خطبة عن ( تكريم المرأة في الإسلام )
مايو 9, 2016خطبة عن ( فضل القرآن الكريم )
مايو 10, 2016الخطبة الأولى ( هجر القرآن )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) (30)الفرقان ،
إخوة الإسلام
المشروع في حق المسلم أن يحافظ على تلاوة القرآن ويكثر من ذلك حسب استطاعته، امتثالاً لعموم قول الله سبحانه وتعالى: (اتل ما أوحي إليك من الكتاب) [العنكبوت:45]، وقوله: (واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك) [الكهف:27]، وقوله عن نبيه صلى الله عليه وسلم: (وأمرت أن أكون من المسلمين* وأن أتلو القرآن) [النمل:91-92]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأوا القرآن، فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة. رواه مسلم، وأن يبتعد عن هجره والانقطاع عنه بأي معنى من معاني الهجر التي ذكرها العلماء في تفسير هجر القرآن.. وقد بدأ مخطط أعدائنا بتحويل القرآن الكريم ، كتاب الله ، من قوة حاكمة دافعة للمجتمع ، إلى مجرد كتاب يحمل ذكريات. فتُغير عليه قوى الشر ولا يتحرك المسلمون للدفاع عنه. وأصبح القرآن الكريم الذي هو حياة الأمة، رمزا للموت فيها، فلا يقرأ إلا في سرادقات العزاء، ولا تكاد تسمع القرآن في مكان حتى تسأل عمن توفى! ، قال ابن القيم في كتابه القيم ” الفوائد “: وهجر القرآن أنواع: أحدها: هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه. والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، وإن قرأه وآمن به. والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه، واعتقاد أنه لا يفيد اليقين، وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم. والرابع: هجر تدبره وتفهمه، ومعرفة ما أراد المتكلم به منه. والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره، ويهجر التداوي به … وإن كان بعض الهجر أهون من بعض.
إخوة الإسلام
فمن منا يقرأ القرآن يوميا؟! فإن قراءة الصحف اليومية تستغرق من المرء أكثر من ساعة يوميا، فهل قراءة تلك الصحف أهم من قراءة القرآن؟! – وأما سماع القرآن … لقد استبدلناه بسماع الأغاني ومشاهدة الأفلام والتمثيليات ومتابعة المباريات. – وأخلاقنا الآن في وادٍ وما ينادي به القرآن من التحلي بقويم الأخلاق في وادٍ آخر. – وصرنا نعرف حلاله وحرامه ولا نقف عندهما، بل نتفاخر بالتملص منهما، ونصف من يلتزم بهما بالسذاجة وقلة الخبرة. – بل وتعلمنا كيف نجادل لا لإثبات تعاليم ربنا ولكن لكي نتفلت منها، ونعمل بغيرها. ظننا أن التقدم الخادع الذي أحدثته الأمم من حولنا إنما مرجعه للتخلي عن الدين، فلما تخلينا عن ديننا انحرفنا وزغنا عن طريق التمكين. – والتخلي عن التحاكم إليه في حياتنا وفي معاملاتنا هو واقعنا . – وتركنا فهم معانيه ومن ثم تدبر آياته، وأصبح معظم ما نعرفه عنه عكس المراد به. – وتركنا تعلم لغته ولجأنا إلى لغات المستعمر، وأصبح تجنب الحديث باللغة العربية والرطانة بهذه اللغات مصدر فخر وإعزاز بيننا. – وتركنا التداوي به ولجأنا إلى الاعتماد على الأسباب المادية فقط. إني لأعجب من أمة تهجر كتاب ربها وتُعرض عن سنة نبيها، ثم بعد ذلك تتوقع أن ينصرها ربها؟ فإن هذا مخالف لسنن الله في الأرض. فإن التمكين الذي وعد به الله، والذي تحقق من قبل لهذه الأمة، كان بفضل التمسك بكتاب الله عز وجل، الدستور الرباني الذي فيه النجاة مما أصابنا الآن. وإن الذين يحلمون بنزول النصر من الله لمجرد أننا مسلمون لواهمون. ذلك أن تحقيق النصر له شروط. قال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور : 55]. كما أن ما بعد النصر له شروط. قال الله تعالى: { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج : 41]. فعودوا إلى كتاب ربكم تنالوا نصره في الدنيا وتدخلوا جنته في الآخرة.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( هجر القرآن )
الحمد لله رب العالمين ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
لقد هُجر القرآن الكريم تلاوة ، وزهد الكثير في مذكراته وحفظه وتدارسه ، وهجر أيضا سماعه فأقبل الناس على سماع مزمار الشيطان، وهجر تحاكما وعملا وحُكِّمت بدله القوانين الوضعية والرغبات النفسية ، وهجر تدبرا ، ولو أنزله الله على الجبال الشامخات لتصدعت من خشيتها لله لأنه كلامه سبحانه وتعالى، وهجر القرآن الكريم استشفاء وتداويا و لجأ بعض الناس إلى السحرة و العرافين الذين أفسدوا على الناس دينهم ودنياهم ، ولله المشتكى. ” والإنسان قد يهجر القرآن فلا يؤمن به ولا يسمعه ولا يُصغي إليه ، وقد يؤمن به ولكن لا يتعلمه ، وقد يتعلمه ولكن لا يتلوه ، وقد يتلوه ولكن لا يتدبره ،وقد يحصل التدبر ولكن لا يعمل به، فلا يُحل َّ حلالَه ولا يُحرم حرامه، ولا يُحكِّمه ولا يتحاكم إليه ، ولا يَستشفي به مما فيه من أمراض في قلبه وبدنه ، فيحصل الهجر للقرآن من الشخص بقدر ما يحصل منه من الإعراض “. وسلفنا الصالح ( رضوان الله عليهم) قد حذروا من هجر القرآن الكريم وذكروا الأسباب التي أدت إلى ذلك ، وذموا من هجره . فعن عثمان بن عفان –رضي الله عنه- قال : “لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام الله وما أحب أن يأتي علي يوم ولا ليلة إلا أنظر في كلام الله -يعني في المصحف- وعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه- قال : لقد عشنا بُرهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده فيها كما تعلمون أنتم القرآن، ثم قال: لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته، ما يدري ما أمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه ينثره نثر الدَّقَل – أردأ التمر- “.رواه الحاكم في المستدرك ،وعن معاذ بن جبل-رضي الله عنه-قال: “سَيَبْلى القرآن في صدور أقوام كما يَبْلى الثوب ، فيتهافت، يقرؤونه لا يجدون له شهوة ،ولا لذة …”.الدرامي في السنن ، وعن أبي عبد الرحمن السلمي –رحمه الله- قال : ” أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات، لم يجاوزهن إلى العشر الأُخر ، حتى يعلموا ما فيهن ، فكنا نتعلم القرآن و العمل به، وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء ، لا يُجاوز تراقيهم” .سير أعلام النبلاء للذهبي ، ويقول الإمام الآجري –رحمه الله- :فأما من قرأ القرآن للدنيا، ولأبناء الدنيا فإن من أخلاقه أن يكون حافظاً لحروف القرآن، مضيعاً لحدوده، متعظماً في نفسه، متكبراً على غيره، قد اتخذ القرآن بضاعة يتأكَّل به الأغنياء، ويستقضي به الحوائج، يعظم أبناء الدنيا ويُحقِّر الفقراء،
أيها المسلمون
فعلينا الرجوع إلى كتاب ربنا علما وعملا ، فهو الصراط المستقيم، والمنهج القويم والمصدر للتشريع والنور المبين للأمة، من طلب العزة في غيره أذله الله ، ومن بحث عن الرفعة في غيره وضعه الله، ومن اهتدى بغير هديه أضله الله، وفي سنن البيهقي وغيره ، (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « إِنِّي قَدْ خَلَّفْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا مَا أَخَذْتُمْ بِهِمَا أَوْ عَمِلْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي )
الدعاء