خطبة عن حديث (دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ ) مختصرة
مايو 19, 2021خطبة حول معنى الحديث ( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي )
مايو 22, 2021الخطبة الأولى (أمة اقرأ لماذا لا تقرأ؟؟ قال تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم آياته : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (1) :(5) العلق
إخوة الإسلام
القراءة هي مفتاح العلم , بل وهي مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة , والأمة التي لا تقرأ ، هي أمة لا تحرف حاضرها من مستقبلها , وهي أمة لا تأخذ عبرة من ماضيها , وهي أمة لا تمتد جذورها إلى أصولها , وأي أمة لا تقرأ ، فهي أمة قد ماتت ، ويكفي الأمة الإسلامية شرفا ، أن أول ما ابتدأ به نزول القرآن الكريم كلمة : (اقرأ )، قال الله تعالى : ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (1) :(5) العلق. فقد جمع الله سبحانه تعالى في هذه الآيات المباركات ، بين عنصري التعلم : وهما القراءة ، والكتابة, بل وجعل سورة كاملة من سور القرآن الكريم باسم (القلم) ، فمِن كَرَمه جل وعلا أنْ علَّم الإنسان ما لم يعلم، فشرّفه وكرّمه بالعلم، والعلم تارة يكون في الأذهان، وتارة يكون في اللسان، وتارة يكون في الكتابة بالبنان، ذهني ولفظي ورسمي ، والاستمرار في طلبه وتعلّمه لا حدَّ له، قال ابن أبي غسّان – رحمه الله-: «لا تزال عالماً ما كنت متعلماً، فإذا استغنيتَ كنتَ جاهلاً». وبالعلم أظهر الله تعالى فضل آدم عليه السلام على الملائكة، وأمرهم بالسجود له، ولهذا صار التعبد لله على غير علم من أكبر المفاسد التي تقع فيها الأمة، وقد ظل سلَفنا الصالح – رضوان الله عليهم – في ظل هذه الكلمة العجيبة (اقْرَأْ) ينهَلون من منابع العلوم والمعارف الشرعية والعلمية والأدبيَّة؛ حتى استطاعوا إقامة حضارة عظيمة، انتشلوا بها البشريةَ من بحور الظلم والتخلُّف، إلى شُطآن العلوم والمعارف، فهذا ابن مسعود رضي الله عنه يقول :كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن ). وأثر عن علي رضي الله عنه وعن غيره :” هتف العلم بالعمل ، فإن أجابه وإلا ارتحل ،وقال الزهري: “إن للعلم غوائل، فمن غوائله أن يترك العمل به حتى يذهب، ومن غوائله النسيان، ومن غوائله الكذب فيه، وهو شر غوائله “. وسئل سفيان الثوري: طلب العلم أحبّ إليك أو العمل؟ فقال: “إنما يراد العلم للعمل، فلا تدع طلب العلم للعمل، ولا تدع العمل لطلب العلم “. فالعمل هو : ثمرة العلم ، والعلم مقصود لغيره بمنزلة الشجرة ، فلا بد مع العلم بدين الإسلام من العمل به ، فإن الذي معه علم ولا يعمل به شر من الجاهل . وعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَ ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ، وَفِيمَا أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ). أخرجه الترمذي ، فالقراءة هي طريق العلم , فلولا القراءة ما تعلم الإنسان ، ولولا القراءة لم يحقق الحكمة من وجوده على هذه الأرض ،وهي عبادة الله وطاعته ، وعمارة هذه الأرض ، فالقراءة هي من أقوى الأسباب لمعرفة الله سبحانه وتعالى ، وعبادته ، وطاعته ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم , والقراءة سبب لاكتساب الأخلاق الحميدة ، والصفات العالية ، والسلوك المستقيم ، وسبب لمعرفة الإنسان لما ينفعه ولما يضره في هذه الحياة من العلوم, وسبب لرفعة الإنسان في هذه الحياة ، وفي الدار الآخرة ، قال الله تعالى : ” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (11) المجادلة . والقراءة تنقلنا من عالم ضيق محدود الأفق ، إلى عالم آخر أوسع أفقًا وأبعد غاية، والقدرة على القراءة نعمة من أهم نعم الله علينا ، كغيرها من الوسائل التي آتاها الله ابن آدم، وإذا أردت أن تعرف هذه النعمة العظيمة ، فما عليك إلا أن تقارن بين نفسك ، وبين من لا يقرأ من معارفك أو أصدقائك، لترى الفرق الهائل بينك وبينهم. والقراءة تفيد الإنسان فـي حياته، فهي توسع دائرة خبراته، وتفتح أمامه أبواب الثقافة، وتحقق التسلية والمتعة، وتكسب القارئ حساً لغوياً أفضل، ويتحدث ويكتب بشكل أفضل، والقراءة تعطي القدرة على التخيل ، وبعد النظر، وتنمي ملكة التفكير السليم، وترفع مستوى الفهم، والقراءة للطفل تساعده على بناء نفسه وتعطيه القدرة على حل المشكلات التي تواجهه.
أيها المسلمون
وإن المتأمل في واقع أمتنا العربية والإسلامية ، وما يحفل به من أدواء ، يلمس أول ما يلمس تفشي الأمية في قطاع كبير من شعوبنا ، مع أن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين العلم والمعرفة، ولكن للأسف توقَّف المسلمون عن القراءة والاطلاع، حتى أصبحت أمَّة (اقرأ) لا تقرأ؛ وسبَقَها إلى ميادين القراءة والاطلاع والعلم أُممٌ وشعوبٌ أخرى، شجعتْ على التعلُّم والقراءة والاطلاع في شتى مجالات الحياةِ؛ مما أدَّى إلى تفوُّقهم وريادتِهم، فأمة (اقرأ) التي حملت رسالة التوحيد و نور الهداية إلى مشارق الأرض ومغاربها، فأخرجت الناس من ظلم العبودية والاضطهاد إلى توحيد رب العباد، ثم ما لبث أن انتشر رسلها حاملين رسائل العلم ونور الحق إلى مختلف أصقاع المعمورة يعلمون الناس ويفقهونهم و يهدونهم سبيل الرشاد. ويوم أن تخلت الأمة عن وظيفتها “اقرا” انفصمت عراها وتبددت كبرياؤها وجبروتها وانتكست معالمها فقد ذهب النور الذي كان جذوة عزها ومجدها، فالمستقبل الثقافي لأمة «اقرأ» أصبح مظلما ولا يبشر ببصيص أمل في نهاية النفق، الأمر الذي يجعلني أقول إننا لن نتمكن من قيادة الجنس البشري على الأقل خلال المئة عام القادمة لفقدنا القدرة على إعطاء ثقافة القراءة أهمية في دولنا العربية
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (أمة اقرأ لماذا لا تقرأ؟؟ قال تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومهما كانت الأسباب الصارفة عن القراءة، فإن جدية الإنسان وهمته وإرادته، وحرصه على بناء شخصيته تُقوض كل تلك الأسباب وإن أثّرت، فهل يتنبه شبابنا وأولادنا لأهمية القراءة، ومجاهدة النفس عليها، فإن القراءة في البداية جهاد، حتى تصبح شهوة ورغبة، وهل يتفطن لهذا المربون والأساتذة فيُشعلون المنافسة بالعودة لهذه الأصول لتعود لنا المكانة والريادة. فلا شك أن القراءة ملكة وفنّ لا يجيده كلّ أحد؛ فكم من القراء الذين يبذلون أوقاتاً طويلة في القراءة؛ ومع ذلك فإن حصيلتهم وإفادتهم منها قليلة جدًّا! ولذلك أسباب، منها: أولاً: قلة الصبر على القراءة والمطالعة، وهذه آفة قديمة ازدادت في عصرنا هذا، خصوصاً مع كثرة الصوارف والمشغلات الأخرى إن ترويض النفس وتربيتها وقسرها على القراءة من أنجح السبل لبناء النفس، خاصة عند نعومة الأظفار وبداية الطلب. وقد يعجز المرء في البداية، أو تصيبه السآمة والملل، ولكنه بطول النفس وسعة الصدر والعزيمة الجادة سوف يكتسب بإذن الله تعالى هذه الملكة حتى تصبح ملازمة له لا يقوى على فراقها، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ)
الدعاء