خطبة عن ( بيعة العقبة والاستعداد للهجرة)
يوليو 13, 2016خطبة عن ( رحلة الاسراء والمعراج)
يوليو 13, 2016الخطبة الأولى ( رحلة الرسول إلى الطائف، وموقفهم منه وبيعة العقبة الأولى)
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
في الصحيحين : (أَنَّ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – زَوْجَ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ « لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِى عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ ، فَلَمْ يُجِبْنِى إِلَى مَا أَرَدْتُ ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِى ، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِى ، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِى ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِى فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ ، فَنَادَانِى مَلَكُ الْجِبَالِ ، فَسَلَّمَ عَلَىَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ ، فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمِ الأَخْشَبَيْنِ ، فَقَالَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا »
إخوة الإسلام
نستكمل سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..فقد توجه صلى الله عليه وسلم إلى أهل الطائف قرب مكة ولأول مرة يخرج الرسول بدعوته خارج مكة ..فماذا حدث؟ .لقد رفضوا الإسلام ..ولم يكتفوا بذلك ..بل سلطوا عليه غلمانهم وأطفالهم وسفهاءهم فرموه بالحجارة ..حتى أدميت قدماه ..وطردوه خارج الطائف فخرج منها رسول الله حزينا .يقول صلى الله عليه وسلم ( فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِى ، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِى ، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِى ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِى فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ ، فَنَادَانِى مَلَكُ الْجِبَالِ ، فَسَلَّمَ عَلَىَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ ، فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمِ الأَخْشَبَيْنِ ، فَقَالَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا » .ثم سار صلى الله عليه وسلم وهو مكروب موجع ، تسيل رجلاه دما ،فدخل حائطا فإذا في الحائط عقبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، فلما رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما الله ورسوله ، فلما رأياه أرسلا إليه غلاما لهما يدعى عداسا وهو نصراني من أهل نينوى معه عنب ، فلما جاءه عداس قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أي أرض أنت يا عداس ؟ » قال له عداس : أنا من أهل نينوى ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : من مدينة الرجل الصالح يونس بن متى ،فقال له عداس : وما يدريك من يونس بن متى قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ..وكان لا يحقر أحدا أن يبلغه رسالة ربه : « أنا رسول الله ، والله تعالى أخبرني خبر يونس بن متى » . فلما أخبره بما أوحى الله عز وجل من شأن يونس بن متى ، خر عداس ساجدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يقبل قدميه وهما يسيلان الدماء ..ثم سار صلى الله عليه وسلم حتى دخل مكة. وجاء موسم الحج ..فذهب صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل .. فلما أراد الله عز وجل إظهار دينه وإعزاز نبيه صلى الله عليه وسلم وإنجاز موعده له .عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم نفسه على جماعة من الأنصار من قبيلة الخزرج ..قال لهم : ممن أنتم ؟ قالوا : نفر من الخزرج . قال : أمن موالي يهود ؟ قالوا : نعم ، قال : أفلا تجلسون أكلمكم ؟ قالوا : بلى .قال : فجلسوا معه ، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل وعرض عليهم الإسلام ، وتلا عليهم القرآن. وكانت الأوس والخزرج أهل شرك وأصحاب أوثان ، فكانوا.. إذا كان بينهم شيء ، قالت اليهود : إن نبيا مبعوث الآن قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم .فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر ودعاهم إلى الله عز وجل ، قال بعضهم لبعض : يا قوم اعلموا والله أن هذا النبي الذي توعدكم به يهود فلا تسبقنكم إليه ، فأجابوه لما دعاهم إلى الله عز وجل ، وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام وقالوا له : إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم ، وعسى الله عز وجل أن يجمعهم الله بك. وسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك ، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين ، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك..
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية ( بيعة العقبة الاولى )
الحمد لله رب العالمين .اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وفي العام التالى كانت بيعة العقبة الأولى وفيها بايع جماعة من الانصار رسول الله . فقال لهم « تَعَالَوْا بَايِعُونِى عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلاَ تَسْرِقُوا ، وَلاَ تَزْنُوا ، وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ ، وَلاَ تَأْتُونَ بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ ، وَلاَ تَعْصُونِى فِى مَعْرُوفٍ ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ فِى الدُّنْيَا فَهْوَ لَهُ كَفَّارَةٌ ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ، إِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ ».. وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع القوم مصعب بن عمير ليؤمهم في الصلاة ..ويدعوهم الى الإسلام .. فَنَزَلَ فِي بني غَنْمٍ عَلَى أَسْعَدَ بن زُرَارَةَ، فَجَعَلَ يَدْعُو النَّاسَ سِرًّا، وَيَفْشُو الإِسْلامُ، وَيَكْثُرُ أَهْلُهُ وَهُمْ فِي ذَلِكَ مُسْتَخْفُونَ بِدُعَائِهِمْ، ثُمَّ إِنَّ أَسْعَدَ بن زُرَارَةَ أَقْبَلَ هُوَ وَمُصْعَبُ بن عُمَيْرٍ حَتَّى أَتَيَا بِئْرَ مُرِّيٍّ أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا، فَجَلَسْنَا هُنَالِكَ وَبَعَثَا إِلَى رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ فَأَتَوْهُمْ مُسْتَخْفِينَ، فَبَيْنَمَا مُصْعَبُ بن عُمَيْرٍ يُحَدِّثُهُمْ وَيَقُصُّ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ أُخْبِرَ بِهِمْ سَعْدُ بن مُعَاذٍ، فَأَتَاهُمْ فِي لأُمَتِهِ مَعَهُ الرُّمْحُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: عَلامَ يَأْتِينَا فِي دُورِنَا بِهَذَا الْوَحِيدِ الْفَرِيدِ الطَّرِيحِ الْغَرِيبِ، يُسَفِّهُ ضُعَفَاءَنَا بِالْبَاطِلِ، وَيَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ؟ لا أَرَاكُمْ بَعْدَهَا بِشَيْءٍ مِنْ جِوَارِنَا، فَرَجَعُوا، ثُمَّ إِنَّهُمْ عَادُوا الثَّانِيَةَ بِبِئْرِ مُرِّيٍ أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا، فَأُخْبِرَ بِهِمْ سَعْدُ بن مُعَاذٍ الثَّانِيَةَ، فَوَاعَدَهُمْ بِوَعِيدٍ دُونَ الْوَعِيدِ الأَوَّلِ، فَلَمَّا رَأَى أَسْعَدُ مِنْهُ ليِنًا، قَالَ: يَا ابْنَ خَالَةِ اسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ، فَإِنْ سَمِعْتَ مُنْكَرًا، فَارْدُدْهُ يَا هَذَا مِنْهُ، وَإِنْ سَمِعْتَ خَيْرًا فَأَجِبْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَاذَا يَقُولُ؟ فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ مُصْعَبُ بن عُمَيْرٍ: “حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ، إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” [الزخرف آية 3].. فكيف كان موقف سعد بن معاذ لما سمع القرآن، ذلك ما نستكمله في اللقاء القادم إن شاء الله .
.الدعاء