أغسطس 15, 2022خطبة عن (المجتمع الاسلامي وأزمة غلاء الأسعار)
أغسطس 15, 2022الخطبة الأولى (اللَّه يَرَى) مختصرة
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) (14) العلق
إخوة الإسلام
اللهُ سُبْحَانَهُ وَتعالى يَرَى كُلَّ شَيْءٍ ،مَهْمَا خَفِيَ وَدَقَّ، وَيَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ ،مَهْمَا بَعُدَ أَو قَرُبَ، وَمَهْمَا كَثُرَ أَو قَلَّ، فَهُوَ تَبَارَكَ وتعالى يَرَى النَّمْلَة السَّوْدَاءَ ،في اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ، عَلَى الصَّخْرَةِ الصَّمَاءِ، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ﴾ (5) آل عمران ، والله تعالى يَعْلَمُ الظَّاهِرَ وَالبَاطِنَ ،قال الله تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (59) الانعام، وإيمان العبد بأن الله تعالى يراه يربي فيه مراقبة الله ، والمراقبة حارسٌ قويٌّ يمنع الإنسانَ من التفكير في الجرائم والشرور، ويمنعه من التقصير في أداء الحقوق والواجبات ، ويدفعه الى الاعمال الصالحة النافعة المفيدة ،فالإنسان حينما يشعر أن الله يراقبه، فلاشك أنه ينضبط، فالله عز وجل يراك في فراشك، ويراك في بيتك ،ويراك مع إخوانك، ويراك في بيعك وشرائك، ويراك في عملك، ويراك في علاقاتك، ويراك في سفرك وفي واقامتك، ويراك في كل شؤونك، قال الله تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ} [الشعراء : 218] ، نعم هو يراك، ويعلم ما يجول في خاطرك، ويسمعك، قال الله تعالى: {يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (4) [التغابن] ،فما ما من حركةٍ، ولا سكنةٍ، ولا كلمةٍ، ولا نظرةٍ إلا يعلمها، لأنه سبحانه لا تخفى عليه خافية، قال تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} الحديد : 4 ،وقال تعالى 🙁أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (7) المجادلة ،فيا من تكبرت وتجبرت، فيا من طغى بماله أو علمه أو جاهه أو منصبه أو قبيلته أوعصبته ،ألم تعلم أن الله يراك ؟ ويبصرك ويسمعك، ويعلم سرك ونجواك ، الله يعلم من أمر بالخير ،ويعلم ويرى من دعا إلى باطل، فكيف علمت أيها العاقل أن الله يراك ثم لا تخافه ولا تخشاه ؟، وكيف تستحي من الناس ولا تستحي من الله؟،ألا تعلم أن الله عز وجل بيده شؤونك، بيده صحتك، بيده مرضك، بيده رزقك، بيده سعادتك، بيده أن يعطيك أو أن يمنعك، أو أن يرفعك أو أن يخفضك، أو أن يعزك ،أو أن يذلك، فما أجمل أن يستحضر كلُّ انسان امتدت عيناه إلى خيانة، أو يداه إلى حرام، أو سارت قدماه إلى سوء ،أو تحرك لسانه بقبيح ،فيستحضر أن الله يراه: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)، فإذا فتحت النت ،وأخفيت معالمك ،وتتبعت عورات المسلمين، فتذكر: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) ،لا تنس هذه الآية، رددها في كل وقت وفي كل زمان، وخاطب بها نفسك ، لتكون لك زاجرا من كل خطيئة
أيها المسلمون
فقوله تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)، فهَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ لَهَا أَثَرٌ عَظِيمٌ في الإِنْسَانِ المُؤْمِنِ، فَهِيَ: تَجْعَلُهُ يُحَاسِبُ نَفْسَهُ، وَيَسْتَشْعِرُ مُرَاقَبَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهَذَا مَطْلُوبٌ مِنَّا شَرْعَاً، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ الحشر (18) . وَيَقُولُ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ سَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ، وَإِنَّمَا يَخِفُّ الحِسَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا) رواه الترمذي.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( اللَّه يَرَى )
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وهَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ: ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى﴾ (14) العلق تَجْعَلُ المُؤْمِنَ يُدَقِّقُ عَلَى نَفْسِهِ، حَتَّى لَا يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ وَهُوَ مِنَ الذينَ قَالَ اللهُ تعالى فِيهِمْ: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7) ﴾ الغاشية. وحَتَّى لَا يَكُونَ مِمَّنْ قَالَ فِيهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامَاً مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضَاً، فَيَجْعَلُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورَاً». قَالَ ثَوْبَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا» رواه ابن ماجه عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وهَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ تَجْعَلُ العَبْدَ المُؤْمِنَ يُرَاقِبُ اللهَ تعالى في خَلَوَاتِهِ وَجَلَوَاتِهِ، وَخَاصَّةً في هَذِهِ الآوِنَةِ، لِأَنَّهُ صَارَ مُسْتَهْدَفَاً بِهَذِهِ الأَجْهِزَةِ أَجْهِزَةِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ، وَمِنْ خِلَالِ المَوَاقِعِ الإِبَاحِيَّةِ وَالقَنَوَاتِ الفَضَائِيَّةِ الفَاسِدَةِ وَالمُفْسِدَةِ … وهَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ تَجْعَلُ العَبْدَ المُؤْمِنَ مُسْتَحْضِرَاً قَوْلَهُ تعالى: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرَاً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدَاً﴾ الكهف (49) .نعم لَا يُغَادِرُ شَيْئَاً، فكُلُّ نَظْرَةٍ، وَكُلُّ كَلِمَةٍ، وَكُلُّ لَحْظَةٍ مَكْتُوبَةٌ.
ألا فراقبوا الله في كل أحوالكم وأعمالكم ، فمن راقب الله تعالى نجا، ومن خافه فاز، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) (40) (41) النازعات
الدعاء