خطبة عن ( من هم أصحاب الجنة ؟)
يوليو 5, 2016خطبة عن (من أسماء الله الحسنى (اسم الله البصير، الأول)
يوليو 6, 2016الخطبة الأولى ( اسم الله (الإله ، الواحد ، الأحد ، الصمد)
الحمد لله رب العالمين.. الهم لك الحمد عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .. واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ..واشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم والقلب الرحيم ورحمة الله للخلق أجمعين ..اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الله تعالى في محكم ’آياته (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) الاعراف 180.. وقال تعالى : ( وَهُوَ الذِي فِي السَّمَاءِ إِلهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الحَكِيمُ العَليمُ ) الزخرف 84
إخوة الإسلام
من أسماء الله الحسنى اسمه تعالى : ( الإله )، فقد سمي الله به نفسه في مواضع كثيرة منها قوله تعالى : ( وَهُوَ الذِي فِي السَّمَاءِ إِلهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الحَكِيمُ العَليمُ ) الزخرف 84 ، وقوله تعالى : (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) البقرة 163 ، وكانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَدعو منَ الليل فيقول: (أنتَ إلهي لا إلهَ لي غيرك ) ، ومعنى الإله : أي المعبود…فالإله الحق هو الله ..وهو المستحق للعبادة وحده دون غيره .. والإله: هو الذي تعظمه القلوب.. وتخضع له الرقاب..ويسجد له من في السماوات والأرض ،يقول سبحانه : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) النحل 49 ، 50 ، نعم.. فكل المخلوقات تعبده عن رضا ومحبة.. إلا أهل الكفر من الإنس والجن… والإله : هو الذي يستحق الطاعةَ ، ويستوجب منكم العبادة..فهو إله ومعبودٌ واحدٌ.. وربٌّ واحد، فلا تعبدوا غيرَه، ولا تشركوا في عبادته معه سواه…يقول سبحانه : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) الكهف 110 ، واسم الإله يختلف في معناه عن اسم الرب . .فالرب معناه يعود إلى الانفراد بالخلق… والتدبير ، أما الإله… فهو المستحق للعبادة والطاعة والاستسلام لأمره .
أيها المسلمون
ومن أسماء لله عز وجل : ( الواحد) ، فقد سمي الله به نفسه في القرآن في مواضع متعددة، منها قوله تعالى : ( قُل اللهُ خَالقُ كُل شَيْءٍ وَهُوَ الوَاحِدُ القَهَّارُ) الرعد 16 ، وقوله تعالى (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ .لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) غافر 16 ، وفي السنة عند النسائي وصححه الشيخ الألباني أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ المَسْجِدَ ..إذَا رَجُلٌ قَدْ قَضَى صَلاَتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ ..فَقَال َ: اللهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَللهُ بِأَنَّكَ الوَاحِدُ.. الأَحَدُ.. الصَّمَدُ.. الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ.. أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي ..إنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : قَدْ غُفِرَ لَهُ ثَلاَثاً )… ومعنى الواحد: هو القائم بنفسه.. المنفرد بوصفه.. الذي لا يفتقر إلى غيره أزَلا وأبَدا .. والواحد هو : الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته.. فهو سبحانه واحد.. كان ولا شيء معه ولا شيء قبله… وعند البخاري قال صلى الله عليه وسلم : ( كان اللهَ ولم يكن شيء قبلهُ ، وكان عرشه على الماء ، ثم خلقَ السماواتِ والأرضَ ، وكتب في الذكر كل شيء ) .. والواحد : هو المعبود وحده دون غيره …وهذا هو سيدنا يوسف عليه السلام يدعو قومه إلى عبادة الله الواحد القهار… قال الله تعالى على لسانه : (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) يوسف .. أما دعاء الله باسمه الواحد دعاء مسألة ..فكما ورد في الحديث الصحيح الذي تقدم : (اللهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَللهُ بِأَنَّكَ الوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ )..
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( أسماء الله الحسنى)
الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه … واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له … واشهد أن محمدا عبده ورسوله …اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
ومع أسماء الله الحسنى نستكمل حديثنا… ونأتي إلى اسم الله عز وجل : (الأحد ). قال تعالى : ( قُل هُوَ اللهُ أَحَد) فمعنى الأحدية : الانفراد..ونفي المثلية.. أي (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) ، فبين سبحانه انفراده عن كل شيء من أوصاف المخلوقين ..وفي الحديث الصحيح الذي تقدم : (اللهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَللهُ بِأَنَّكَ الوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ..
ومن أسماء الله الحسنى : اسمه تعالى : (الصمد )، فقد ثبت في القرآن في قوله تعالى: ( قُل هُوَ اللهُ أَحَد..اللهُ الصَّمَدُ ) ، وقد ورد في السنة في عدة مواضع.. منها ما رواه الإمام البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.. أن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى ( كذَّبني ابنُ آدمَ ولم يكُن له ذلك ، وشَتَمني ولم يكن له ذلك.. فأَما تكذيُبهُ إيايَ فقوله : لن يعيدني كما بدأنِي ، وليس أوَّلُ الخلقِ بأَهونَ عليَّ من إعادته…وأما شتمُهُ إيايَ فقولُه : اتَّخَذَ اللَّهُ ولداً وأَنا الأَحدُ الصمدُ ، لم أَلِدْ ولم أُولَد ، ولم يكُن لي كُفواً أحد )… فسمي الله نفسه بالصمد.. ومعنى الصمد : هو السيد الذي لا يكافئه من خلقه أحد… والصمد : هو المستغنى عن كل من سواه.. بل كل من سواه مفتقر إليه معتمد عليه.. والصمد : هو الكامل في جميع صفاته وأفعاله… لا نقص فيه بوجه من الوجوه.. ولا يوصف بصفته أحد ..وليس فوقه أحد.. والصمد: هو الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم وسائر أمورهم( أي يلجأون إليه ) والصمد: هو الذي لا جوف له.. فليست له أحشاء ..لا يدخل فيه شيء.. ولا يخرج منه شيء .. لا يأكل الطعام..ولا يشرب الشراب .. والصمد : هو السيد الذي قد كمُل في سُؤدَده…والشريف الذي قد كمل في شرفه…والعظيم الذي قد عظم في عظمته…والحليم الذي قد كمل في حلمه…والغني الذي قد كمل في غناه …والجبَّار الذي قد كمل في جبروته…والعالم الذي قد كمل في علمه…والحكيم الذي قد كمل في حكمته…و هو الباقي الذي لا يفنَى.
الدعاء