خطبة عن (أفضل الأيام يوم عرفة)
يونيو 3, 2023خطبة عن (أيام العشر من ذي الحجة ويوم عرفة)
يونيو 3, 2023الخطبة الأولى ( منزلة الحج ، ويوم عرفة) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في صحيح مسلم: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا »
إخوة الإسلام
فالحج أحدُ أركان الإسلام ،فرَضَه الله على أهل الإسلام بقوله سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97]. وقد جاءت السُّنَّة الصحيحة عن النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – بالتصريح بأنَّ الحج أحدُ أركان الإسلام؛ ففي الصحيحين : (عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ عَلَى أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ وَيُكْفَرَ بِمَا دُونَهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ ». وفي مسند أحمد:(عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لاَ تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا هَذِهِ الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِهَا فَإِذَا تَرَكُوهَا وَضَيَّعُوهَا هَلَكُوا »
أيها المسلمون
وللحج منزلة عظيمة في الدين ،فهو من أفضل الأعمال ،ففي الصحيحين 🙁عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ سُئِلَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ « إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ » .قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ « جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ». قِيلَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ «حَجٌّ مَبْرُورٌ»، (وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ – رضي الله عنها – أَنَّهَا قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ،نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ ،أَفَلاَ نُجَاهِدُ قَالَ « لاَ ،لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ »، ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة ففي الصحيحين 🙁عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا ،وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ »، والحاج إن حج ولم يرفث ولم يفسق تطهَّر من ذنوبه وآثامه فيرجع كيوم ولدته أمه، صحيفته بيضاء، ففي الصحيحين : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – « مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ ،فَلَمْ يَرْفُثْ ،وَلَمْ يَفْسُقْ ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ » ، فهنيئاً للحجاج مغفرة الذنوب، إنّهم وفد الله وهم ضيوف الرحمن ،وحق للمزور أن يكرم الزائر ،ففي سنن ابن ماجة : (عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ وَفْدُ اللَّهِ دَعَاهُمْ فَأَجَابُوهُ وَسَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ ». وفي سنن الترمذي : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِى الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ ».
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( منزلة الحج ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومن أركان الحج :الوقوف بعرفة ،فهو من أعظم شعائر الحج وأركانه، وقد وقف عليه الرسول صلى الله عليه وسلم راكباً ناقته القصواء، وخطب عليه خطبته الشهيرة ،ويوم عرفة هو يوم فرح عظيم، يحظى فيه الحجاج بالرحمات، ويفوزون بالأجر والثواب العظيم، فهو يوم يغفر الله فيه الخطايا والذنوب ،ويعتق عباده من النار، وهو يوم يقف فيه النّاس جميعا على صعيد واحد كلهم سواء متجردين من لباس الدنيا، متمسكين بالإيمان والطاعة، فكأنهم في يوم الحشر، أما إبليس فلا يُرى أذل وأصغر وأحقر منه في يوم عرفة ،وفي يوم عرفة، الكل يرفع يديه بالدعاء يرجو الرحمة والمغفرة، فالكلّ عبيد لله عزّ وجلّ، يطمعون أن يقبل تضرعهم ويباهي بهم ملائكته ،وقد روى ابن عبد البر بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: (وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات، وكادت الشمس أن تؤوب، فقال: (يا بلال! أنصت لي الناس) فقام بلال، فقال: أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنصت الناس، فقال: (معاشر الناس، أتاني جبريل آنفًا، فاقرأني من ربي السلام، وقال: إن الله غفر لأهل عرفات وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات) فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، هذا لنا خاص، فقال: (هذا لكم، ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة) فقال عمر رضي الله عنه: كثر خير الله وطاب)،وفي صحيح مسلم :(قَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ ». وفي سنن البيهقي : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ أَهْلَ السَّمَاءِ فَيَقُولُ لَهُمُ : انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا».
أيها المسلمون
وصيام يوم عرفة سنة، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصومه ،فمن صام يوم عرفة فله أجر عظيم، ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ) ،فيوم عرفة هو يوم الطاعة والاجتهاد في العبادة، فعلينا أن نغتنم الفرصة وألاّ نضيِّع أفضل أيام الدُّنيا؛ فإذا كانت ليلة القدر مجهولة فأن يوم عرفة معلوم، وإذا كانت ليلة القدر تتنزل فيها الملائكة ،فإن الله ينزل يوم عرفة؛ كما يجب على كل مسلم الحرص على العمل الصالح في الأيام العشر من ذي الحجة، وخاصة في يوم عرفة؛ لأنّها أحب وأفضل عند الله من غيرها ففي صحيح البخاري :(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – أَنَّهُ قَالَ « مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ » . قَالُوا وَلاَ الْجِهَادُ قَالَ « وَلاَ الْجِهَادُ ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ »
الدعاء