خطبة عن (الْعَبْدَ التَّقِىَّ الْغَنِىَّ الْخَفِيَّ) مختصرة
مايو 17, 2022خطبة عن حديث (دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ) مختصرة
مايو 17, 2022الخطبة الأولى (الله الحفيظ والحافظ) مختصرة
الحمد لله رب العالمين ..وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم آياته : (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف 180، وروى البخاري ومسلم 🙁 أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: “إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ”،
إخوة الإسلام
اليوم -إن شاء الله- موعدنا مع اسمين من أسماء الله الحسنى، ألا وهما اسمه: ( الحفيظ والحافظ )، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ [هود: 57]. وقال تعالى: ﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 64] .فالله تعالى هو الحافظ يحفظ السماوات والأرض وما فيهما ،وهو سبحانه – يحفظ عبده من المهالك ـومن مصارع السوء ،قال تعالى: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 11]. أي بأمر الله، وقال ابن عباس : (هم الملائكة يحفظونه بأمر الله فإذا ،جاء القدر خلوا عنه) ، وقال على رضي الله عنه : (إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر ،فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه ،وإن الأجل جنة حصينة )، وقال مجاهد : (ما من عبد إلا وله ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام ،فما من شيء يأتيه إلا قال له وراءك ، إلا شيئا أذن الله فيه فيصيبه) . والله تعالى هو( الحفيظ) يحفظ على الخلق أعمارهم، ويُحصي عليهم أقوالهم ،ويحفظ أولياءه فيعصمهم عن مُواقَعَةِ الذنوب ، ويحرسهم من مكائد الشيطان ،ليسلموا من فتنته وشرِّه ،وروى الترمذي في سننه : أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ”، وفي الحديث القدسي: “يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا”. وقال تعالى: ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا﴾ [النبأ: 29]. ، وقد وَكَّلَ بهذه الأعمال حَفَظَةً كِرامًا من الملائكة قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ الانفطار: 10 – 12 وقد مدح الله سبحانه – الذين يحفظون حقوق الله وحدوده، فقال تعالى: ﴿ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 112]. ، فاحفظوا الله يحفظكم ، واعبدوه يقربكم، وخافوا عذابه ينجكم ،
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية (اسم الله الحفيظ والحافظ)
الحمد لله رب العالمين ..وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
وإيمان المسلم باسمه تعالى : ( الحفيظ ، والحافظ) له آثاره في حياته وسلوكه ،فمن آثار الإيمان باسمه تعالى الحفيظ الحافظ : أن يحفظ المؤمن رأسه، وبطنه، وحفظ الرأس يدخل فيه حفظ السمع، والبصر، واللسان من المحرمات، وحفظ البطن يتضمن حفظ القلب عن الإصرار على مُحَرَّمٍ، ويدخل في حفظ البطن حفظه من إدخال الحرام إليه من المأكولات والمشروبات. ومما يجب حفظه من المَنهِيَّاتِ حفظ اللسان والفرج، قال تعالى: ﴿وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ ﴾ الأحزاب: 35. وروى الإمام أحمد في مسنده 🙁عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فُقْمَيْهِ وَفَرْجَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ » .وفي سنن الترمذي : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَشَرَّ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ». ، ومن أعظم ما يجب على المسلم حفظه من حقوق الله (التوحيد) فإن من حفظ هذا الحق حفظه الله يوم القيامة ،وأَمَّنَهُ من عذابه، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]. وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث معاذ- رضي الله عنه – أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال لمعاذ: “هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ؟ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ؟”، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: “فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا”، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ؟ قَالَ: “لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا” .وبالجملة فإن المؤمن مأمور بحفظ دينه، وكلما كان المؤمن لدينه أحفظ كان حفظ الله له أعظم، قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّاي فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40]. ومن آثار الإيمان بهذين الاسمين العظيمين: أن المحفوظ هو ما حفظه الله سبحانه وتعالى، وقد تَكَفَّلَ الله بحفظ كتابه العزيز، قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9] . وفي الحديث 🙁 احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ » رواه الترمذي .
الدعاء