MinbarLogMinbarLogMinbarLogMinbarLog
  • الرئيسية
  • خطب منبرية مكتوبة
    • خطبة الاسبوع
    • موسوعة الخطب المنبرية
    • خطب منبرية بصيغة ” وورد – Word “
  • خطب منبرية صوتية
  • دروس وندوات
  • أخترنا لكم
    • القرأن الكريم – فلاش
    • القرأن الكريم – إستماع
    • تفسير القرآن الكريم – الشيخ نشأت أحمد
    • تفسير القرأن الكريم -الشيخ الشعراوى
    • شرح صحيح البخارى – الشيخ هتلان
    • المكتبة الشاملة – تحميل
    • إذاعة القرآن الكريم
    • شرح زاد المستقنع – الشنقيطي
    • سلسلة السيرة النبوية – راغب السرجانى
    • أحداث النهاية – محمد حسان
      • صوتى
      • فيديو
    • موقع الشيخ محمد حسين يعقوب
    • نونية ابن القيم في وصف الجنة
      • عبدالواحد المغربى
      • فارس عبّاد
  • الخطب القادمة
  • إتصل بنا
    • سياسة الخصوصية
  • من نحن؟
  • English Friday Sermons
خطبة عن قوله تعالى ( يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ )
11 نوفمبر، 2017
خطبة عن (من صفات الْمُؤْمِنينَ )
11 نوفمبر، 2017

خطبة عن اسم الله (الغَافِرِ. الغَفَّار. الغَفُور )

11 نوفمبر، 2017

                 الخطبة الأولى ( مع اسم الله (الغَافِرِ. الغَفَّار. الغَفُور )

الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة   

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

                              أما بعد    أيها المسلمون

يقول الحق تبارك وتعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين :

(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف 180،

وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

 « إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ »

 إخوة الإسلام

إن معرفة أسماء الله جل جلاله الواردة في الكتاب والسنة ،وما تتضمنه من معاني جليلة ،وأسرار بديعة ،لهي من أعظم الأسباب التي تعين على زيادة إيمان العبد ، وتقوية يقينه بالله تبارك وتعالى . 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:

“ولما كانت حاجة النفوس إلى معرفة ربها أعظم الحاجات، كانت طرق معرفتهم له أعظم من طرق معرفة ما سواه، وكان ذكرهم لأسمائه أعظم من ذكرهم لأسماء ما سواه”.

ومن الأسماء الحسنى التي وردت في كتاب الله العزيز : اسمه سبحانه :

(الغَافِرِ. الغَفَّار. الغَفُور) ،                            

قال تعالى : ﴿غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِير ﴾ [غافر: 3].     وقال تعالى : ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴾ [نوح: 10].

 وقال تعالى :﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّار ﴾  [ص: 66]                                    

وقَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم ﴾ [البقرة: 173].

وقَالَ تَعَالَى: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيم ﴾ الحجر: 49-50

وقد ذكر العلماء لهذا الاسم ومشتقاته معان كثيرة ، ومنها :

الغفار والغفور : هو الذي يستر الذنوب ، وهو المتجاوز عن الخطايا والعيوب ، مهما كان مقدارها ،ومهما تعاظمت النفس ،وتمادت في جرمها وعصيانها ، فهو سبحانه يغفر الكبائر والصغائر جميعها .

وقال الحليمي : الغافر : هو الذي يستر على المذنب، ولا يؤاخذه فيشهره ويفضحه،

وأما الغفور : فهو الذي يكثر منه الستر على المذنبين من عباده، ويزيد عفوه على مؤاخذته

 وقال سعيد بن وهف القحطاني :الغفار: هو من يغفر الذنوب الكثيرة، والتي قد لا يتخيل العبد أن الله سيغفرها له، ومن كمال عفوه أنه مهما أسرف العبد على نفسه ثم تاب إليه ورجع غفر له جميع جرمه صغيرة وكبيرة.

والله تعالى هو “الغفار” : يغفر في الماضي، ويغفر الآن، ويغفر في المستقبل،

ويغفر في كل زمان ومكان، فهو غفار، وما أمرك أن تستغفر إلا ليغفر لك، وما أمرك أن تدعوه إلا ليستجيب لك.

وهو (الغافر) :فلا يفضح المذنب لا في الدنيا ولا في الآخرة

وهو (الغفور) : يغفر و لا يبالي فهو يغفر الذنوب بالجملة و لا يحاسب عليها إذا تكررت .

 

 وقال الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله: « إنه هو الغفور الرحيم، أي كثير المغفرة، والرحمة عظيمهما بليغهما واسعهما، ومن أبى هذا الفضل العظيم والعطاء الجسيم، وظن أن تقنيط عباد الله وتأييسهم من رحمته أولى بهم مما بشرهم الله به، فقد ركب أعظم الشطط، وغلط أقبح الغلط، فإن التبشير وعدم التقنيط هو الذي جاءت به مواعيد الله في كتابه العزيز والمسلك الذي سلكه رسوله صلى اللهُ عليه وسلم»

فالله سبحانه وتعالى: غفور لمن أقبل، وغفور لمن تاب، وأناب، وغفور لمن أصلح واستغفر،

وكتب حكيم إلى حكيم : أما بعد ! فقد أصبحنا وبنا من نعم الله ما لا نحصيه ، ولا ندري أيما نشكر ، أجميل ما ينشر ، أم قبيح ما يستر ؟ !

فمن ستره سبحانه وتعالى على العبد أنه أظهر الجميل ،وأخفى عن الأعين القبيح ،وكم بين باطن العبد وظاهره  ، في القبح والجمال .

فهو سبحانه ستر ما في القلب من الخواطر المذمومة فلا يطلع أحد على ما تكنه الصدور وتخفيه الضمائر ، كل خواطرنا محجوبة عن الخلق، لا يعلمها إلا الله.

 

وستر الله على عبده يكون في الدنيا وفي الآخرة ، فيوم القيامة يُطلع الله العبد على بعض ما ستره عليه من الذنوب فيقرره بها تذكيرا بنعمة الله عليه أن ستره في الدنيا 

ففي صحيح البخاري (النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « يُدْنَى الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ – وَقَالَ هِشَامٌ يَدْنُو الْمُؤْمِنُ – حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ ، فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا يَقُولُ أَعْرِفُ ، يَقُولُ رَبِّ أَعْرِفُ مَرَّتَيْنِ ، فَيَقُولُ سَتَرْتُهَا فِى الدُّنْيَا وَأَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ثُمَّ تُطْوَى صَحِيفَةُ حَسَنَاتِهِ ، وَأَمَّا الآخَرُونَ أَوِ الْكُفَّارُ فَيُنَادَى عَلَى رُءُوسِ الأَشْهَادِ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ »

وغفران الذنب للمذنب لا يتعارض مع العدالة الإلهية والتي تقتضي محاسبة كل إنسان وفقا لعمله، والعلة في ذلك أنه ليس هناك إنسان معصوم من الخطأ وارتكاب المعاصي والذنوب، وهذا يجعل المغفرة رحمة بالبشرية جمعاء لا بطائفة دون أخرى.

والحق سبحانه وتعالى قد أوضح لنا أنه لا ذنب يعظم عن مغفرته، قال تعالى:

(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (53) الزمر

فكلمة (جَمِيعًا ) أفادت العموم والشمول، فمهما عظم الذنب .. أي ذنب فإن مغفرة الله عز وجل أعلى وأعظم .   

أيها المسلمون

ومن ثمار الإيمان باسم الله (الغَافِرِ. الغَفَّار. الغَفُور ) ، وآثارها في سلوك المؤمن :

أولا :  بيان كرم الله وفضله على عباده العاصين، فهو واسع المغفرة، قال تعالى :

 (إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ) النجم 32،

وهو سبحانه الذي يغفر الذنوب جميعا ، قال تعالى :

“قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” الزمر 53 ،

بل ومن كرمه أن يبدل سيئات العبد يوم القيامة حسنات ، قال تعالى :

(إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الفرقان:70،

 وإذا كان الله يتفضل على عباده فيستر عيوبهم ، فلا تغتر بستر الله عليك :

ففي مسند أحمد (عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ

« إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِى الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ ». ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ) الانعام 44،

ومعنى(استدراج) أي أخذ بتدريج واستنزال من درجة إلى أخرى، فكلما فعل معصية قابلها بنعمة وأنساه الاستغفار فيدنيه من العذاب قليلاً قليلاً ثم يصبه عليه صباً.

وعليك ألا تغتر بإعجاب الناس بك إنما أعجبوا بستر الله عليك:

نعم، فستر الله هو المسدل على أعمالنا الصالحة ، فلو أن الله سبحانه وتعالى نزع ستره عنا لما جلس معنا احد ولما آكلنا أحد ، فالإعجاب بالنفس يأتي من عدم رؤية ستر الله علينا فلو استحضرنا ذنوبنا في عملنا لعلمنا أن نعمة الستر نعمة عظيمة ،

سئل ابن عمر هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون ؟

قال : نعم والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبال.

وكان الحسن البصري يقول : الحمد لله أنه ليس للذنوب رائحة .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( فإذا حسنت السرائر .. أصلح الله الظواهر )

ويقول ابن القيم : (إذا زكاك المزكون ،وأثنى عليك المثنون ، فإنما هم إلى جميل ستر الله ينظرون فلا تغتر)

ومن ثمار الإيمان بهذا الاسم : أن نستر على غيرنا كما يستر الله علينا :

فلو اطلع أحدنا على معصية لأخيه ،فلا ينبغي أن يذكرها لأحد ، فإن تكلم عن ذنبه فقد اغتابه ،وإن عيره ابتلي به ،وإن رضي منه هذا الذنب شاركه في الإثم، بل عليه النصيحة والستر .

                                أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

 

                 الخطبة الثانية ( مع اسم الله (الغَافِرِ. الغَفَّار. الغَفُور )

الحمد لله رب العالمين .. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة   

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

                                 أما بعد    أيها المسلمون

ومن ثمار الإيمان بهذا الاسم : عدم اليأس من رحمة الله أبدا :

فهو سبحانه يغفر الذنوب الكبيرة ويغفر الذنوب الكثيرة ففي مسند أحمد وغيره :

(عَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ قَالَ « ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِى وَرَجَوْتَنِى غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ ابْنَ آدَمَ إِنْ تَلْقَنِى بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا لَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً بَعْدَ أَنْ لاَ تُشْرِكَ بِى شَيْئاً ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ إِنْ تُذْنِبْ حَتَّى يَبْلُغَ ذَنْبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَسْتَغْفِرُنِى أَغْفِرْ لَكَ وَلاَ أُبَالِى ».

ومن ثمار الإيمان بهذا الاسم :   دوام الاستغفار والتوبة السريعة بعد كل ذنب وعدم الإصرار :قال تعالى :{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} آل عمران 135

وفي سنن ابن ماجة وغيره (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ».

وروى الإمام أحمد في مسنده مِن حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ: وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ، لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ، قَالَ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي»

ومن ثمار الإيمان بهذا الاسم : ألا يتساهل بالمعاصي والذنوب بحجة أن الله غفور رحيم، فالمغفرة إنما تكون للتائبين الأوابين، قَالَ تَعَالَى:

﴿ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 25].

وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82].

فاشترط سبحانه تغيير الحال من عمل السيئات إلى عمل الصالحات لكي تحصل المغفرة.

وإذا علم المؤمن أن الله غفور رحيم، فإنه يشرع له أن يحرص على فعل مكفرات الذنوب وهي الأقوال، والأعمال التي شرعها الله في كتابه، أو على لسان رسوله صلى اللهُ عليه وسلم حتى تكفر عنه الخطايا والسيئات.

ومن ثمار الإيمان بهذا الاسم : أن يكثر العبد من الاستغفار حتى تحصل له المغفرة التي وعد الله بها المستغفرين، والنبي صلى اللهُ عليه وسلم كان يستغفر الله في جميع الأحوال،

ومن تلك الصيغ ما رواه أبو داود في سننه مِن حَدِيثِ عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضي اللهُ عنهما قَالَ: «إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِئَةَ مَرَّةٍ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»

وروى أبو داود في سننه مِن حَدِيثِ زَيدٍ مَولَى النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ»

وروى أبو داود في سننه مِن حَدِيثِ مِحْجَنِ بنِ الأَدْرَعِ رضي اللهُ عنه قَالَ: «دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، قَالَ: فَقَالَ: قَدْ غُفِرَ لَهُ، قَدْ غُفِرَ لَهُ ثَلَاثًا»

                                   الدعاء  

 

 

 

Print Friendly, PDF & Email
مشاركة
1

Related posts

1 سبتمبر، 2018

خطبة عن اسم الله ( الباقي )


Read more
21 أبريل، 2018

خطبة عن اسم الله ( الَخَافِضُ ، الرَّافِعُ )


Read more
14 أبريل، 2018

خطبة عن اسم الله ( الرشيد ، المرشد )


Read more

أحدث الخطب

  • 0
    خطبة عن ( البطولة في الإسلام )
    16 يناير، 2021
  • 0
    خطبة عن ( أعمال تمنحك رضا الله )
    16 يناير، 2021
  • خطبة عن ( الصحابة يسألون والنبي صلى الله عليه وسلم يجيب )
    16 يناير، 2021
  • خطبة حول :الاعتراف بمزايا الآخرين ومواهبهم وأفضليتهم (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا)
    9 يناير، 2021
  • 0
    خطبة عن : الاستعانة بالصبر والصلاة ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ )
    9 يناير، 2021
  • 0
    خطبة عن حديث ( ثَلاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، يَضْحَكُ إِلَيْهِمْ وَيَسْتَبْشِرُ بِهِمْ )
    9 يناير، 2021
  • خطبة عن (من السنن الربانية: (سنة التداول) (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)
    4 يناير، 2021
  • خطبة حول ( الإسلام ومبدأ المساواة بين الناس ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ)
    2 يناير، 2021
  • خطبة عن ( كورونا آيَةٌ مُبْصِرَة: ( وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا )
    27 ديسمبر، 2020
  • خطبة عن : اصبروا أيها المستضعفون ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ )
    26 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن أحوال يوم القيامة ، وعقوبة الظلم ( وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )
    26 ديسمبر، 2020
  • خطبة عن ( الْمُؤْمِنُ المستقيمُ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ )
    21 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة حول قوله تعالى ( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا)
    19 ديسمبر، 2020
  • خطبة عن (من علامات الموت ،ونذر النهاية : بَيَاضَ شَعْرِكَ بَعْدَ سَوَادِه ،وَضَعْفَ بَدَنِكَ بَعْدَ قُوَّتِه، وَانحِنَاءَ ظَهْرِكَ بَعْدَ اسْتِقَامَتِه)
    16 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن (الوقت والزمن والعمر هي رأس مال المسلم )
    16 ديسمبر، 2020
  • خطبة عن( قيمة الوقت والزمن في حياة المسلم )
    16 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن ( احتفالات نهاية العام أو ( رأس السنة ) ليست من الاسلام )
    16 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن مراقبة الله ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا )
    12 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن ( خَيْرِ النَّاسِ )
    12 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن : الله يخلق ويملك ويختار ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ )
    12 ديسمبر، 2020
  • خطبة عن ( الإسلام والتغيير للأفضل )
    7 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن فتنة الدنيا وقوله تعالى ( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا )
    5 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن ( عند الشدائد تُعرف الإخوان )
    5 ديسمبر، 2020
  • خطبة عن ( الإحسان للآخرين ،وصوره وثمراته)
    3 ديسمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن أصناف الناس ( النَّاسُ ثَلاثَةٌ : فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ)
    28 نوفمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن مجاهدة النفس ،وحديث(الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ لِلَّهِ)
    28 نوفمبر، 2020
  • خطبة عن ( العمل التطوعي ومنزلته في الإسلام )
    26 نوفمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن مبدأ العدالة والمساواة ( إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ )
    21 نوفمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن السعي للرزق ( فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ )
    21 نوفمبر، 2020
  • 0
    خطبة عن ( هلموا نبايع الله ورسوله )
    21 نوفمبر، 2020

ادعم الموقع

ساهم في دعم الموقع علي باتريون
© 2019 All Rights Reserved. iSpace