خطبة عن (الحساب وأسس المحاسبة)
فبراير 19, 2020خطبة عن حديث (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا)
فبراير 22, 2020الخطبة الأولى ( وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (4) الفتح
إخوة الإسلام
لقد دعانا الله عز وجل إلى تدبر القرآن ، فقال الله تعالى : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، وفي نفس الوقت ،فقد أنكر الله على من أعرض عن تدبر القرآن ، فقال الله تعالى : {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون: 68]، واليوم إن شاء الله موعدنا مع آية من كتاب الله ، نتدبرها ، ونسبح في بحار معانيها ، ونرتشف من رحيقها المختوم ، مع قوله تعالى : ( وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (4) الفتح ،يقول الطبري في تفسيرها : ولله جنود السموات والأرض ، أنصار ينتقم بهم ممن يشاء من أعدائه ( وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ) فلم يزل الله سبحانه ذا علم بما هو كائن قبل كونه, وما خلقه عاملوه, حكيما في تدبيره. (فَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) ، وجنود محتشدة في سماواته وأرضه ، يسخرها كيف يشاء , ولا يعلمها إلا هو , ويعز بها من يشاء ،ويذل بها من يشاء ،بيده الملك , ولا يغالبه أحد ، وهو وحده القادر على كل شيء ، وله سبحانه الحكمة البالغة في تدبيره لشؤون خلقه ، وفي قيوميته على عباده.
أيها المسلمون
كثيرا ما يحاول أعداء الإسلام أن يبثوا الرعب والخوف في قلوب أمة الإسلام ،من خلال استعراض جندهم ، وآلياتهم الحربية المقاتلة ، وجيوشهم الجرارة ، والسؤال : كم هي جندهم إلى جوار من جنده من في السموات ، ومن في الأرض ؟ ، (فَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) : وهي تتميز عن سائر جنود البشر بالطاعة المطلقة ،والتامة لله العلي القوي فقط، فجنود الله ،هي في طاعة الله وحده لا شريك له ، وأوامر الله واجبة التنفيذ ، دون تردد أو تفكير ، بل يتم التنفيذ للتو واللحظة ، وجنود الله لها شجاعة فائقة ، وقوة نافذة ،وجسارة هائلة ، وهي جاهزة للاستشهاد في سبيل الله إن كانت من جنود الارض ، وللفناء في سبيل الله ان كانت من جنود السماوات ، وقد ميز الله تعالى جنود الأرض عن جنود السماوات بالعقل ، والذي هو اعظم خلق الله ، كما أن جنود الله هم من اهل اليمين ، اما جنود الشيطان فهم من أهل الشمال ، ولذلك فمن استشهد من جنود الله في الارض في سبيل الله فهو لا يموت ، بل يعيش في جنة النعيم حيا يرزق ، أما من يموت من جنود الشيطان ،فمأواه نار الجحيم ، وهو حي يعذب ،
أيها المسلمون
وجنود الله لا يحصيها عدد ، فكل من في السموات والأرض ، فهم جند له ، طائعون لأمره. فمن جند الله سبحانه وتعالى : الملائكة الكرام، والسماوات السبع ملأى بهم ، ففي سنن الترمذي بسند حسنه : (عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ..) ،وقد يبعث الله – عز وجل – ملائكته مجندين مع أوليائه من المؤمنين ، ليحقق بهم النصر المبين عند التقاء الصفين، ودوران رحى الحرب ، يقول الله سبحانه: { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} الانفال (12) ، كما روى مسلم في صحيحه : أن (عُمَر بْن الْخَطَّابِ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاَثُمِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ « اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الإِسْلاَمِ لاَ تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ ». فَمَازَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ. وَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَذَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّى مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ) فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلاَئِكَةِ. قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ فَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ أَقْدِمْ حَيْزُومُ. فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السَّوْطِ فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ. فَجَاءَ الأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « صَدَقْتَ ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ » ، وفي الصحيحين : (فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الْخَنْدَقِ وَضَعَ السِّلاَحَ فَاغْتَسَلَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ فَقَالَ وَضَعْتَ السِّلاَحَ وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَاهُ اخْرُجْ إِلَيْهِمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فَأَيْنَ ». فَأَشَارَ إِلَى بَنِى قُرَيْظَةَ فَقَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-..) ، ويقول أبو أمامة بن سهل بن حنيف: قال أبي: “يا بني لقد رأيتنا يوم بدر وإن أحدنا ليشير بسيفه إلى رأس المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف” رواه الحاكم في المستدرك
ومن جند الله – تعالى – الرعب والخوف وهو من أقوى جنود الله على الأرض كما قال الله سبحانه وتعالى : { سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ } الانفال 12، والرعب والهلع قذفه الله في قلوب يهود بني النظير الذين تعاونوا مع الأحزاب، فقال الله تعالى : {وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً} الأحزاب 26، وقال تعالى : {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} الحشر 2، ولقد خص الله سبحانه وتعالى بهذا الجندي نبيه محمدا – صلى الله عليه وسلم – من بين سائر الأنبياء ، ففي الصحيحين : (حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – : « أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي ، نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِى أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً ، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ »، ولعلنا نلمس أثره اليوم جيداً في أمم الكفر عامة ، وفي أمة يهود خاصة، فبالرغم من ترسانتهم المدمرة؛ إلا أنهم يتطايرون فزعاً عند طلقة رصاصة، فإذا أصيب العدو بالرعب ، فإنه لا نصر له بحالٍ من الأحوال ، ومن جند الله – عز وجل – الريح: وقد أهلك الله – عز وجل – بها قوم عاد الذين اغتروا بقوتهم ، فقالوا في غرور وكبر ، كما يخبرنا العليم سبحانه في كتابه الكريم : (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ) (15) ،(16) فصلت وقال الله تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) (24) ،(25) الاحقاف
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وقد سلط الله الريح على الأحزاب المتحزبة على النبي – صلى الله عليه وسلم – كما قال الله سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} (9) الاحزاب ، يقول مجاهد – رحمه الله -: “سلط الله عليهم الريح فكفأت قدورهم، ونزعت خيامهم حتى أظعنتهم، فكانت لا تقيم لهم بناء، حتى قال بعضهم لبعض: “إنه لا يمكن أن يكون لكم المقام، فهلموا ،واذهبوا ، وارتحلوا، فإنا مرتحلون” ، ومن جند الله أيضاً الزلزلة وهي على ضربين:- زلزلة معنوية ، فهي تزلزل القلوب ، أو زلزلة حقيقية ، تزلزل الأرض من تحت أقدامهم ، وتتساقط بيوتهم، وتدمر مصالحهم، وتميد بهم الأرض يمنة ويسرة، وقد يأذن سبحانه للأرض فتخسف بهم، فتفتح فاها لتبتلع أعداءها، ومن جند الله الطوفان الذي أهلك الله به قوم نوح، ونجا به نوحاً ومن معه من المؤمنين، قال الله تعالى : { وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} هود (42) ،(43).
ومن جنود ربك الأنهار ، والبحار ، فقد أغرق الله فرعون وجنوده في البحر ، فقال تعالى : {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} القصص 40، ومن جند الله الفيضانات، والبراكين، والحجارة من سجيل التي أنزلها الله – عز وجل – على أصحاب الفيل، ومن جنود الله الصيحة ، والصواعق ،والطير الابابيل ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، قال تعالى : (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ) (133) الأعراف ، فكل ما على هذه الكواكب، وما يجري في الكون يمكن أن يكون جنديا من جنود الله متى شاء الله ، يقول الله تعالى : {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} المدثر 31،
الدعاء