MinbarLogMinbarLogMinbarLogMinbarLog
  • الرئيسية
  • خطب منبرية مكتوبة
    • خطبة الاسبوع
    • موسوعة الخطب المنبرية
    • خطب منبرية بصيغة ” وورد – Word “
  • خطب منبرية صوتية
  • دروس وندوات
  • أخترنا لكم
    • القرأن الكريم – فلاش
    • القرأن الكريم – إستماع
    • تفسير القرآن الكريم – الشيخ نشأت أحمد
    • تفسير القرأن الكريم -الشيخ الشعراوى
    • شرح صحيح البخارى – الشيخ هتلان
    • المكتبة الشاملة – تحميل
    • إذاعة القرآن الكريم
    • شرح زاد المستقنع – الشنقيطي
    • سلسلة السيرة النبوية – راغب السرجانى
    • أحداث النهاية – محمد حسان
      • صوتى
      • فيديو
    • موقع الشيخ محمد حسين يعقوب
    • نونية ابن القيم في وصف الجنة
      • عبدالواحد المغربى
      • فارس عبّاد
  • الخطب القادمة
  • إتصل بنا
    • سياسة الخصوصية
  • من نحن؟
  • English Friday Sermons
خطبة عن ( من أخلاق الرسول العزة ) مختصرة
16 أكتوبر، 2020
خطبة عن ( من أخلاق الرسول الصدق ) مختصرة
16 أكتوبر، 2020

خطبة عن ( من أخلاق الرسول العدل ) مختصرة

16 أكتوبر، 2020

                   الخطبة الأولى ( من أخلاق الرسول العدل ) مختصرة  

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين                          

                           أما بعد    أيها المسلمون

قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى} (النحل:90) .وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ  وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا  اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ } [المائدة: 8]. ورَوَى مُسْلِم في صحيحه. (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا ».

 إخوة الإسلام

إن الإسلام هو دين العدالة ، وإنَّ أمة الإسلام هي أمة الحق والعدل ، وقد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم العدل، وكان نموذجًا في أعلى درجاته، وأقامه خلفاؤه من بعده. وفي صحيح البخاري (أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ – رضى الله عنه – قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَهْوَ يَقْسِمُ قَسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ – وَهْوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ – فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ . فَقَالَ « وَيْلَكَ ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ »  

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  نموذجا يحتذى به في العدل  ، وبلغ العدل ذروته في شخصه الكريم فكان صلى الله عليه وسلم عادلات مع أولاده وأقاربه  ، وكيف لا وهو القائل لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها: ففي الحديث المتفق عليه (عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ امْرَأَةً سَرَقَتْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ ، فَفَزِعَ قَوْمُهَا إِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ يَسْتَشْفِعُونَهُ ، قَالَ عُرْوَةُ فَلَمَّا كَلَّمَهُ أُسَامَةُ فِيهَا تَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ « أَتُكَلِّمُنِي فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ » . قَالَ أُسَامَةُ اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَلَمَّا كَانَ الْعَشِىُّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – خَطِيبًا ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ « أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ النَّاسَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمِ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ ، وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا » . ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ ، فَقُطِعَتْ يَدُهَا ، فَحَسُنَتْ تَوْبَتُهَا بَعْدَ ذَلِكَ وَتَزَوَّجَتْ . قَالَتْ عَائِشَةُ فَكَانَتْ تَأْتِى بَعْدَ ذَلِكَ فَأَرْفَعُ حَاجَتَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – )

 ومن عدله صلى الله عليه وسلم مع أقاربه عدله مع عمه العباس يوم أسر في غزوة بدر فقد روى الإمام أحمد في مسنده(  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ الَّذِى أَسَرَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو الْيَسَرِ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو أَحَدُ بَنِى سَلِمَةَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « كَيْفَ أَسَرْتَهُ يَا أَبَا الْيَسَرِ ». قَالَ لَقَدْ أَعَانَنِي عَلَيْهِ رَجُلٌ مَا رَأَيْتُه بَعْدُ وَلاَ قَبْلُ هَيْئَتُهُ كَذَا هَيْئَتُهُ كَذَا. قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَقَدْ أَعَانَكَ عَلَيْهِ مَلَكٌ كَرِيمٌ ». وَقَالَ لِلْعَبَّاسِ « يَا عَبَّاسُ افْدِ نَفْسَكَ وَابْنَ أَخِيكَ عَقِيلَ بْنَ أَبِى طَالِبٍ وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ وَحَلِيفَكَ عُتْبَةَ بْنَ جَحْدَمٍ ». أَحَدُ بَنِى الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ قَالَ فَأَبَى وَقَالَ إِنِّى قَدْ كُنْتُ مُسْلِماً قَبْلَ ذَلِكَ وَإِنَّمَا اسْتَكْرَهُونِي. قَالَ « اللَّهُ أَعْلَمُ بِشَأْنِكَ إِنْ يَكُ مَا تَدَّعِى حَقًّا فَاللَّهُ يَجْزِيكَ بِذَلِكَ وَأَمَّا ظَاهِرُ أَمْرِكَ فَقَدْ كَانَ عَلَيْنَا فَافْدِ نَفْسَكَ ». وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ أَخَذَ مِنْهُ عِشْرِينَ أُوقِيَّةَ ذَهَبٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ احْسِبْهَا لِي مِنْ فِدَايَ . قَالَ « لاَ ذَاكَ شَيْءٌ أَعْطَانَاهُ اللَّهُ مِنْكَ ». قَالَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لِي مَالٌ. قَالَ « فَأَيْنَ الْمَالُ الَّذِى وَضَعْتَهُ بِمَكَّةَ حَيْثُ خَرَجْتَ عِنْدَ أُمِّ الْفَضْلِ وَلَيْسَ مَعَكُمَا أَحَدٌ غَيْرَكُمَا – فَقُلْتَ إِنْ أُصِبْتُ فِي سَفَرِي هَذَا فَلِلْفَضْلِ كَذَا وَلِقُثَمَ كَذَا وَلِعَبْدِ اللَّهِ كَذَا ». قَالَ فَوَ الَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَلِمَ بِهَذَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ غَيْرِى وَغَيْرُهَا وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ) – وكان صلى الله عليه وسلم ويأمر بالعدل بين الأولاد: وَمِنْ صُورِ ذَلِكَ أَنَّ النُّعمانَ بْنَ بَشيرٍ   قَالَ: أَعْطَانِي أَبي عَطِيةً، فَقَالَتْ أمُّه عُمَرةُ بِنْتُ رَواحَةَ: لَا أرْضَى حَتَّى يشهَدَ رَسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)، فَأَتَى رَسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) فَقَالَ: إِنِّي أَعطَيْتُ ابْنِي مِنْ عَمرةَ بِنْتَ رَوَاحَةَ عَطِيةً, فَأمرَتْنِي أَن أُشهِدَكَ يَا رسُولَ اللهِ!  فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): “أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا؟” قَالَ: لَا. قَالَ: “فاتَّقُوا اللهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ” فَرَجَعَ بَشيرٌ, فردَّ عطيَّتَهُ. [متفقٌ عليْهِ].

وكان صلى الله عليه وسلم ويعدل بين أزواجه: فقد روى البيهقي وأبو داود والطبراني   (عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لاَ يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْقَسْمِ مِنْ مُكْثِهِ عِنْدَنَا وَكَانَ قَلَّ يَوْمٌ إِلاَّ وَهُوَ يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا فَيَدْنُو مِنْ كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى الَّتِي هُوَ يَوْمُهَا فَيَبِيتُ عِنْدَهَا وَلْقَدْ قَالَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ حِينَ أَسَنَّتْ وَفَرِقَتْ أَنْ يُفَارِقَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمِي لِعَائِشَةَ. فَقَبِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْهَا قَالَتْ نَقُولُ فِي ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِى أَشْبَاهِهَا أُرَاهُ قَالَ (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا ). وَمن صور العدْل بينَ الزَّوْجَاتِ ، فَقَدْ كَانَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) يقْسِمُ بينَهُنَّ مَا يقْدِرُ عَلَى قسْمَتِه مِنْ بَيْتٍ ونفَقَةٍ وَنحْوِهِمَا بالقسْطِ التَّامِّ سَفَرًا وَحَضرًا، يَبِيتُ عندَ كُلِّ وَاحِدَةٍ ليلةً، وينْفِقُ عَلَى كُلِّ واحدَةٍ مَا فِي يدِه بالسويَّةِ، وَبنى لكلِّ واحِدةٍ حُجْرةً، وَإِذَا سَافَرَ أَقْرَع بينهُنَّ, وَخرجَ بالَّتِي تَخرُجُ لَها القُرْعَةُ, وَلَمْ يفرِّطْ فِي شيْءٍ مِن ذَلِكَ، حَتَّى فِي مَرضِ مَوْتِه، حَيثُ كَانَ يُدارُ بِه عَلَى نِسَائِه، كُلُّ وَاحدَةٍ فِي نوبَتِها، وَلمَّا شقَّ عليْهِ ذَلكَ، وعلِمْنَ أَنَّه يحبُّ أن يسْتِقرَّ فِي بيتِ عائشةَ – رَضِي اللهُ عنهُنَّ كلِّهنَّ – أذِنَّ له في أن يُمَرَّض في بيتِها، فمَكثَ فِيه حَتَّى أَتَاهُ اليَقِينُ، وَمَع ذَلِكَ العدْلِ الَّذِي كَانَ يَقُومُ بِه معهُنَّ كَانَ يعْتَذِر إِلَى اللهِ تَعَالَى وَيَقُولُ: “اللهُمَّ هَذَا قَسَمِي فِيمَا أَمْلِكُ، فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ ” [رواه أبوداود والترمذيُّ]. وَقد حَذَّر النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) مِنَ الميْلِ إِلى إِحْدَى الزَّوْجَاتِ عَلَى حِسَابِ الأخْرَى, فَقَالَ عَليه الصلاةُ وَالسَّلامُ: “مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ, فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا, جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ” [رواه مسلم].

وكان صلى الله عليه وسلم عادلا مع أصحابه – فقد روى البيهقي (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رَجُلاً ضَاحِكًا مَلِيحًا قَالَ فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَيُضْحِكُهُمْ فَطَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِإِصْبَعِهِ فِي خَاصِرَتِهِ فَقَالَ : أَوْجَعْتَنِي. قَالَ :« اقْتَصَّ ».قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَلَيْكَ قَمِيصًا وَلَمْ يَكُنْ عَلَىَّ قَمِيصٌ. قَالَ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَمِيصَهُ فَاحْتَضَنَهُ ثُمَّ جَعَلَ يُقَبِّلُ كَشْحَهُ فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي   يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَدْتُ هَذَا)

                                أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

                   الخطبة الثانية ( من أخلاق الرسول العدل ) مختصرة  

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين                          

                           أما بعد    أيها المسلمون

ولما ظن الأنصار أن الرسول حابى قومه في غنائم  هوازن بعد غزوة حنين بين لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة الأمر ففي مسند أحمد (عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا فِي قُرَيْشٍ وَقَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِي الأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ وَجَدَ هَذَا الْحَىُّ مِنَ الأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى كَثُرَتْ فِيهِمُ الْقَالَةُ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ لَقِىَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَوْمَهُ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْحَىَّ قَدْ وَجَدُوا عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِهِمْ لِمَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْفَيْءِ الَّذِى أَصَبْتَ قَسَمْتَ فِي قَوْمِكَ وَأَعْطَيْتَ عَطَايَا عِظَاماً فِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُ فِي هَذَا الْحَىِّ مِنَ الأَنْصَارِ شَيْءٌ. قَالَ « فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ ». قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَنَا إِلاَّ امْرُؤٌ مِنْ قَوْمِي وَمَا أَنَا. قَالَ « فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ فِي هَذِهِ الْحَظِيرَةِ ». قَالَ فَخَرَجَ سَعْدٌ فَجَمَعَ الأَنْصَارَ فِي تِلْكَ الْحَظِيرَةِ. قَالَ فَجَاءَ رِجَالٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَتَرَكَهُمْ فَدَخَلُوا وَجَاءَ آخَرُونَ فَرَدَّهُمْ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَتَاهُ سَعْدٌ فَقَالَ قَدِ اجْتَمَعَ لَكَ هَذَا الْحَىُّ مِنَ الأَنْصَارِ. قَالَ فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَحَمِدَ اللَّهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ ثُمَّ قَالَ « يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَلَمْ آتِكُمْ ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمُ اللَّهُ وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ». قَالُوا بَلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ. قَالَ « أَلاَ تُجِيبُونَنِي يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ». قَالُوا وَبِمَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ. قَالَ « أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَلَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ أَتَيْتَنَا مُكَذَّباً فَصَدَّقْنَاكَ وَمَخْذُولاً فَنَصَرْنَاكَ وَطَرِيداً فَآوَيْنَاكَ وَعَائِلاً فَآسَيْنَاكَ أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُم يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ فِى لُعَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا قَوْماً لِيُسْلِمُوا وَوَكَلْتُكُمْ إِلَى إِسْلاَمِكُمْ أَفَلاَ تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ فِي رِحَالِكُمْ فَوَ الَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلاَ الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَءاً مِنَ الأَنْصَارِ وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْباً وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْباً لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ ».قَالَ فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ وَقَالُوا رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قِسْماً وَحَظًّا. ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَفَرَّقُوا. )

ومن مواقف عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع يهودي ضد صاحبه : فقد روى الإمام أحمد في مسنده (عَنِ ابْنِ أَبِى حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ أَنَّهُ كَانَ لِيَهُودِيٍّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ لِي عَلَى هَذَا أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ وَقَدْ غَلَبَنِي عَلَيْهَا . فَقَالَ « أَعْطِهِ حَقَّهُ ». قَالَ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَقْدِرُ عَلَيْهَا. قَالَ « أَعْطِهِ حَقَّهُ ». قَالَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا أَقْدِرُ عَلَيْهَا قَدْ أَخْبَرْتُهُ أَنَّكَ تَبْعَثُنَا إِلَى خَيْبَرَ فَأَرْجُو أَنْ تُغْنِمَنَا شَيْئاً فَأَرْجِعُ فَأَقْضِهِ. قَالَ « أَعْطِهِ حَقَّهُ ».قَالَ وَكَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا قَالَ ثَلاَثاً لَمْ يُرَاجَعْ فَخَرَجَ بِهِ ابْنُ أَبِى حَدْرَدٍ إِلَى السُّوقِ وَعَلَى رَأْسِهِ عِصَابَةٌ وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِبُرْدٍ فَنَزَعَ الْعِمَامَةَ عَنْ رَأْسِهِ فَاتَّزَرَ بِهَا وَنَزَعَ الْبُرْدَةَ فَقَالَ اشْتَرِ مِنِّى هَذِهِ الْبُرْدَةَ. فَبَاعَهَا مِنْهُ بِأَرْبَعَةِ الدَّرَاهِمِ فَمَرَّتْ عَجُوزٌ فَقَالَتْ مَا لَكَ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَهَا فَقَالَتْ هَا دُونَكَ هَذَا بِبُرْدٍ عَلَيْهَا طَرَحَتْهُ عَلَيْهِ) ، فها هو صلى الله عليه وسلم ينصف يهودي ولو كان الخصم أحد أصحابه .                 هَذِهِ هِي العَدالةُ النبويَّةُ الَّتِي لَا تفرِّقُ بَيْنَ شَريفٍ وَوَضيعٍ، أَوْ بَيْنَ غنيٍّ وفقيرٍ، أَوْ بينَ حَاكِمٍ ومحكُومٍ، فالكلُّ فِي ميزَانِ الحقِّ والعَدْلِ سَواءٌ                      

                                                       الدعاء

Print Friendly, PDF & Email
مشاركة
2

Related posts

10 أبريل، 2021

خطبة حول (علاقة رمضان بالقرآن ) مختصرة


Read more
10 أبريل، 2021

خطبة حول ( لماذا نقرأ القرآن ؟ ) مختصرة


Read more
10 أبريل، 2021

خطبة عن ( رمضان شهر الانتصار على أعداء الانسان ) 1


Read more

أحدث الخطب

  • خطبة حول (علاقة رمضان بالقرآن ) مختصرة
    10 أبريل، 2021
  • خطبة حول ( لماذا نقرأ القرآن ؟ ) مختصرة
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن ( رمضان شهر الانتصار على أعداء الانسان ) 1
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن ( رمضان شهر الانتصار على أعداء الانسان ) 2
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن ( عقوبة المفطرين في شهر رمضان بغير عذر)
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن( رَمَضَانُ شَهْرُ الصَّبْر )
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن (شهر رمضان نعمة)
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن (خير الأعمال في شهر رمضان ) 1
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن(خير الأعمال في شهر رمضان ) 2
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن ( كيف تحقق التقوى من الصيام ؟)
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن( رمضان شهر الانتصارات والتمكين ) 1
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن( رمضان شهر الانتصارات والتمكين ) 2
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن ( رمضان شهر التغيير) مختصرة
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن ( رمضان شهر الخير )
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن ( مع شهر رمضان)
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن ( صوم رمضان من أسباب العتق من النار) 1
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن(مع الصحابة في رمضان ) 1
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن (رمضان شهر القرآن ) 1
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن(مع الصحابة في رمضان ) 2
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن (رمضان شهر القرآن ) 2
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن (مع القرآن في رمضان)
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن (من مقاصد الصيام وحكمته ) 1
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن ( من فضائل شهر رمضان )
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن ( رمضان شهر التوبة والغفران )
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن ( رمضان شهر التغيير )
    10 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن ( فضائل شهر رمضان )
    10 أبريل، 2021
  • خطبة عن الصوم ( إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ) مختصرة
    3 أبريل، 2021
  • 0
    خطبة عن فضل الصيام في سبيل الله ، وحديث ( مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ )
    3 أبريل، 2021
  • ( استقبال رمضان) (قصيرة ومختصرة )
    3 أبريل، 2021
  • خطبة حول استقبال المسلمين لشهر رمضان (مرحبا شهر رمضان مرحبا)
    3 أبريل، 2021

ادعم الموقع

ساهم في دعم الموقع علي باتريون
© 2019 All Rights Reserved. iSpace